أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، أن "كل الفصائل الفلسطينية توافقت على مبادرة وطنية" من أجل حل مشكلة الإغلاق المتكرر وشبه المستمر لمعبر
رفح البري، موضحا أن الفصائل الفلسطينية، ما عدا حركتي فتح وحماس، أبدت "الموافقة الكاملة على المبادرة".
وكشف الثوابتة، في تصريح خاص لـ"عربي21"، تفاصيل هذه المبادرة، التي بنيت على "اختيار شخصية فلسطينية مهنية وطنية متفق عليها، تكون محل إجماع فلسطيني؛ من أجل الإشراف على إدارة
المعبر"، موضحا أن المبادرة تنص على "وجود طاقم عمل لإدارة المعبر تنطيق عليه الشروط سابقة الذكر".
وأضاف: "نحن نريد أن تكون المبادرة وطنية بامتياز من أجل الخروج من الحلقة الحزبية الضيقة"، لافتا إلى أن الموظفين المتواجدين في الوقت الحالي في إدارة المعبر "سيتم استيعابهم، وإعادة الموظفين السابقين؛ بحيث ستجري عملية ترتيب إداري للجميع"، وفق قوله.
وحول العائدات المالية للمعبر، تقترح المبادرة، بحسب القيادي في الجبهة الشعبية، إنشاء "صندوق مالي، يكون تحت إدارة حكومة التوافق الفلسطينية، بشرط أن يكون هذا الصندوق في خدمة وتطوير معبر رفح البري فقط"، منوها إلى أن الحفاظ على أمن الحدود
المصرية الفلسطينية "سيكون من مسؤولية القوة (17) التابعة لحرس الرئيس الفلسطيني، والقوات المصرية".
حالة التوافق
وقال الثوابتة إنه جرت "دردشة" حول المبادرة، لكنها لم تعرض رسميا بشكل رسمي على حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى أن العمل جار من أجل عقد جلسات حوار ونقاش للمبادرة مع كل من حركتي فتح وحماس، وكذلك السلطة الفلسطينية.
وأشار في حديث لـ"عربي21"؛ إلى أن المبادرة تمتاز بشيء من المرونة من أجل أن تحوز على موافقة جميع الأطراف، لذا من المتوقع أن يتم التعديل على بنودها بما يحقق حالة التوافق من أجل فتح معبر رفح البري، وفق قوله.
وتابع قائلا: "كل فصيل عنده ما يدلي به في هذه المبادرة"، موضحا أن الجانب المصري أعرب عن استعداده لفتح معبر رفح في حال تم استلامه من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ لأن مصر لديها مشكلة في أن تكون
حماس هي من يدير معبر رفح، بحسب الثوابتة.
وبيّن القيادي في الجبهة الشعبية أن "اللقاءات والحديث حول جوهر المبادرة يجري حاليا على قدم وساق، وهي بحاجة للعديد من الجولات"، معربا عن أملة في أن يتم تجاوز هذه المشكلة الإنسانية، مع وجود أكثر من 30 ألف فلسطيني ينتظرون السماح لهم بالسفر من خلال هذا المعبر الحيوي.
حماس لم تطلع على المبادرة
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في
غزة أن عدد المرضى الفلسطينيين الذي هم بحاجة ماسة للسفر من أجل العلاج عبر معبر رفح، يقدر بـ4000 مريض معظمهم من الأمراض المزمنة، حيث تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المرضى ومرافقيهم من العبور عبر حاجز بيت حانون (إيرز) لتلقى العلاج داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو بالضفة والقدس.
واستهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاثنين، تصريحات القيادي في حركة "فتح" النائب فتح فيصل أبو شهلا، التي قال فيها إن "حماس" رفضت مبادرة الفصائل بشأن معبر رفح.
وأكد الناطق باسم حماس"، سامي أبو زهري، في بيان له وصلت "عربي21" نسخة منه، أن حديث أبي شهلا "غير صحيح، ولا أساس له من الصحة"، موضحا أن حركته "لم تطلع حتى اللحظة على مبادرة الفصائل".
وضاعف إغلاق معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لقطاع غزة، الذي لا يتحكم فيه الاحتلال الإسرائيلي، الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه قرابة مليوني فلسطيني يقيمون في قطاع غزة المحاصر منذ حوالي تسع سنوات؛ حيث لم يسمح النظام المصري الحالي بزعامة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بفتح المعبر إلا أياما معدودات.