قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري منذ بداية الأحداث، فلم يستطع وقف أي من الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، واليوم يقف عاجزا عن إدخال مواد غذائية لسكان
مضايا الذين يموتون جوعا.
واستهجنت المنظمة ما جاء في بيان
الأمم المتحدة، الذي أوضح أن المنظمة الدولية ستدخل مواد غذائية لمضايا خلال الأيام القادمة بناء على موافقة النظام السوري.
وأضافت المنظمة أن البيان يظهر عجز الأمم المتحدة التام أمام نظام منخرط بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وعدم وجود وسائل وخطط طوارئ لديها لمعالجة وضع إنساني طارئ، فالمنظمة الدولية تدهمها الأحداث، ولا تتعلم من التجارب، مع أنها كثيرة من واقع المعاناة السورية.
وأوضحت المنظمة أنه من العار على الأمم المتحدة ومن يقولون إنهم يدعمون حقوق الشعب السوري، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، أن ينتظروا الإذن من نظام فقد شرعيته منذ زمن على المستوى الدولي لإدخال مساعدات إنسانية لمجموعة من السكان يموتون جوعا.
وبينت المنظمة أن كل التقارير تؤكد أن في بلدة مضايا السورية وحدها أكثر من أربعين ألف نسمة محاصرون منذ سبعة أشهر ممنوعون من الغذاء والدواء، ومهددون بالموت إن لم تصلهم المواد الغذائية والمستلزمات الطبية خلال أربع وعشرين ساعة.
وأكدت المنظمة أن
حصار مضايا والزبداني تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي خلّفتها سياسة الحصار التي ينفذها النظام السوري مدعوما من روسيا وإيران ومنظمة حزب الله اللبنانية.
وأشارت المنظمة إلى أن تعداد السكان المحاصرين في بلدة مضايا يصل إلى أكثر من أربعين ألف نسمة بعد نزوح ما يقارب العشرين ألف نسمة من مدينة الزبداني القريبة، وفي ظل تلك الكثافة السكانية العالية يعاني سكان بلدة مضايا من حالة نقص حاد في المواد الغذائية، خصوصا حليب الأطفال، ما يعرض أكثر من 950 رضيعا لخطر الموت، كما تعاني البلدة أيضا حالة نقص شديد في الدواء والمواد الأساسية الأخرى.
وأضافت المنظمة أن نقص الطعام والدواء الحاد في مدينة مضايا أدى إلى ظهور حالات الهزال الشديد والإعياء بين سكان البلدة الذين لجأوا إلى الحشائش والنفايات لتسكين جوعهم، وتوفي حتى الآن ما يقارب 23 شخصا نتيجة الجوع أو القتل قنصا أو بالألغام لدى محاولة الحصول على الغذاء، كما ارتفع معدّل تعرض الأشخاص للإغماء الناتج عن الجوع إلى 160 حالة يوميا.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا؛ لإنقاذ السكان في بلدة مضايا والزبداني وباقي المناطق المحاصرة، وعدم انتظار أي إذن من النظام السوري، فهناك من الوسائل العديدة لدى الأمم المتحدة ما يمكنها من فتح ممرات إنسانية لإيصال المواد الغذائية والطبية.
كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحريك آليه نص عليها القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 377 تحت عنوان "متحدون من أجل السلام"، الذي يتيح التدخل بعد فشل مجلس الأمن في التصدي لحالة تهدد السلم والأمن الدوليين؛ لوضع حد لكل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري مدعوما من روسيا وإيران.