استعرض الرئيس
الإيراني حسن
روحاني، ما اعتبره 11 إنجازا نوويا واقتصاديا وسياسيا لإيران تمت بمناسبة سريان
الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، وذلك في رسالة بعثها إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، الاثنين.
ورأى روحاني، بحسب الرسالة التي نشرتها الوكالات الإيرانية، أن الإنجازات جاءت ثمرة لصلابة وصمود الشعب الإيراني لـ12 عاما إزاء التهديدات والحظر، وفي ظل القيادة الشجاعة والحكيمة للمرشد الأعلى للثورة، مؤكدا أن الحكومة، وعبر توجيهات خامنئي، عازمة على التدقيق والرصد الجاد لتنفيذ الطرف المقابل للاتفاق، على نحو واقعي وذكي وبعيدا عن حسن الظن المفرط، وستتخذ الرد المناسب لأي خرق للعهد، بحسب تعبيره.
وعدّد روحاني 11 إنجازا بدخول خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ، وهي بحسب نص الرسالة، كالآتي:
1- تحقيق الرغبة الاستراتيجة للشعب الإيراني المتمثلة بتثبيت حقه المسلّم به في مجال الأنشطة النووية السلمية، واعتراف المجتمع الدولي وإبدائه الاحترام لبرنامج إيران النووي ذي الأبعاد التجارية والصناعية.
2- تواصل المسار التكاملي لعملية التخصيب، بصفتها أهم جزء من برنامج إيران النووي وأكثره حساسية، وباتت إيران وبحسب برامج موثقة، ضمن صفوف المنتجين الدوليين للوقود النووي.
3- سيتم تحويل مفاعل "آراك" للمياه الثقيلة وفي إطار تعاون دولي، إلى مفاعل أبحاث متطور وعصري وبمعايير دولية عالية المستوى.
4- مخزون إيران الاستراتيجي من اليوارنيوم شهد زيادة ملحوظة لأول مرة منذ انتصار الثورة الإسلامية، عبر تزويده بـ200 طن من الكعكة الصفراء.
5- بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل المنتج، لتنضم إيران إلى الدول القلائل المصدرة لهذا النوع من المواد الحساسة.
6- تمهيد الطريق أمام التعاون الدولي مع البرنامج النووي السلمي لإيران في مجالات مثل: بناء المحطات النووية ومفاعلات الأبحاث، وإنتاج الوقود، والأبحاث والتنمية، والانصهار النووي، والطب النووي، والأمان النووي، وتحلية المياه وصيانة البيئة.
وتم بالتزامن مع ذلك تحقيق الإنجازات الآتية في المجالات السياسية والحقوقية والاقتصادية:
7- إلغاء ستة قرارات جرى إصدارها تحت البند السابع لمجلس الأمن الدولي ضد إيران، وحاليا لا يوجد أي قرار ضد إيران سوى القرار 2231 الذي سيلغى تلقائيا بعد عشر سنوات.
8- إلغاء 12 قرارا لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حاليا تمت تسوية جميع الشكوك المتعلقة بماضي البرنامج النووي للبلاد سوى القرار الأخير (70/2015)، الذي يعنى بالإشراف على تنفيذ الاتفاق النووي فقط.
9- إلغاء جميع أنواع الحظر الاقتصادي والمالي المتعلق بالشق النووي من قبل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المجالات المختلفة، مثل: التحويلات المالية، والنشاطات البنكية، والسويفت، والاستثمارات، والتأمين، وائتمان الصادرات، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، والشحن والنقل، والملاحة البحرية، والموانئ، وتجارة الذهب وسائر الفلزات، والسيارات والطائرات، وتوفير الأرضية لتسجيل إيران حضورا قويا في أسواق الاقتصاد الدولية من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات التصدير وأسواق الاستثمارات الدولية.
10- الإفراج عن الأموال المجمدة بسبب الحظر النووي، والتي تمهد الأرضية للاستفادة منها في مجالات الاستثمارات وإيجاد فرص العمل في البلاد.
11- والأهم من ذلك، إفشال مخطط أعداء الإسلام وإيران لرسم صورة خاطئة و"رهيبة" عن الثورة الإسلامية وتقديم صورة إنسانية ومسالمة عن إيران في الساحة الدولية، وإرغام المجتمع الدولي على الإشادة بالأخلاق والمواقف الحكيمة المشفوعة بالعزة لأبناء الثورة.
صمود أمام "البلطجة"
ورأى الرئيس الإيراني أن هذا النجاح اللافت تحقق بفضل "القدرات الذاتية وصمود إيران والشعب الإيراني، وثمرة ثلاثين شهرا من المفاوضات الطويلة والضمنية التي تمت في ضوء إرشاد ودعم ودعاء خامنئي".
وأشار روحاني إلى أن الخيار الذي اتخذه الشعب الإيراني بالصمود أمام "بلطجة القوى الاستكبارية واحتكارها وأطماعها للدفاع عن حقوقه"، أثمر أخيرا، بحسب تعبيره.
وقال روحاني، في رسالته، إن نجاح الاتفاق أدى "لسرور أصدقاء الثورة الإسلامية، وتخبط وسخط أعداء الجمهورية الإسلامية داخل المنطقة وخارجها"، موضحا أن إيران، وبدعم من أذرعها القوية وقدراتها الدفاعية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية، تحولت إلى "لاعب أساسي لإرساء الاستقرار وضمان السلام والهدوء في المنطقة"، بحسب تعبيره.
وتدعم إيران عبر ذراعها "الحرس الثوري الإيراني"، وجناحه الخارجي "فيلق القدس" الذي يقوده قاسم سليماني، ونظام بشار الأسد في سوريا، وحزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والتي تتهم جميعا بارتكاب مجازر طائفية وتطهير عرقي، من منظمات حقوقية وأممية.
وأوضح روحاني أن رفع العقوبات مهد الأرضية للازدهار الاقتصادي من خلال "التطبيع الجاد والفاعل للاقتصاد المقاوم"، مؤكدا أن "المتابعة الشاملة للاقتصاد المقاوم والحضور الفاعل لكافة شرائح الشعب في ساحات الاستثمار والعمل والإبداع هي التي ستؤدي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس وتوفير فرص العمل".
ودخل الاتفاق التاريخي بين إيران والقوى الكبرى حول برنامج طهران النووي، حيز التنفيذ السبت، بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أدى إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران.