اعتقلت قوات الأمن التركية، الجمعة، 14 أكاديميا وتلاحق سبعة آخرين اتهموا بالدعاية الإرهابية بسبب توقيعهم إعلانا ينتقد
العمليات العسكرية في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية، ويدعو إلى رفع
حظر التجول.
وبنبرة تهكمية، استنكر الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان بعد صلاة الجمعة الموقعين الألف على الإعلان الذين يشملون المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي. وقال إن من لم يرغب في ممارسة السياسة في البرلمان "عليه أن يحفر الخنادق أو يتوجه إلى الجبال".
وانتقدت المعارضة التركية والسفير الأمريكي في أنقرة الإجراءات التي اتخذها المدعون العامون، وشملت فتح تحقيقات، وتفتيش منازل الأكاديميين في أنحاء البلاد بعد انتقاد أردوغان للموقعين في خطاب ألقاه، الخميس.
واستوحى الإعلان فحواه من الاشتباكات المستمرة بين القوات التركية ومقاتلي
حزب العمال الكردستاني منذ انهيار هدنة بينهما في تموز/ يوليو. وعزل الجيش مناطق بأكملها، وقصف مراكز تابعة لحزب العمال في مناطق سكنية، لكنه ينفي تسبب عملياته بتعريض حياة المدنيين للخطر وقتلهم.
وذكرت صحيفة "حريت" اليومية أن معظم الاعتقالات، الجمعة، تركزت في منطقة كوكايلي الصناعية الغربية القريبة من اسطنبول، في الوقت الذي قالت فيه مصادر أمنية إن الاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن مقتل خمسة متشددين ورجل شرطة في مدينة سيرت في شرق البلاد.
واتهم الإعلان الذي نشر، الاثنين، الحكومة باستخدام أساليب تعتمد على القوة المفرطة ضمن جهود لاجتثاث المسلحين الذين ينقلون بشكل متزايد قتالهم من الجبال إلى داخل البلدات، مما يتسبب بقلق كبير لقوات الأمن.
وأضاف الإعلان: "إن الحق في الحياة وفي الحرية والأمان، وبخاصة مناهضة التعذيب، وضروب المعاملة القاسية التي يحميها الدستور والأعراف الدولية، قد انتهك".
واستطرد: "نحن نطالب الدولة بوقف مجزرتها المتعمدة".
تأثير سلبي
وأثارت الوثيقة انقسامات حادة في الرأي بعد أن اجتذبت دعم أكاديميين في أرجاء العالم، لكنها أيقظت المشاعر القومية داخل
تركيا.
ونشرت صحيفة (راديكال) اليسارية، الجمعة، صورا لصلبان حمراء مرسومة على أبواب مكاتب اثنين من الأكاديميين الذين وقعوا على الإعلان في أنقرة مرفقة بعبارات تهديد.
ووصف حزب الشعب الجمهوري، وهو المعارض الرئيسي في البلاد، الاعتقالات بأنها "غير قانونية على الإطلاق، وغير مقبولة، وخطيرة للغاية".
وأضاف الحزب في بيان أصدره، الجمعة: "سنستمر في الدعم والوقوف إلى جانب جميع مواطنينا الذين يودون ممارسة حرية التعبير من دون الدعوة إلى العنف".
وغالبا ما يأتي تقييم تركيا سيئا في الدراسات المتعلقة بحرية الرأي وحرية الصحافة، وهي تتعرض لانتقادات شديدة من شركائها الغربيين والأوروبيين.
وقال السفير الأمريكي جون باس في بيان على حساب "تويتر" الخاص بالسفارة في أنقرة، الجمعة: "في الوقت الذي قد لا نتفق في الرأي مع هؤلاء الأكاديميين، غير أننا قلقون من أن يكون لهذا الضغط تأثير سلبي على التخاطب السياسي المشروع".
وأضاف باس: "إن التعبير عن القلق حيال العنف ليس مساويا لدعم الإرهاب، وانتقاد الحكومة لا يساوي الخيانة".