تشهد مناطق سيطرة النظام في
سوريا تسربا للكوادر الطبية المتخصصة، حيث يتوجه الكثير من
الأطباء إلى بلدان اللجوء، لا سيما أوروبا، ما فتح الباب أمام الأطباء والممرضين الروس للقدوم إلى سوريا.
وذكرت وسائل إعلام النظام خلال الأيام القليلة الماضية، بناء على تصريحات بعض مدراء المشافي في محافظات دمشق وحمص وحماة ودرعا، أن النقص الحاصل في الكوادر الطبية تتجاوز نسبته 30 في المئة، ما دفع وزير
الصحة للاستعانة بأطباء وأخصائيين وممرضين روس لسد العجز، وخاصة في المشافي العسكرية والمدنية التي تستقبل جرحى قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له، بحسب الإعلام الموالي للنظام.
من جهته، يقول الطبيب محمد الزعبي، الذي غادر مؤخرا إلى أوروبا، لـ"عربي21"، إن "عشرات الأطباء السوريين العاملين في المشافي الحكومية، تمكنوا خلال الأشهر القليلة الماضية من الهروب إلى خارج سوريا، نظرا لحجم الضغوطات والتشبيح الممارس ضدهم من عناصر النظام"، بحسب قوله.
وأضاف الزعبي: "هناك أسباب مختلفة لتسرب الكوادر الطبية من مناطق النظام، ومن أهمها السحب الاحتياطي (للجيش) وإخضاع الموظفين لدروات الحماية الذاتية والألوية التطوعية، فضلا عن إجبار العديد من الأطباء رفيعي المستوى على الانضمام للمشافي الميدانية الموجودة في مناطق تجمعات قوات النظام، في أثناء خوض المعارك ضد المعارضة المسلحة".
إلى ذلك، تستقبل مشافي العاصمة السورية في الآونة الأخيرة وفودا طبية روسية جاءت لإجراء العمليات الجراحية "المعقدة"، وخاصة لعناصر قوات النظام السوري، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وتحدث مدير مشفى المواساة بدمشق، هاشم صقر، عن أهمية الاستفادة من الخبرات العلمية والطبية الروسية، التي ستجري عددا كبيرا من العمليات الجراحية بالمجان، مع إمكانية إرسال الحالات المستعصية إلى موسكو، بحسب قوله لوسائل إعلام.
ويذكر أن التدخل الروسي في سوريا لم يعد يقتصر على الأمور العسكرية فحسب، إنما أخذ يتمدد ليصل إلى القطاعات الصحية وتطوير المرافق العامة والبنية التحتية، والاستثمار العقاري، والسكن العشوائي.