أقرت
الإدارة الذاتية الكردية إجراءات جديدة تفرض على
السيارات التي تدخل إلى مناطق سيطرتها في
سوريا؛ حمل لوحات تسجيل خاصة بهذه الإدارة، وهذه اللوحات تحمل اللون الأصفر، وهو لون العلم الذي تعتمده
الوحدات الكردية.
ويتضمن القرار إلزام أصحاب السيارات والشاحنات الكبيرة، التجارية أو الخاصة، بتغيير لوحاتها الخاصة، مع تهديد بمصادرة المركبات إلى حين استيفاء شروط دخول مناطق الإدارة الذاتية، في حين اتهم سائقو الشاحنات الإدارة الذاتية بقطع أرزاقهم.
وتتحدث مصادر كردية مقربة من الإدارة الذاتية عن "حماية وأرشفة" الشاحنات والمركبات كافة، التي تدخل المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية؛ بهدف تمييزها عن مركبات المناطق الأخرى، بحجة أن سيارات مفخخة تم تفجيرها داخل هذه المناطق.
ويأتي القرار الجديد بعد أن فرضت الإدارة الذاتية الكردية في وقت سابق رسوما على السيارات، تتراوح قيمتها ما بين 40 و80 ألف ليرة سورية بحسب حجم السيارة.
وقال السائق تيسير أبو صالح، لـ"عربي21"، إنه "عقب إصدار الإدارة الذاتية الكردية لقرار المركبات الخاص بها؛ قمنا بتشكيل وفد احتجاجي مكون من 200 سائق وتوجهنا إلى قصر المحافظ في الحسكة، والتقينا قائد الشرطة والمحافظ في حكومة النظام السوري محمد زعال، إلا أنهما لم يستجيبا لمطالبنا ولم يحركا أي ساكن تجاه القرار الصادر عن الإدارة الذاتية"، على حد وصف السائق.
ورأى أبو صالح، وهو تاجر أعلاف، أن قرار المركبات الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ينبع من سببين؛ أولهما "تحصيل دخل شهري للإدارة الذاتية الكردية من تسجيل السيارات والمركبات الكبيرة"، إضافة إلى "تكريد المنطقة تدريجيا وفق السياسة المتبعة من حزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات الكردية،" خاصة في مدينتي الحسكة والقامشلي"، وفق قوله.
واستطرد السائق بالقول: "قرار المركبات الجديد هو قانون يهدف إلى قطع أرزاقنا، إذ إنني وعشرات السائقين نتنقل بين ثلاث مناطق، وهي مناطق الإدارة الكردية، والنظام السوري، وتنظيم الدولة، وكل منطقة تخضع لسيطرة جهة مختلفة، وأقوم بنقل الأعلاف إلى كل هذه المناطق، والقرار الجديد يجحم من عملي، لأن أي عبور نحو هذه المناطق سيشكل خطرا على حياتي، أو مصادرة مركبتي".
وأضاف: "اليوم وبعد القرار الصادر، لن أستطيع العبور نحو داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وسيعتبرون اللوحات المرورية الصفراء موالاة للإدارة الذاتية، وهذا سيشكل خطرا كبيرا على حياتي وحياة التجار وسائقي المركبات كافة".
وأردف أبو صالح: "كما أن القرار الجديد سيجعل المركبة معرضة للاحتجاز بأي لحظة من قوات النظام السوري، إذ إن محافظ النظام في الحسكة لم يتحدث عن القرار الكردي الجديد إيجابا أو سلبا، مما يزيد المخاوف لدى السائقين كافة في حال وضعوا اللوحات الصفراء على مركباتهم".
من جهته، قال الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي، لـ"عربي21"، إن السيارات مهددة بالمصادرة من الوحدات الكردية بحجة مخالفة القوانين، حيث سيتم احتجازها ريثما تتم عملية وضع اللوحات المرورية الصفراء ودفع غرامة.
وقال الحسكاوي إن من عواقب القرار الجديد أيضا ارتفاع أسعار أجور نقل الأعلاف بشكل كبير، بسبب توقف عدد كبير من المركبات عن العمل، كما سيزيد القرار الجديد نسبة البطالة، وكذلك انخفاض أسعار المركبات والشاحنات.
ورأى الحسكاوي في القرار الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية خطوة جديدة ضمن خطوات عديدة اتخذتها الإدارة الكردية، بينها فرض مناهج مدرسية جديدة باللغة الكردية، ومصادرة أملاك المهاجرين.