أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن الولايات المتحدة ودول أوروبية من بينها ألمانيا وبريطانيا تحاول دفع
روسيا للموافقة على
مجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة.
وبحسب وكالة آكي الإيطالية للأنباء، فقد أشارت المصادر إلى أن موسكو لا تملك خيارا إلا الموافقة على هذا المجلس العسكري، لكنها تحاول قبل نهاية الشهر الجاري تغيير الواقع الميداني لتتمكن من فرض عدد أكبر من المؤيدين لها في هذا المجلس.
وشرحت المصادر أن "روسيا مقتنعة من حيث المبدأ على أن مدخل الحل للأزمة السورية لن يكون إلا عبر تشكيل مثل هذا المجلس، ووافقت أيضا من حيث المبدأ على أن يتزعم كتلة المعارضة المسلّحة ضابط سوري منشق رفيع المستوى وافقت على اسمه وتجرى منذ فترة اتصالات دائمة معه".
وأضافت أنه "بعيدا عن الولايات المتحدة، فقد حاولت موسكو استمالة هذا الضابط وبعض من ممثلي كتلته العسكرية التي يتفاوض بالنيابة عنها دون أن تنجح في تغيير موقفهم، وفق الوكالة".
وقالت إن "الكتل المتفرقة التي يتحدث باسمها الضابط المقترح لزعامة المجلس العسكري من طرف المعارضة يتراوح عدد مقاتليها بين 30 و50 ألف مقاتل، ولدى الدول الغربية شبه قناعة بإمكانية تجميعهم خلال مدة لا تتجاوز الشهر".
وتابعت بأن "الخلاف الوحيد الذي يحاول الروس التلاعب عليه وزيادة الضغط العسكري على الأرض في
سوريا هو دور الرئيس بشار الأسد، حيث تصرّ كتل المعارضة المسلحة على أن ينتهي دوره العملي كليا في نفس يوم الإعلان عن المجلس العسكري، ويبقى له دور شكلي بروتوكولي بعيدا عن الجيش والأمن لغاية تنظيم الشؤون السياسية والدستورية في سوريا، فيما ترغب روسيا في أن يستمر دوره ولو بشكل جزئي، وتسعى موسكو من خلال تكثيف ضرباتها العسكرية للي ذراع بعض تلك الكتل العسكري"، بحسب الوكالة.
وفي سياق آخر، قالت مصادر من المعارضة السورية المقربة من موسكو إن الأخيرة عرضت على معارضين سوريين تشكيل حكومة وحدة وطنية، ترأسها المعارضة وتشارك فيها بوزارات سيادية من بينها الدفاع، وقالت إن موسكو أكّدت أن يتولى رئاستها معارض سوري، ورفضت أن يكون من جبهة التغيير والتحديث المقربة جدا من روسيا، وأشارت هذه المصادر إلى أن كثيرا من المعارضين السوريين رفضوا المبدأ، فيما لم ير بعضهم الآخر مانعا من الموافقة.