شهدت عموم مناطق محافظة
الحسكة، شمال شرقي
سوريا، وخاصة مدينة القامشلي، ارتفاعا كبيرا في
أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلا، وبنسبة وصلت إلى ما يزيد عن 40 في المئة، ليظهر فيما بعد
احتكار ضباط النظام السوري ومسؤولين من وحدات حماية الشعب الكردية بعض المواد الغذائية الأساسية، وبيعها بأسعار مضاعفة بعد دخولهم الأسواق كتجار، كما يقول نشطاء.
وفي هذا السياق، تحدث الناشط الإعلامي عمر عبد العزيز، لـ"عربي21"، عن بلوغ سعر الكيلوغرام الواحد من السكر نحو 700 ليرة، ومثيله من الشاي إلى ما يزيد عن 2800 ليرة.
وأشار الناشط الإعلامي إلى قيام بعض حواجز تنظيم الدولة المتمركزة جنوبي غربي المحافظة، وبعض حواجز الرقة، بفرض غرامات وضرائب مالية تصل إلى 500 دولار أمريكي على الشاحنات التي تنقل البضائع إلى مناطق محافظة الحسكة، الخاضعة لسيطرة النظام السوري والوحدات الكردية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وعزوف بعض السائقين عن العمل.
بدوره، أكد الناشط الإعلامي ملهم العلي أن الشخص الوحيد المخول من النظام السوري والوحدات الكردية بشراء مادة السكر إلى محافظة الحسكة كافة، هو تاجر كردي مدعوم من النظام والوحدات على حد سواء، مشيرا إلى اتباع الوحدات سياسة مزدوجة، ففي السابق كانت تعمل على إغلاق أي محل تجاري يحتكر المواد التموينية، لكن مسؤوليها يمارسون هذا الدور الآن.
وقال لـ"عربي21": "في الأزمة الأخيرة تجلى التفاهم والشراكة بين التاجر المستورد الوحيد مع الوحدات الكردية وضباط النظام السوري، بغية جني أرباح هائلة من الأسعار التي بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الكيس الواحد من السكر إلى ما يزيد عن 60 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 150 دولارا أمريكيا بالأسعار المتداولة.
من جانبه، أفاد عضو اتحاد شباب الحسكة محمد إدلبي عن توفر المواد التموينية في مستودعات الوحدات الكردية بشكل كبير، تزامنا مع الأزمة التموينية المستمرة منذ قرابة الأسبوعين في عموم مناطق محافظة الحسكة، بعد احتكار المواد الغذائية من تجار متعاملين مع النظام السوري والوحدات الكردية.
ونوه الإدلبي إلى أن وجود أسباب أخرى وراء ارتفاع الأسعار في محافظة الحسكة، ومنها عدم دخول الخضار والفواكه والمواد التموينية من باقي المحافظات السورية، والاعتماد فقط على المواد والمنتجات المحلية، حيث أدى التقلص في دخول المواد المستوردة إلى ارتفاع في الأسعار.
كما ساهمت المعارك المستمرة بين قوات النظام السوري والوحدات الكردية من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة، الذي يسيطر على المناطق المحيطة بالمحافظة، من جهة أخرى، في تفاقم الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار في الحسكة.