بيان هام من جماعة الإخوان حول الأزمة الأخيرة خلال ساعات

كشفت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عن أن هناك بيانا هاما بشأن الأزمة التي حدثت خلال الأيام الماضية، سيصدر خلال ساعات، وأنه سيكون معبرا بشكل حقيقي وفعلي عن رأي الأغلبية وليس الآراء الفردية لبعض القيادات، سواء هنا أو هناك.

وقالت المصادر (رفضت الكشف عن هويتها) -في تصريح لـ"عربي21"- إن هناك انعقادا للجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين، بعد دعوة لاجتماع عاجل وجهها أمين عام اللجنة لكل أعضائها المنتخبين، وبمشاركة أعضاء مكتب الإرشاد الثلاثة المتبقين داخل مصر.

وتشكلت اللجنة العليا لإدارة الجماعة، ومقرها داخل مصر، في شهر شباط/ فبراير 2014، لتسيير الأعمال بديلا عن مكتب الإرشاد الذي تم اعتقال غالبية أعضائه منذ تمّوز/ يوليو 2013.

وأكدت المصادر أن الاجتماع انعقد بحضور أغلب أعضاء اللجنة؛ حيث شارك فيه ثمانية أعضاء من أصل 11، متوقعة أن يوضح بيان اللجنة المرتقب المستجدات وما جرى الاتفاق عليه في أول اجتماع بعد الأزمة التي تفجرت أخيرا.

وأوضحت المصادر أن هناك جهودا ومساعي حثيثة؛ لمحاولة رأب الصدع بين الطرفين، وإيجاد حلول لإنهاء الأزمة "الكبيرة" داخل صفوف الحركة الإسلامية الأكبر بالعالم.

كما كشفت المصادر عن أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير يتواجد الآن فى دولة تركيا، وأنه عقد أكثر من اجتماع مع عدد كبير من قيادات الجماعة، والتقى أيضا ببعض شباب الإخوان وآخرين، لمناقشة تداعيات الأزمة، وتوضيح بعض الأمور، وبحث سبل الخروج من هذه الأزمة.

كما كشفت المصادر عن أن هناك أكثر من شخصية تتواصل مع كل الأطراف، من أجل إيجاد مخرج وحل للأزمة الإخوانية، على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، ومفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة يوسف ندا، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والقيادي السابق بالجماعة إبراهيم الزعفراني.

ولفتت المصادر إلى أن هناك بوادر لحلحلة الأزمة، في ظل الجهود "الكبيرة" التي يتم بذلها لمحاولة لملمة الصف داخل الجماعة، والعمل تقريب وجهات النظر، والتوافق بشأن مخرج مُرض لكل الأطراف من الأزمة.

وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام للجنة الإدارية العليا التابعة لجماعة الإخوان في مصر (اسمه غير معلوم للظروف الأمنية)، الإخوان رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، للالتفاف حول قياداتهم التي انتخبوها، والمؤسسية والشورى التي أقرتها الجماعة.

كما دعا  -في عدة تغريدات له عبر حسابه على "تويتر" الذي تم تدشينه اليوم- جميع الإخوان من أطراف الأزمة في الداخل والخارج للاجتماع والتواصل الذي وصفه بالبنّاء لبحث سبل إنهاء هذا الخلاف.
وأعلن تثمينه وتثمين أعضاء لجنة الإدارة لمحاولات رأب الصدع التي يقودها "شيوخ وأحباء الجماعة وعلى رأسهم شيخنا الجليل د. القرضاوي".

وقال إن "الجماعة ملتزمة بخطها الثوري الرافض للانقلاب العسكري انتصارا للحق ولدماء الشهداء ولحقوق المعتقلين الأبطال".

كما ثمن الأمين العام للجنة الإدارية موقف المكاتب الإدارية في الداخل، والمكتب الإداري لإخوان الخارج التزامهم بالشورى ومؤسسية العمل الإخواني المنضبط، داعيا جميع الإخوان إلى اتباع ذلك النهج.

 وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب، وشرعية القيادة في الظرف الجديد.

واشتعلت تلك الخلافات يوم الاثنين الماضي، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته بصفة متحدث إعلامي باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه هو طلعت فهمي، وفق بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه، وذلك في أعقاب خروج مشرف لجنة الإدارة د.محمد عبد الرحمن بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان د. محمود عزت، والتي تقضي بإعفاء وتجميد عضوية بعض حاملي الملفات المهمة، وأبرزهم المتحدث الإعلامي محمد منتصر.

وأعلن 11 مكتبا إداريا تابعا لجماعة الإخوان رفضه لقرار إعفاء المتحدث الإعلامي محمد منتصر، أو تجميد عضويته.

وكان المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين محمد منتصر قال - عبر تويتر-: "بارك الله دعوات شيوخ وأبناء دعوة الإخوان؛ القرضاوي و‏الزعفراني وحشمت وغيرهم، لإنهاء الخلاف"، داعيا الجميع لالتزام "الشورى والثوابت".

وأضاف قائلا: "يا أهل الثورة، دعكم من الماضي، أنتم المستقبل، ولأجل ديننا وفكرتنا ووطننا يهون كل شيء، لن نشمت القتلة فينا، وسنكمل طريق الثورة".