أقدم فرع المخابرات العسكرية التابع للنظام السوري في محافظة حماة، وسط البلاد، على
اعتقال أحد الإعلاميين الموالين للنظام، على خلفية منشور له على صفحات التواصل الاجتماعي اتهم فيه أحد مسؤولي النظام بالوقوف وراء عمليات تهريب المحروقات وبيع السلال الغذائية المخصصة للمدنيين الموالين لنظام بشار الأسد في المحافظة.
شبكات إعلامية تابعة للنظام السوري أكدت اعتقال الصحفي "عمر عبد الله" في منطقة
مصياف التابعة لمحافظة حماة، واصفة حادثة الاعتقال بأنها تمت بطريقة "الخطف"، حيث إن إحدى الدوريات الأمنية قامت باعتقاله من الشارع بالقوة، دون وجود مذكرة تبليغ بحقه، مؤكدة وقوف أحد أعضاء مجلس الشعب وراء العملية.
وعمر عبد الله، المعروف أيضا باسم "عمر ديرماما"، هو أحد مؤسسي شبكة أخبار مصياف على "فيسبوك"، وقد أعلنت الشبكة اعتقال مديرها "بوشاية كيدية"، بحسب وصفها، علما بأن عبد الله كان قد قاتل مع قوات النظام السوري في سهل الغاب، كما اعتقل العام الماضي لأسباب مشابهة.
واتهمت الصفحة عضو مجلس الشعب، حامد إبراهيم، بإرسال دورية أمنية لاعتقال عمر عبد الله، إثر اشتباه عضو مجلس الشعب بأحد المنشورات على الصفحة الخاصة بالصحفي على أنها تمسه شخصيا.
ويتحدث المنشور عن سرقة المحروقات المجانية في منطقة مصياف في حماة وبيعها للمدنيين الموالين للأسد بأضعاف الأسعار، وكذلك الأمر بالنسبة للسلال الغذائية المقدمة من روسيا للمناطق الموالية، حيث وصف عبد الله من يقف وراء هذه الأعمال بـ"حوت البلد، وتاجر الدم والأزمة". كما اتهم عضو مجلس الشعب بتهريب المحروقات وبيعها في مناطق آخرى بأسعار مضاعفة.
وأشارت المصادر الإعلامية المقربة من النظام السوري إلى أن الأخير أنكر وجود عمر عبد الله في سجونه، إلا أنها عادت وأكدت من خلال بعض التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وجوده لدى فرع الأمن العسكري في محافظة حماة، استنادا شهادات نقلها بعض عناصر الفرع، كما أوضحت المصادر بأن حادثة الاعتقال تمت دون علم والديه.
الصحفي "عمر عبد الله" بحسب المواقع الموالية، يشتهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمواجهة
الفساد لحكومة الأسد، كما يهاجم من يسميهم "تجار الدماء" في مصياف ومحافظة حماة بشكل عام، من مسؤولين وقيادات في مليشيا "الدفاع الوطني" أو قوات النظام ومسؤولي الفروع الأمنية.
وتساءلت صفحات التواصل الاجتماعي الموالية عن كيفية تسخير الأجهزة الأمنية تحت إمرة أعضاء مجلس الشعب ومسؤولي النظام لتكون أداة تبطش بكل من يقف بوجه مشاريعهم، كما نددت باعتقال "عمر عبد الله" بسبب منشور في صفحات التواصل الاجتماعي، رغم أنه لم يأت على ذكر اسم عضو مجلس الشعب بشكل علني، كما تساءلت عن كيفية قيام المخابرات العسكرية بتكميم أفواه الإعلاميين؛ لاسترضاء "تجار الأزمة والسارقين".
كما هاجمت الصفحات الموالية عضو مجلس الشعب حامد إبراهيم، واتهمته بـ"التشبيح الإعلامي" لمجرد الشك، متسائلة عن القسم الذي أقسمه أمام مجلس الشعب بأن يكون ممثلا للشعب لا ممثلا فيه، مع تسخير المخابرات لحماية من وصفتهم بـ"المخربين وتجار الدماء"؟
وطالبت هذه الصفحات بالإفراج عن عن عبد الله، في حين قام الموالون بشتم رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، متهمين إياه بالوقوف وراء الفساد المالي والاقتصادي، وتوعدوا بفضح جميع "تجار الأزمة" في حال عدم إطلاق الصحفي المعتقل لدى الأمن العسكري.