ذكر نشطاء أن خلافات حادة وقعت بين عناصر في مليشيا "
الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري وقياداتهم في مدينة
بلودان السياحية في ريف دمشق، عقب رفض بعض العناصر الأوامر وامتناعهم عن التوجه إلى المعارك المستمرة مع الثوار على تخوم غوطتي دمشق.
وعمد قادة المليشيا، التي تعد الأكثر عددا وانتشارا في مدينة بلودان ذات الغالبية المسيحية، على استخدام أسلوب الضغط على العناصر الرافضين لأوامرها بوجوب التوجه إلى غوطتي دمشق، ليأمرهم قادة المليشيا بضرورة الخروج من المنازل التي يقطنون بها في حال استمر رفضهم للأوامر.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي المستقل علاء التيناوي؛ استمرار أفراد عناصر المليشيا برافض الأوامر، ليقوم إثر ذلك قادتهم بإرسال قوات عسكرية مدججة بالسلاح تتبع لذات المليشيا إلى منازل يسيطر عليها بعض العناصر المتمردة على الأوامر، وقامت بإخلاء هذه المنازل بقوة السلاح، وتم إغلاقها بـ"الشمع الأحمر".
وقال "التيناوي" لـ"
عربي21" إن إخراج أفراد المليشيا من المنازل التي يسيطرون عليها بقوة السلاح؛ فاقم الخلافات الحادة بالأصل بين قادة مليشيا الدفاع الوطني وأفرادها الرافضين لأوامر التوجه إلى جبهات
الغوطة الشرقية، ومدينة داريا في الغوطة الغربية، ليقوم الأفراد المطرودون من المنازل بتسليم أسلحتهم إلى مراكز المليشيا المنتشرة في مدينة بلودان، والإبلاغ عن عزوفهم عن حمل السلاح، كردة فعل منهم على أوامر طردهم من المنازل التي كانوا يتخذونها مساكن لهم.
وأشار المصدر إلى أن رفض عناصر المليشيا أوامر قادتهم بالتوجه إلى الجبهات المشتعلة في غوطتي دمشق، سببه مقتل عدد من رفاقهم خلال الأيام القليلة بُعيد إرسالهم إلى تلك الجبهات، مؤكدا مصرع ثلاثة منهم على الأقل خلال معارك داريا في الغوطة الغربية دفعة واحدة.
وأكد الناشط الإعلامي المستقل دخول قيادات وعناصر من حزب الله اللبناني إلى مدينة بلودان تزامنا مع معركة الزبداني، كما تضم المدينة على مجموعات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، ومجموعات كبيرة من مليشيا الدفاع الوطني، إلا أن هذه الأخيرة تعد العنصر الأقوى فيها عسكريا وإداريا، وتحظى بصلاحيات غير محدودة.
وكانت مصادر محلية قد تحدثت في وقت سابق عن قيام النظام السوري بإنذار أهالي الزبداني النازحين إلى مدينة بلودان بضرورة الخروج منها، ثم قامت قيادات عسكرية تابعة لقوات النظام باستخدام مكبرت الصوت في مسجد بلودان لمطالبة كافة المدنيين الذين تم حجز بطاقاتهم الشخصية من قبل مليشيا الدفاع الوطني؛ بضرورة التوجه إلى مدخل مدينة بلودان من أجل مغادرتها إلى أي جهة يختارونها.
وتعد مدينة بلودان في ريف دمشق من أهم مناطق السياحة والاصطياف في
سوريا، وتقطنها غالبية من المسيحيين إضافة إلى نسبة من المسلمين، وغالبية سكانها يوالون النظام، في حين يقدم النظام السوري للمدينة كافة الخدمات ومقومات الحياة بهدف الحفاظ على مواقف أبنائها الموالين له، إلا أن غالبية المناطق المحيطة بها تشهد حالات إنسانية وحصار ومعارك مستمرة، بسبب وقوفها بوجه النظام السوري ورفضها نظام الحكم في البلاد.