دعا رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"
روسيا، الجمعة، للالتزام بمحاربة تنظيم الدولة، والكف عن مهاجمة القرى
التركمانية في
سوريا.
جاء ذلك في تصريح صحفي له، معلقا على الهجمات التي تتعرض لها القرى التركمانية في سوريا، عقب زيارته لأحد المدارس في العاصمة التركية أنقرة، وأوضح قائلا "إن وزير خارجيتنا أكد للسفير الروسي، أن تدخل روسيا في سوريا جاء في إطار مكافحة تنظيم
داعش، لذا ينبغي عليها التقيد بذلك".
وأضاف رئيس الوزراء التركي إنه لا يمكن لأحد أن يشرعن المذابح التي يتعرض لها إخوتنا التركمان والعرب والكرد بذريعة مكافحة الإرهاب، مؤكّدا "أن السوريين عموما وتركمان بايربوجاق خصوصا، يتعرضون لهجمات مكثفة في الآونة الأخيرة، ولهذا السبب فقد أجريت تقييما مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسياسية طوال ليلة أمس، حول الأوضاع الراهنة في بايربوجاق"، وقال "أريد أن أقول بكل صراحة، إن الهجمات التي تستهدف التركمان تظهر مدى دموية النظام السوري ووحشيته".
وتابع داود أوغلو "أولا نحن نعارض جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين، ثانيا نحن ضد أية هجمات تتسبب في نزوح موجات لاجئين جديدة على حدودنا، ثالثا تركمان بايربوجاق هم إخوتنا الذين يعيشون منذ قرون في تلك المناطق شأنهم شأن بقية السوريين. ندين بكل شدة الهجمات الوحشية التي يتعرضون لها، وندعو الجميع مرة أخرى للتعامل بحساسية في هذا الموضوع".
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن "استهداف موسكو للمدنيين، على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، بأسلحة محرمة دوليا كالقنابل العنقودية، من شأنه أن يتسبب بموجة نزوح للمدنيين باتجاه
تركيا، وفي حال حدوث ذلك، فإن المسؤولية تلقى على عاتق كل من شارك بالعمليات العسكرية ضد المدنيين في المناطق التركمانية".
وأكد داود أوغلو، أن لديهم معلومات تؤكد مشاركة الطيران الروسي، بالهجوم على منطقة "بايربوجاق" ذات الغالبية التركمانية في ريف اللاذقية، لذلك أصدر تعليمات لوزير خارجيته، لاستدعاء سفير موسكو لدى أنقرة، والوقوف على أسباب قيام الطيران الروسي بشن غارات على المناطق التركمانية في سوريا.
وأردف قائلا: "أجدد تحذيري للنظام السوري مرة أخرى، لقد أبدينا ردود أفعالٍ فوريّة، على جميع الهجمات التي استهدفت المدنيين بالقرب من حدودنا، سواء كانوا تركمانا أو عربا أو كردا. نتابع الوضع في جميع القرى(التركمانية، كما عقدنا لقاء مع الجانب الروسي أوضحنا خلاله المناطق والقرى السورية ذات الحساسية بالنسبة لتركيا".
ويقدر عدد التركمان في سوريا بنحو 3 ملايين (بحسب أحزاب سياسية تركمانية)، وينتشرون في معظم المحافظات السورية، وعلى رأسها حلب واللاذقية والرقة وحمص ودمشق والقنيطرة (الجولان).
وقف التركمان السوريون إلى جانب المنتفضين على نظام "بشار الأسد"، منذ اليوم الأول للأزمة السورية، عام 2011، وتعرضت مناطقهم لهجمات مسلحة من القوات النظامية التابعة للجيش السوري، وغير النظامية التي تعرف بـ "الشبيحة".
سيطرت قوات المعارضة السورية على منطقة "بايربوجاق" (جبل التركمان) صيف عام 2012، لتتصاعد منذ ذلك التاريخ الهجمات التي تشنها القوات الموالية للنظام السوري على قرى منطقة "بايربوجاق"، تبع ذلك غارات جوية شنتها المقاتلات الروسية ضد مواقع المعارضة السورية والقرى المأهولة بالسكان المدنيين.
إلى ذلك، تعرض التركمان في محافظة الرقة لانتهاكات جسيمة من مسلحي تنظيم داعش، لاسيما سكان قرية "حمام التركمان" والقرى المحيطة بها. في الوقت الذي أشارت فيه تقارير استخباراتية تركية، في 15 تموز/يوليو الماضي، إلى أن مليشيات (YPG) أو التي تعرف بوحدات "حماية الشعب" (امتداد لمنظمة بي كا كا الإرهابية في سوريا)، التي تنتشر في مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا، انتهجت سياسات "تطهير عرقي ممنهج"، ضد السكان غير الأكراد (العرب والتركمان) في مدينة "تل أبيض" بمحافظة الرقة السورية، بهدف تغيير التركيبة السكانية للمدينة.