السيسي يهدد بتسريح 6 ملايين وبالثأر لرجال الأمن (فيديو)
القاهرة- عربي21- حسن شراقي23-Jan-1605:14 PM
2
شارك
توعد السيسي بالثأر لرجال الأمن في احتفالية "عيد الشرطة" الـ64- أرشيفية
قبل ساعات من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير، الاثنين، هدَّد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، السبت، بتسريح 6 ملايين موظف مصري يعولون نحو 25 مليون نسمة، مؤكدا أن مصر ليست في حاجة إليهم، وأنها تحتاج فقط إلى مليون موظف من 7 ملايين موظف موجودين حاليا.
جاء ذلك لدى تعليق السيسي على رفض برلمانه لقانون "الخدمة المدنية"، الذي كان قد أصدره في آذار/ مارس الماضي، قائلا: "قلت ثلاث حاجات قبل كده في الموضوع ده.. قلت: لدينا ما يقرب من 7 ملايين موظف.. يا ترى مصر محتاجة منهم كام؟".
وأجاب خلال كلمته في احتفالية "عيد الشرطة" الـ 64 بأكاديمية الشرطة، السبت: "محتاجة مليون فقط"، واستدرك: "الستة ملايين موجودون معانا لأن وراءهم أسرا نحن حريصون عليها".
وأضاف: "الاعتبار الثاني: هل أحد منهم مرتبه سيقل؟" وأجاب: "لا"، مشيرا إلى أن الاعتبار الثالث هو: "الزيادات المفترضة (في الرواتب) هل سيتم حسابها أم لا؟".
وبرغم أنه أكد احترامه لقرار البرلمان، إلا أنه قال في تلميح إلى النواب الرافضين للقانون: "الإصلاح أمانة في رقبتنا، وقبل أن تقول الكلمة أدرس الموضوع كويس".
وتعلل بالظروف الاقتصادية الصعبة، قائلا: "قلت لكم: تعالوا نتنازل شوية لأجل خاطر مصر.. ماذا ستقولون.. دي أمانة في رقابنا.. ليس بالمجاملة، ولا بالمزايدة الشعوب تحيا.. الشعوب تحيا بالأمانة والإخلاص والصبر والتضحية والجلد".
ورفض مجلس نواب ما بعد الانقلاب، في الأسبوع الماضي، قانون "الخدمة المدنية" الذي أعدته وزارة التخطيط وأصدره السيسي في 12 آذار/ مارس الماضي، وأكد استمساكه به في تصريحات لاحقة.
ناس قاعدة تؤذي فينا
ومحرضا المصريين، بعضهم على بعض، وهو التحريض الذي امتلأ به خطابه، أردف السيسي: "نحن 90 مليونا، وجوانا ناس قاعدة تؤذي فينا، وتدمر فينا، وتقتل فينا.. وإلا.. اللي حوالين مني (يقصد أسر ضحايا الشرطة) دول إيه؟".
دمع ودم
واستهل السيسي خطابه، بعد أن طلب من أهالي هؤلاء الضحايا، الاصطفاف إلى جواره، على المنصة، قائلا: "قصدت أوري المصريين أهالينا.. اعرفوا كويس مين اللي بيدفع الثمن والدم علشان خاطر بلدنا".
وأردف: "إنتو ما تعرفوش كانوا بيقولوا إيه، وهم يسلمون علي.. قالوا: ولادنا ليسوا خسارة في مصر".
تحريض دموي للشرطة على متظاهري 25 يناير وتوعد بالثأر
ووسط تصفيق حاد واصل السيسي خطابه: "تضاعفت مسؤوليات جهاز الشرطة المصرية في الآونة الأخيرة، إذ يشارك رجاله الأوفياء في معركة مصر ضد قوى الشر والإرهاب والتطرف، جنبا إلى جنب، مع إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة.. يتعاونون معا لحماية حدود مصر على الاتجاهات المختلفة، ويقدمون أرواحهم فداء ليحيا شعب مصر عزيزا أبيا، متمتعا بالأمن والاستقرار".
وخاطب السيسي "شعب مصر العظيم" بالقول: "تحية واجبة لشهداء الشرطة المصرية الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل مصر وشعبها، وتسابقوا على أداء واجبهم الوطني في المناطق المستهدفة من الجماعات الإرهابية، وهم يعلمون تماما أن احتمالات استشهادهم تفوق فرص نجاتهم، وعودتهم لأهاليهم، وذويهم".
وفيما بدا أنه تحريض على متظاهري الذكرى الخامسة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير، الاثنين المقبل، مكررا كلمة "أبدا" ثلاث مرات، تابع السيسي خطابه بالوعيد بالثأر: "نقول لذويهم، ومحبيهم (أسر ضحايا الشرطة): إننا لن ننساهم أبدا.. ولن نتخلى عنكم أبدا.. ولن نترك ثأرهم أبدا".
