عدد قائد
الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري أربع فتن واجهت
الثورة الإسلامية كانت تهدف إلى القضاء عليها، إلا أن الشعب الإيراني خرج من جميع هذه الفتن شامخا مرفوع الرأس وذلك الإثنين، في كلمته بالملتقى الأول لمناهضة أمريكا والاستكبار عقب الاتفاق النووي، بجامعة طهران تحت شعار: "عهد اضرب واهرب قد ولّى"
وقال اللواء جعفري إن "
الفتنة الكبيرة الأولى تمثلت في الحرب المفروضة التي دامت ثمان سنوات، حيث حاول
الأعداء تحريف الثورة الإسلامية أو وضع عقبة أمامها، لكن صمود الشعب جعل هذه الفتنة تعطي ثمارا عكسية".
وأضاف جعفري أن الفتنة الثانية كانت ذات طبيعة ثقافية أو سياسية أمنية وفي الفتنة الأولى لم يكن للعنصر الداخلي تأثير في دعم الأعداء ولم يكن هناك طابور خامس يذكر، لكن الفتن اللاحقة باتت أكثر تعقيدا.
وأوضح قائد الحرس الثوري بأنه "خلال العقد الثاني من الثورة واجهنا فكرا يؤمن بأنه ليست هناك حاجة لمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية، وأن واحدة من مشاكلنا الرئيسية هي أن البعض أضحى يقول: لماذا يجب أن تستمر الثورة؟ في وقت نتطلع من خلالها إلى تحقيق حياة طيبة والكفر بالطاغوت وعبادة الله وحده".
وأشار اللواء جعفري إلى فتنة عام 1999 داخل الجامعة وقال إن "الأمريكيين كانوا وراءها، لكن الشعب الإيراني تمكن من اجتيازها أيضا، معتبرا الفتنة التي وقعت عام 2009 بأنها كانت على ذات خطى فتنة عام 1999..، لكن بشكل آخر، وقال إن "هذه الفتنة كانت أخطر بكثير من الفتن السابقة حتى من حرب السنوات الثماني"، مضيفا: "بصفتي خبير بالشؤون
الأمنية والعسكرية أقول إن الشعب تمكن ببصيرته وإيمانه من اجتياز هذه الفتنة أيضا".
وأفاد اللواء جعفري بأن الفتنة الرابعة بذات بذريعة البرنامج النووي، وشهدت ممارسة ضغوط اقتصادية والحظر على الشعب، وقال إن "الموضوع النووي كان مجرد ذريعة، وليس هدفا للعدو، وكان المهم لهم دفع إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف قائد الحرس الثوري: طبقا لتصريحات القائد فإن التفاوض مع أمريكا كله شكل ضررا علينا، فهم يتطلعون إلى بسط نفوذهم من خلال المفاوضات.
واعتبر اللواء جعفري أن "المباحثات النووية والاتفاق الصعب قد انتهى خلال هذين العامين، وتمكنا برغم كل الإشكاليات التي رافقتها من التوصل إلى حصيلة نالت تأييد قائد الثورة الإسلامية".
واعتبر قائد الحرس الثوري، الفتنة الرابعة، بأنها فتنة النفوذ والتغلغل، وقال إن "الأمريكيين يريدون تنفيذ الاتفاق النووي أكثر منا لأنهم يتطلعون إلى ما بعد الاتفاق، وأضاف لقد زرع هذا التصور في أفكار الناس بأن الاتفاق على الموضوع النووي يعني إمكانية الاتفاق على القضايا الأخرى، وهذا هو ناقوس الخطر والفتنة.
وأضاف أيضا "في المناخ الجديد تولدت نظرة وميول لدى بعض المسؤولين تتجه صوب الثقة بالغرب والليبرالية، وإن هذه النظرة كانت موجودة منذ انطلاقة الثورة الإسلامية والتي تذهب إلى ضرورة التفاوض مع أمريكا في باقي القضايا أيضا، وأن قائد الثورة الإسلامية، يعتبر هذا الموضوع، يشكل أكبر تهديد".
وقال جعفري بلغة الواثق من نفسه، "إننا واجهنا في كل عقد من عمر الثورة الإسلامية فتنة كبيرة كانت تهدف إلى القضاء عليها.. إلا أن الشعب الإيراني خرج من جميع هذه الفتن شامخا مرفوع الرأس، وها نحن نعاصر الآن أيضا، الفتنة الرابعة من عمر الثورة".