توفي المواطن السوري الكردي، فيصل مصطفى هجانو، متأثرا بالحروق التي طالته، بعد أن أضرم النار بنفسه الإثنين الماضي في مدينة عين العرب (
كوباني) بريف حلب.
وأفادت مصادر مقربة من هجانو لـ"
عربي21" أنه توفي مساء الأحد في أحد مشافي دينة ملاطية، شرقي تركيا، متأثرا بالحروق التي طالت أكثر من 30 في المئة من جسده.
وكان هجانو (45 عاما"، قد أضرم النار في نفسه أمام مقر الإدارة الذاتية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في عين العرب (كوباني) السورية، الإثنين الماضي، احتجاجا على منعه من لقاء ابنته القاصر التي كانت وحدات حماية المرأة التابعة للحزب قد جندتها دون علم والدها، ليتم إسعافه وهو بحالة حرجة إلى إحدى المشافي في مدينة سروج التركية الحدودية المحاذية لـعين العرب.
وكشفت مصادر كردية لـ"
عربي21" أن الوحدات الكردية كانت قد جندت سابقا اثنين من أبنائه دون علمه، لكنه لم يستطع مجابهتهم والتزم الصمت، ليبلغ القهر ذروته بعد
تجنيد ابنته، ما دعاه إلى الاحتجاج عبر إضرام النار بنفسه، قبل أن يتوفى بالأمس.
وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها التي يضرم بها رجل النار بنفسه احتجاجا على التجنيد الإجباري من قبل الوحدات الكردية، حيث سبق وأن قام المواطن السوري الكردي وليد عبد الرحمن (43 عاما) بحرق نفسه أمام مقر حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة السليمانية، في إقليم كردستان العراق، في مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي، احتجاجا على خطف وتجنيد ابنته القاصر هناك خلال عودته من مدرستها، ولكنه نجا من الموت وتماثل للشفاء.
وفي تعليق على الحادثة الجديد، قال علي تمي، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في كوباني: إن "حقيقة حادثة إضرام هذا الشخص بنفسه هو أمر مؤسف ومحزن، وهذا يندرج ضمن سلسلة من سياسات خاطئة يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي ومؤسساته بحق الأهالي، ومنها موضوع أدلجة المناهج المدرسية وفرض سياسة معينة على الطلبة وليس آخرها التجنيد الإجباري".
وأضاف تمي لـ"
عربي21": تعتبر هذه الحادثة صورة مصغرة عن معاناة شعبنا، لعدم وجود اتفاق سياسي بين القوى المختلفة، فمن الطبيعي أن يستفرد حزب معين ويتحكم بمستقبل شعبنا، وهنا تتحمل جزءا من المسؤولية العائلات التي لها علاقات مع هذه المؤسسات؛ لأنها فتحت المجال لأبنائها بالانضمام (..)، لأنهم يعطون شرعية لهذا الحزب".
وكانت مظاهرات قد خرجت في العديد من البلدات الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في شمال وشمال شرق
سوريا، وفي العديد من العواصم الغربية، للتنديد بتجنيد القاصرين والقاصرات، إلا أن الوحدات الكردية استمرت بعمليات التجنيد.
وتدين منظمات حقوقية ودولية تجنيد القاصرين والقاصرات من قبل "
وحدات حماية الشعب الكردية" و"وحدات حماية المرأة"، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي؛ الذي يتذرع بحجة الدفاع عن "روج آفا"، وهو مصطلح تطلقه على مناطق سيطرة الحزب في سوريا، حيث أنشأ الحزب إدارة ذاتية في هذه المناطق العام الماضي.
وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تموز/ يوليو الماضي تقريرا مفصلا، انتقدت فيه بشدة عمليات التجنيد هذه، ووثق التقرير العديد من الحالات عبر التواصل مع ذوي المجندين، وأكد حصول تواصل بين المنظمة ووحدات الحماية الكردية، ولكن الوحدات لم تلتزم بوعودها فيما يتعلق بعدم تجنيد القاصرين وتذرعت بصراعها مع تنظيم الدولة.
وأدان تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، اتباع مليشيات الحزب سياسة التهجير وحرق المنازل في مناطق استعادتها من تنظيم الدولة بريفي الحسكة والرقة.
اقرأ أيضا:
رجل يحرق نفسه بكوباني احتجاجا على تجنيد ابنته بالوحدات الكردية