قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن "القول بأن تركيا نسيت شعب غزة، وبدأت بالتقرب من إسرائيل، متجاهلة دعم
فلسطين إدعاء باطل، فنحن لا ننسى غزة، وفلسطين، والقدس، والمسجد الأقصى حتى في أحلامنا، فكيف في
المفاوضات".
جاء ذلك في كلمة لداود أوغلو، الثلاثاء، أمام الكتلة النيابية لحزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان، حيث أشار إلى أن "المفاوضات بين
أنقرة وتل أبيب تسير بشكل إيجابي، لكن دون صدور نتيجة نهائية لتلك المفاوضات"، مؤكدا "ضرورة عدم الاكتراث للشائعات في هذا الصدد".
وشدد داود أوغلو على أن "موقف تركيا واضح ولم يتغير، وتصر على مطالبها في أن تقدم إسرائيل التعويضات لعائلات شهداء سفينة "مافي مرمرة"، وترفع الحصار عن قطاع غزة".
يذكر أن قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، هاجمت بالرصاص الحي والغاز سفينة "مافي مرمرة" أكبر سفن أسطول الحرية، الذي توجّه إلى قطاع غزة، بهدف كسر الحصار عنها منتصف عام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن (معظمهم من الأتراك)، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.
وأفاد رئيس الوزراء التركي، أن "سبب قطيعة العلاقات بين أنقرة وتل أببيب متعلق بحادثة مافي مرمرة، واستشهاد مواطنين أتراك على متنها على أيدي الجيش الإسرائيلي"، مضيفا أن "إسرائيل وفت بشرط واحد من أصل ثلاثة لإعادة العلاقات بين البلدين، وذلك عندما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الحادثة، وأنه بقي شرطان لتركيا لم يتحققا بعد".
ولفت داود أغلو، إلى أن "الفلسطينيين هم أكثر الشعوب التي تعرضت للظلم في القرنين العشرين والحادي والعشرين والعالم يعلم جيدا المواقف التركية تجاه فلسطين وإسرائيل"، مؤكدا "سنستمر بدعم الفلسطينيين اللا محدود، حتى إقامة دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس، لذا لا يحق لأحد مساءلتنا حيال القضية الفلسطينية، والروابط الأخوية التي تربطنا بشعبها".
من ناحية أخرى قال داود أوغلو، إن "تركيا تحترم السيادة الوطنية لجيرانها"، مشيرا إلى أن "وحدة أراضي دول الجوار لتركيا تعد ضمانة للأمن الوطني لها، وأن تركيا تريد تحقيق السلام والأخوة في المنطقة".
وأضاف أن "سوريا تعاني من فوضى، وفراغ سياسي منذ فترة طويلة، الأمر الذي تسبب بأزمات على رأسها أزمة اللاجئين"، مشيرا إلى أن "عدم قدرة مجلس الأمن الدولي، على اتخاذ أي قرار حول هذا الموضوع تعود مآلاته بشكل سلبي على تركيا".
ولفت إلى أن "هنالك أطرافا تحاول التدخل في سوريا لزيادة وتيرة هذه الفوضى، بذريعة محاربة تنظيم الدولة"، مضيفا أن "روسيا استهدفت مواقع داعش 391 مرة، من أصل 4 آلاف و198 طلعة جوية نفذتها فوق الأراضي السورية في الآونة الأخيرة".
وأدان داود أوغلو قصف الطائرات الروسية، مركز مدينة إدلب (شمال سوريا)، قبل يومين، والذي أودى بحياة نحو 200 مدني، قائلا: "روسيا تستهدف المعارضين المعتدلين والمدنيين في سوريا، كما أنها تستهدف المناطق الحدودية لتركيا".
ووجه رئيس الوزراء رسالة إلى روسيا، متسائلا: "أنتم كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، التي يتوجب أن نراها صمام أمان للسلم العالمي، على ماذا تستند مرجعية تدخلكم في سوريا؟، لماذا 90% من ضرباتكم تستهدف المعارضة المعتدلة والمدنيين؟ لماذ تقصفون حلب وإدلب، والمدنيين الأبرياء، وتركمان بايربوجاق (شمال اللاذقية)؟"
وأكد داود أوغلو أن "تركيا جزء من التحالف الدولي لمكافحة داعش، وأنهم مستمرون في موقفهم الأساسي"، مضيفا: "لتعلم روسيا أو أي دولة ظالمة أخرى، أننا سنقف بوجه كل من يقصف الشعب السوري".
ولفت إلى أن "تركيا لم تنس الظلم الذي مارسه الاتحاد السوفييتي سابقا، وكذلك ما فعلته روسيا في شمال القوقاز وشبه جزيرة القرم"، مضيفاً أن "على روسيا أن تترك التبجح بالعبارات السوفييتية، وتلتزم بإظهار الاحترام المتبادل لدول الأخرى، وهنا يجب أن تعلم جيدا أن سوريا ليست جزءا من أهدافها الإمبريالية".
وبين داود أوغلو أن "الشعب السوري صديق وشقيق لتركيا، وأن كل من ظلم هذا الشعب سيجد تركيا أمامه"، مترحما على من قضوا حياتهم في سوريا ومقدما تعازيه للشعب السوري.
وأردف: "مع التدخل الروسي زادت موجة اللجوء، وارتفع عدد الضحايا في سوريا، رأينا وتابعنا بدهشة القصف الجوي الروسي في الغوطة الشرقية بدمشق الأسبوع الماضي، حيث راح ضحية هذا القصف من المدنيين 65 شخصا، ولم يكن بينهم حتى مسلح واحد"، مضيفا: "لا شك أن هذا عار على الإنسانية".