نائب أردني يشتبه بأن مقررا دراسيا "يعلّم الطلبة القمار"

طالب برلماني في مجلس النواب الأردني، سعد البلوي، وزارة التربية والتعليم بالتحقيق في مقرر دراسي قال إنه "يدعو الطلبة إلى لعب القمار"، داعيا الوزارة إلى الالتفات للمناهج الدراسية ومتابعتها، وإعادة تدقيق محتواها.

وقال النائب البلوي في تصريح خاص لـ"عربي21": "كنت أستمع إلى أحد البرامج الإذاعية المحلية، وإذ بالمتحدث الضيف في البرنامج الإذاعي يقول إن أحد مقررات منهاج الصف السابع الدراسية يحتوي على معلومات تحض على تعلم لعب القمار، الأمر الذي دعاني إلى تقديم تساؤل لوزير التربية والتعليم عن صحة ما قيل في الإذاعة عن المحتوى المقرر".

وأضاف النائب: "قمت بالاتصال مع وزير التربية والتعليم، محمد الذنيبات، الذي اهتم بالموضوع، حيث قابلته مع عدد من خبراء الوزارة المختصين في كتابة المنهاج الدراسي، الذين أكدوا أن ما قيل عار عن الصحة، وغير موجود في منهاج الصف السابع بتاتا".

وشدد النائب البلوي على أن "ما قاله الضيف المتحدث في الإذاعة المحلية لم يكن دقيقا"، لافتا إلى أنه "تم الاتصال بالإذاعة والضيف، وتبين أن الأمر اختلط عليه"، منوها إلى أن "الموضوع انتهى وأغلق الملف نهائيا".

ويعرف القمار بأنه كل لعب بين متنافسين على مال يجمع منهم ويوزع على الفائز ويحرم منه الخاسر، ويوجد الكثير من أشكال القمار من أشهرها ألعاب اليانصيب واللوتري والقمار الإلكتروني، وبعض مسابقات التلفزيون التي تطالب بالاتصال على رقم هاتف مخصص لهذا الغرض، وهو محرّم شرعا.

من جهته، نفى بشدة الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم، وليد الجلاد، أن يحتوى المنهاج التعليمي لجميع المراحل الدراسية في المدارس الأردنية، على معلومات ضد القيم والدين الإسلامي، والعادات الأردنية الحميدة".

وقال الجلاد لـ"عربي21" إن القول بأن الكتاب الدراسي الجديد "مال وأعمال"، الذي يدرس ضمن منهاج الصف التاسع، يحتوي على مقرر دراسي يحض أو يدعو إلى لعب القمار، "هو أمر عار عن الصحة ومناف للحقيقة تماما"، مؤكدا أنه "دار حديث بين وزير التربية والتعليم والنائب البلوي، حول الموضوع، تم فيه الإيضاح من قبل الوزير للنائب أن المناهج سليمة ودقيقة، ولا يشوبها أي شبهة".

وتقدم الجلاد بالشكر للنائب البلوي وإلى كل النواب الذين يبدون الاهتمام بقضايا وزارة التربية والتعليم، ويحرصون على التواصل مع كوادر الوزارة، منوها إلى أن "وزارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على توخي الدقة والمعلومة الصحيحة في مناهجها التي تدرسها للأجيال الصاعدة".

وحول الرأي الشرعي المتعلق بالقمار، شدد دكتور الفقه الإسلامي ماجد العمري، على أن الإسلام حرم القمار بكل أنواعه، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ".

وقال العمري لـ"عربي21": "لقد نهى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن اللعب بالنرد فقال: (من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه)". 

في حين رأى العمري أن "للقمار أضرار اقتصادية مدمرة على المجتمع، إذ ينشأ عنه طبقة عاطلة تسعى لكسب المال من الناس بطرق سهلة مثل القمار ومن أضراره أيضا نشر العداوة والبغضاء بين المتنافسين".

إلى ذلك، بيّنت دراسة علمية نشرت في مجلة "نيتر نوروساينس" الألمانية، وجود تشابه بين النشاط الذهني لدى الأشخاص المفرطين في لعب القمار ومدمني المخدرات، حيث إن مناطق الدماغ التي تنشط عند إحساس المرء بالمتعة عند تحقيقه غاية ما مقللة نشاطه، لا تقوم بدورها بالفعالية ذاتها عند متناولي المخدرات والمقامرين على حد سواء.