قالت مستشارة كبيرة للرئيس السوري
بشار الأسد، الثلاثاء، إن هدف الجيش من
العمليات العسكرية الجارية في شمال البلاد هو تأمين الحدود مع تركيا وإعادة بسط سيطرته على مدينة حلب، مضيفة أنها لا تتوقع نجاح الجهود الدبلوماسية ما دامت هناك دول "تدعم الإرهاب في
سوريا".
وقالت
بثينة شعبان، في مقابلة مع رويترز، إن الدول التي تتحدث عن وقف لإطلاق النار: "لا تريد إنهاء الإرهاب"، وبدلا من ذلك، تحاول تثبيت مواقع المسلحين الذين خسروا مواقع مهمة، وذلك في هجمات برية مدعومة من قبل ضربات جوية روسية في جبهات عدة في سوريا.
واتهمت مستشارة الرئيس السوري تركيا بالتسبب في أزمة اللاجئين، وقالت إنها تستخدم الأزمة لابتزاز دول أوروبية، كما انتقدت أنقرة و"أطماعها العثمانية" كهدف أساسي للأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
وحقق الجيش السوري مدعوما من حليفيه إيران وحزب الله اللبناني تقدما في الأسابيع الماضية، خاصة في محافظتي اللاذقية وحلب على الحدود الشمالية مع تركيا، وكذلك في درعا الواقعة على الحدود الجنوبية مع الأردن. كما حقق أيضا تقدما ضد تنظيم الدولة في شرق حلب.
وتنقسم مدينة حلب بين مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المسلحين.
وغير هذا التقدم مسار الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد بعد أن خسرت دمشق أراضي العام الماضي في غرب سوريا لصالح مجموعات عدة بما فيها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ومجموعات إسلامية أخرى، ومجموعات تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر التي تلقت دعما أمريكيا.
وقالت مستشارة الرئيس السوري: "الهدف من تقدم الجيش السوري هو تحرير مدن وقرى كان يسيطر عليها الإرهابيون لثلاث سنوات ونصف، وأيضا محاولة تحرير مدينة حلب من آثام الإرهاب التي عانى منها الناس في حلب في السنوات الماضية، وأيضا السيطرة على حدودنا مع تركيا، لأن تركيا هي المنبع الأساسي للإرهابيين، وهي المعبر الأساسي لهؤلاء، ولذلك فإن ضبط الحدود مع تركيا، والتي بالمناسبة دعا لها قرار مجلس الأمن رقم 2253، هو عامل مساعد جدا لدحر الإرهاب في سوريا".
وتصف الحكومة السورية كل المجموعات التي تقاتلها بأنها إرهابية.
وأضافت المسؤولة السورية: "الغريب أن الأسرة الدولية التي أخذت القرار 2253 تحت الفصل السابع لم تضع الضغوط على تركيا وعلى الدول الإقليمية التي تمول وتمرر الإرهاب إلى سوريا، لم تضع الضغوط عليهم لإيقاف هذا التمويل وإيقاف هذا التسهيل لمرور الإرهابيين".
وأكدت أن "هدف الجيش العربي السوري هو محاربة هذا الإرهاب وإعادة الأمن والأمان لمواطنينا في حلب وفي قراهم ومدنهم".
ومضت بثينة شعبان تقول: "نأمل أن تستمر العملية (العسكرية) في الشمال إلى أن نضبط الحدود ونمنع الإرهابيين الذين عملت تركيا منذ بداية الأزمة على إرسالهم إلى سوريا عبر حدودها معنا".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت العمليات العسكرية ستستمر بهذه الوتيرة قالت: "أكيد بإذن الله".
"لا نرى نجاحا للدبلوماسية"
وتم تعليق محاولات توسطت فيها الأمم المتحدة لإطلاق مباحثات سلام في جنيف الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تسارعت فيه العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في شمال حلب. ويهدف مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لاستئناف المحادثات في وقت لاحق من شباط/ فبراير الجاري.
وقالت بثينة شعبان: "لو كانت هناك إرادة دولية حقيقية لوضع حد للإرهاب في سوريا لكان تحقق (ذلك) منذ زمن، لكن الدول التي تدعم الإرهاب في سوريا والتي تمول وتسلح لم تتخذ قرارا بوقف هذا التمويل والتسليح، ولذلك لا نرى نجاحا للجهود الدبلوماسية".
وإلى جانب تركيا، تعد المملكة العربية السعودية من أهم داعمي الجماعات
المعارضة للأسد. كان الصراع قد بدأ في صورة مظاهرات ضد حكم الأسد لكنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات مسلحة.
وتطالب المعارضة قبل البدء في أي مفاوضات بخطوات من دمشق بما فيها وقف الضربات الجوية وإطلاق سراح معتقلين. لكن الحكومة السورية التي ألقت باللائمة على المعارضة في فشل المفاوضات قالت إنها لن تفرض أي شروط مسبقة ولن ترضخ لأي شروط مسبقة قبل بدء المفاوضات.
وقال مسؤولون أمريكيون قبل اجتماع مهم في ميونيخ، إن وزير الخارجية جون كيري سيسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وتقديم مساعدات للمدنيين.
لكن مستشارة الأسد قالت: "أنا أعتقد أن الحديث عن وقف إطلاق نار هو لتجنب الشيء الأساسي الذي يجب فعله وهو محاربة الإرهاب. الخطوة الأساسية والخطوة الأولى يجب أن تكون تطبيق قرار مجلس الأمن 2253 لدحر الإرهاب في سوريا. أما الحديث عن وقف إطلاق نار فيأتي من الدول التي لا تريد إنهاء الإرهاب في سوريا والتي تريد تثبيت مواقع لهؤلاء الإرهابيين".
وعبرت عن استغرابها من أن "الدول الأوروبية تتحاور مع تركيا حول مسألة اللاجئين السوريين" قائلة: "أنا كوني سورية أريد أن أقول إن تركيا هي التي اعتدت على سوريا وهي السبب الأساسي في أزمة اللاجئين. وأذكر العالم أن تركيا وضعت الخيام على الحدود مع سوريا قبل أن يكون هناك لاجئ سوري واحد، وهي تبتز الدول الأوروبية للحصول على الأموال أو للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بادعائها أنها هي جزء من الحل".
واتهمت المسؤولة السورية تركيا أيضا بأنها "هي أساس كل المشكلة وكل الأزمة التي تعرضت لها سوريا نتيجة أطماعهم العثمانية في سوريا والدول العربية جراء انتماء حكومة (الرئيس التركي طيب) أردوغان إلى الإخوان المسلمين، واليوم هم سبب المشكلة بالنسبة لسوريا وبالنسبة لأوروبا، لذلك حل مشكلة اللاجئين يكون بعودة الأمن والأمان إلى سوريا، وأنا واثقة أن غالبية السوريين يحلمون بالعودة إلى بلدهم وإلى حياتهم التي كانت في سوريا، وبذلك ترتاح أوروبا ونرتاح نحن حين يعود شعبنا إلينا".
وتابعت تقول: "ما حصل في سوريا هو عدوان تركي على سوريا، ولذلك بكل صدق وإخلاص أقول للدول الأوروبية وللدول الغربية إن تركيا هي المشكلة، حكومة أردوغان هي المشكلة، ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل".