ملفات وتقارير

عرب "الحماية الكردية".. الحقيقة والدور والمستقبل

يُقدر عدد المقاتلين العرب في صفوف قوات الحماية الكردية بـ400 مقاتل - أرشيفية
يُقدر عدد المقاتلين العرب في صفوف قوات الحماية الكردية بـ400 مقاتل - أرشيفية
قد يستغرب البعض انضمام مقاتلين من القومية العربية لصفوف قوات الحماية الشعبية، المعروفة إعلاميا باسم "قوات الحماية الكردية"، ويرمز لها اختصارا بـPYD، وخصوصا أن هذا الانضمام ليس شكليا، فهم يقاتلون إلى جانب قوات الحماية وفي صفوفها بشراسة، وخاضوا معها معارك طاحنة، بحسب مراقبين.

ولكن الناشط الإعلامي في محافظة الحسكة، عبدالله الأحمد، يؤكد أن عملية انتساب المقاتلين العرب لصفوف "الحماية الكردية" محدودة، وفي إطار ضيق، إذ يقدرهم بـ400 مقاتل، عدا الفصائل العربية التي تقاتل إلى جانب قوات الحماية.

وقال الأحمد لـ"عربي21" إنه "لا يتوقع لهؤلاء العرب لعب أي دور، أو إحداث تغيير في المعادلة؛ لأنهم مجرد أرقام، ولا يملكون من أمرهم شيئا"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد لهؤلاء المنتسبين أي خلفية سياسية، أو فكرية، أو أرضيّة دينية، ومعظمهم لم يكمل تعليمه الأساسي، ويستحيل بالتالي على هذه النوعيّة فعل شيء مؤثر".

عوامل الانتساب

وحول الأسباب التي تقف وراء انخراط الشباب العربي بصفوف القوات الكردية، قال الناشط الإعلامي في الحسكة، أبو أسامة، إن "القوات الكردية هي الفصيل الوحيد الذي يقف بوجه تنظيم الدولة في المنطقة، ما يدفع بعض المقاتلين العرب للقتال في صفوفها".

وأشار أبو أسامة في حديثه لـ"عربي21" إلى عامل آخر، وهو "الهروب من الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام، إذ تتيح لهم قوات الحماية الخدمة في محافظتهم"، مضيفا أن "هذا ما يفسر الأعمار الصغيرة للمنتسبين، إذ إنها تتراوح بين 18 و30، بل إن هناك قصّرا يتم إغراؤهم، بالمال الذي يُتحصل عليه بطرق غير شرعية كالسرقة"، على حد قوله.

ويندر العنصر النسائي العربي في صفوف قوات الحماية، خلافا للكردي، ويذكر الناشط الأحمد أنه تم تسجيل حالتين فقط في محافظة الحسكة، هما "فتاة من تل براك، وأخرى من ريف تل حميس"، فيما سجلت حالة واحدة في مدينة تل أبيض، إذ إن "مي" ذات الـ15 ربيعا انتسبت دون إذن أهلها، متأثرة بمعلمتها ورفيقاتها الكرديات، بحسب نشطاء.

تخوين

ويُرجع مراقبون قلة أعداد العرب في صفوف "الحماية الكردية" إلى تبني قوات الحماية قيما لا تتماشى مع المجتمع العربي الدينية والأخلاقية، وهذا ما يفسر النظرة الدونية في الشارع العربي للمنتسبين العرب. يقول مروان شقيق أحد المنتسبين لـ"عربي21": "يُنظر لأخي وغيره من المنتسبين كخونة، خانوا الدين والعقيدة وعروبتهم، وباعوا كرامتهم وشرفهم بالانتساب لهذه المليشيات".

ويؤكد الواقع أن الرفض ذاته ينسحب على الشارع الكردي "فمن يخون قوميته؛ يخون الكرد" بحسب مروان الذي أكد أن "العرب لا يتولون أي منصب قيادي، رغم محاولات الكرد إظهار المحبة والتقدير لهم، ومنحهم قريبا مما يمنحونه للمقاتل الكردي من بدلات وتعويضات".

وأضاف أن "دور هؤلاء العرب ينحصر في تسويق دعاية القوات الكردية، بأنها تقوم بحماية الشعب، والبعد عن العنصرية، أي في تلميع الصورة وتجميل الديكور"، مؤكدا أن "العربي يحاسب حسابا عسيرا على أي كلمة يشمّ منها معارضة للمشروع القومي الكردي".

وتابع مروان: "قد تصل العقوبة إلى حد القتل، ولا يسري الأمر على العرب المنضمين لصفوف القوات الكردية فحسب، بل يمتد للفصائل العربية المتعاونة معها، فإنها لا تملك فعل شيء إلا موافقة المليشيا الكردية".

ولعبت الفصائل العربية التي تقاتل إلى جانب قوات الحماية الكردية، دورا في السيطرة على سد "تشرين" مؤخرا، لكن هذا لم يعْفِهم من الاتهام بالخيانة للثورة. يقول "قيس" الناشط الإعلامي في أعزاز، لـ"عربي21": "طعن ما يسمى جيش الثوار العميل للكرد والروس، الثوار في ظهورهم، فبدلا من قتالهم للدواعش والنظام؛ صوبوا بنادقهم لظهور الثوار".

ويبقى مستقبل هؤلاء العرب غامضا، ولا سيما إذا انتهى خطر تنظيم الدولة، واصطدمت قوات الحماية مع المشروع الوطني السوري، إذ يرى الناشط عبدالله الأحمد أنه "سيتم التخلص منهم فورا عقب طرد داعش؛ لأنهم قد يشكلون خطرا، ومن يبقى منهم سيكون خاضعا للمشروع الكردي السياسي والعسكري".
التعليقات (1)
د.الجاك النورمحمد الشيخ السودان
الإثنين، 11-06-2018 01:05 م
لا علاق البته بين فرقة متطرفة منهجها التكفير والخروج على الحكام وبين دعوة سنية سلفية مباركة اصلح الله بها العباد والبلاد

خبر عاجل