نقلت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية في ريف
إدلب، الخميس، قيام
جبهة النصرة بالانسحاب من بعض المواقع العسكرية والحواجز ودور القضاء التابعة لها في المنطقة؛ بغية تجنيب المدنيين أي
قصف جوي روسي قد يطال الأحياء السكنية خلال مشروع إيقاف النار في
سوريا، حيث إن "النصرة" لم يشملها الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف إطلاق النار.
الناشط الإعلامي "ياسر أحمد" قال لـ"
عربي21"، خلال اتصال خاص معه: "قامت تشكيلات عسكرية تابعة لجبهة النصرة الخميس بإخلاء مبنى دار القضاء في مدينة "سرمدا" بريف إدلب بشكل كامل، كما أزالت بعض الحواجز العسكرية الموجودة في المدينة، وسلمت قيادة إدارة دار القضاء لأبناء المدينة عقب اتفاق بينهما.
واستطرد أحمد: انسحاب جبهة النصرة من دار القضاء في مدينة "سرمدا" تزامن مع اقتراب تطبيق مشروع وقف إطلاق النار في سوريا، عقب الاتفاق الروسي الأمريكي، كما أن الجبهة ألغت المظاهر العسكرية في المدينة بعد إزالتها للحواجز التي كانت منتشرة في مداخلها ومخارجها.
بدوره، أكد مصدر إعلامي مقرب من جبهة النصرة -فضل عدم ذكر اسمه- لـ"
عربي21 "، أن إتمام الجبهة إزالة المظاهر العسكرية في مدينة "سرمدا" بريف إدلب، وكذلك إخلاء مبنى دار القضاء، جاء بعد تفاهم جرى بينهم وبين وجهاء المدينة وأعيانها، بعد تقديم وجهاء المدينة مطالب للنصرة بضرورة إخلاء المباني أو المراكز المتواجدة بداخل الأحياء السكنية؛ تجنبا لأي غارات جوية روسية على المدينة.
وأردف المصدر المقرب من النصرة بالقول: "لن نترك أو ندع أي ذرائع للاحتلال الروسي أو قوات النظام لقصف الأحياء السكنية والمناطق الآمنة المحررة، ولهذا الغرض؛ كانت هنالك استجابة لمطالب الأهالي والوجهاء، وتم إخلاء بعض المراكز والمواقع الحساسة؛ تفاديا لأي خسائر بشرية بين الأهالي، فأهل الشام أهلنا، وأطفالهم أطفالنا، ونساؤهم أعراضنا".
كما نوه الإعلامي المقرب من النصرة إلى إمكانية انتقال هذه الخطوات نحو بلدات أخرى، دون أن يأتي على ذكرها.
القوات الروسية كانت قد استهدفت مدينة سرمدا منتصف الشهر الفائت بعدة غارات جوية وصواريخ بالستية، أدت إلى مقتل ما يزيد عن 25 مدنيا، جلهم من الأطفال، في المدينة التي كانت تعدّ من أكثر المدن والبلدات هدوءا في إدلب المحررة.
الاستهداف الروسي للمدينة، وتصعيد الأعمال العسكرية ضدها، جاء بعد التوتر الحاصل بين موسكو وأنقرة؛ على خلفية إسقاط الأخيرة للطائرة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية قبل أشهر، في حين تغص المدينة الحدودية مع تركيا بآلاف العائلات النازحة من عدة مناطق مشتعلة.