وأشاد السيسي بـ "زيادة الاعتماد (في جهاز الشرطة المصرية) على وسائل التكنولوجيا الحديثة"، داعيا إلى التوسع في استخدام تلك الوسائل في العمل الأمني، وتدريب كوادر الشرطة عليها.
ووجه الشكر للشرطة على ما اعتبره "دورها البناء في تأمين الانتخابات المصرية"، موجها الشكر أيضا لـ"بناتنا من عناصر الشرطة النسائية".
مواصلة التحريض: لأجل خاطر الدم ده
وبعد انتهائه من النص المكتوب لخطابه، بدأ السيسي في الارتجال، مذكرا بأنه طلب "التفويض منكم في 24/7 لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، وكان وقتها كثيرون منا يتصورون أن الأمر بسيط، وشفتم خلال السنتين اللي فاتوا، ورأيتم الشهداء اللي سقطوا، بعد سنتين وأكثر.. مش بس الأسر الموجودة إلى جواري الآن، لا .. ده كتير قوي".
ومضى السيسي في ارتجاله قائلا: "أقول للمصريين.. دُفع كثير لأجل الأمن، والاستقرار، والسلام.. وخلي بالكم من بلدكم.. ولأجل خاطر الدم ده، والشهداء دول (مشيرا بيده يمينا ويسارا).. خلي بالكم من بلدكم".
وأضاف: "الناس دي سقطت، واستشهدت علشان خاطر نعيش.. لازم تكونوا عارفين أنكم بتساهموا في إحياء التسعين مليونا.. اللي قدمتموه ده لأجل خاطر المصريين يعيشوا بأمن وسلام.. هذا ثمن ليس قليلا.. الموجودون دول ولادنا كلنا، وإخواتنا، وبناتنا كلنا".
وزاد: "أقول لهم: وحياة رب العباد.. وحياة كل كلمة طيبة قلتموها دلوقتي.. نقول لكم ونقول للناس: ما تضيعوش دم دول كده.. وبالمناسبة إحنا كمان مش حنسمح إن دم الشهداء دول يروح كده".
واستطرد: "أمن الشعوب واستقرار الدول مش لعبة في أيد أي حد..لا.. وبالمناسبة كلنا مسؤولون".
حرص السيسي على ذرف الدمع، وإبداء التأثر، والتعاطف مع أهالي ضحايا الشرطة، خلال الاحتفال.
فبكى متأثرا بتقديم الطفل محمد هيثم قصيدة شعرية بعنوان "الشهيد".
واحتضن رضيع الرائد محمد أمين إسماعيل الحبشي، الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر، وبدا متأثرا، وهو يسلم وسام الاستحقاق لأرملته في أثناء التكريم.
وروى السيسي أن والد أحد مصابي الشرطة أرسل له استغاثة لعلاج ابنه، مؤكدا أن الأمر لا يحتاج استغاثة، وأن الأمر يقال له "نعم" فورا.
ومن جهته، قال والد عبد الرحمن، أحد ضحايا الشرطة، في كلمة ألقاها على الحضور، إن ابنه هو ثالث شهيد من أسرته، اثنان منهم من الجيش، والآخر النقيب عبد الرحمن من الشرطة.
وقال ابن أحد ضحايا الشرطة: "أنا مش هاسيب حقي، ولا حق بابا أبدا"، فاصطحبه السيسي للمنصة ليقول تلك الكلمة وسط تصفيق حاد من الحضور.
السيسي في الفرافرة بالتليفزيون المصري
وبث التليفزيون المصري مقطعا خاطئا لوصول السيسي للفرافرة لافتتاح مشروع المليون ونصف المليون فدان على أنه وصوله لأكاديمية الشرطة للاحتفال.
وأعرب مذيع قناة "المحور"، أحمد الشاعر، عن دهشته من عرض المشاهد القديمة، مؤكدا أن قناته نقلتها عن التليفزيون المصري، الذي عرضها على أنها لوصول السيسي لأكاديمية الشرطة، قبل أن يتدارك الموقف، ويعرض الفيديو الحقيقي.
وحضر الاحتفال رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، وعدد من الوزراء والمحافظين وكذا لفيف من قيادات وأفراد الشرطة.
وشهد محيط مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول في القاهرة الجديدة، مقر الاحتفال، تشديدات أمنية مكثفة، بالإضافة إلى انتشار الكلاب البوليسية ورجال المفرقعات داخل وخارج الأكاديمية والطرق المؤدية لها.