نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا شارك في إعداده كل من هيلين كوبر وإريك شميت ومايكل شميت، حول اعتقال قوات خاصة أمريكية عنصرا مهما من عناصر
تنظيم الدولة في
العراق، مشيرين إلى أنه يتوقع اعتقال المزيد في الأشهر المقبلة والتحقيق معهم، ما يؤذن ببدء مرحلة جديدة ومحفوفة بالمخاطر المحتملة في الحرب ضد التنظيم.
ويذكر التقرير أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين وصفوا الاعتقال بأنه تطور مهم في الحرب على تنظيم الدولة، مستدركين بأنه يفتح باب التساؤلات عن كيفية التعامل مع الوضع، خاصة أنه يتوقع ارتفاع عدد المعتقلين.
وتقول الصحيفة إن
الكوماندوز الأمريكيين اعتقلوا عددا قليلا من مقاتلي تنظيم الدولة في عمليات سرية في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة، إلا أن البنتاغون يواجه الآن احتمال اعتقال عدد كبير، وغالبا ما سيتم تكرار أسوأ صور الحرب في العراق، وبالذات إساءة معاملة السجناء، كما حدث في سجن أبو غريب.
ويلاحظ الكتاب أن الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة كانت في غالبها من الجو، حيث قتل عدد كبير من مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا خلال الغارات الجوية الأمريكية.
ويشير التقرير إلى وصول فريق عمليات خاصة إلى العراق، وهو مؤلف من 200 عنصر من عناصر الكوماندوز في قوة دلتا في الأسابيع الأخيرة، وهي أول مرة ترسل فيها أمريكا قوة برية بهذا الحجم منذ أن انسحبت من العراق في نهاية عام 2011.
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الأمنيين قولهم إن الفريق أقام بيوتا آمنة، وعمل مع القوات العراقية والكردية لإنشاء شبكات مخبرين، والقيام بمداهمات لقيادات تنظيم الدولة والمتطرفين المهمين الآخرين.
ويكشف الكتاب عن أن مسؤولين أمريكيين يقومون بالتحقيق مع المعتقل، الذي يرفضون تسميته، في مركز اعتقال مؤقت في مدينة أربيل في شمال العراق، وقالوا إن الخطة هي أن يسلم أخيرا للمسؤولين العراقيين أو الأكراد.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عددا من المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية رفضوا الحديث عن حجم المعلومات، أو التعاون الذي حصلوا عليه من المعتقل، وقالوا إن الأمر قد يأخذ أسابيع، وربما أشهرا، للتحقيق مع العنصر المعتقل.
وتذكر الصحيفة أن وزارة الدفاع أخبرت، كما يتطلب البروتوكول، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تراقب معاملة المعتقلين، باعتقال مقاتل من تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن المتحدث باسم الصليب الأحمر تريفور كيك، رفض الإدلاء بتصريح حول الموضوع، وعما إذا كان عاملون في الصليب الأحمر يراقبون معاملة المعتقل في أربيل.
ويورد الكتاب نقلا عن مسؤولي وزارة الدفاع قولهم إن أمريكا لا تنوي احتجاز المعتقلين بشكل دائم، مشيرين إلى أنهم سيسلمون للسلطات الكردية أو العراقية، بعد أن يتم التحقيق معهم، وأضاف المسؤولون أنهم لا يريدون إقامة مرافق احتجاز للمدى الطويل لسجناء تنظيم الدولة.
ويفيد التقرير بأن المسؤولين في إدارة أوباما استبعدوا إرسال أي من المعتقلين إلى سجن أمريكا العسكري في غوانتانامو في كوبا، مشيرا إلى أن أحد أكبر الأهداف للرئيس أوباما قبل مغادرته منصبه هو إغلاق غوانتانامو.
وتنوه الصحيفة إلى أن المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس، صرح يوم الثلاثاء بعدم وجود خطط لاحتجاز معتقلي تنظيم الدولة على المدى البعيد، وقال: "أي احتجاز سيكون على المدى القصير، وبالتنسيق مع السلطات العراقية".
وينقل الكتاب عن مسؤولي وزارة الدفاع قولهم إن رجال الكوماندوز سيزيدون من حجم المعلومات المتوفرة حول تنظيم الدولة، بما في ذلك العمليات الحالية التي يتم استخلاصها من أجهزة الحاسوب المحمولة والهواتف النقالة.
وفي تعليق للسكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش ايرنست، قال فيه إن "رجال الكوماندوز سيقومون بجمع الملفات المطبوعة، والأقراص الصلبة، وغيرها من المعلومات، التي قد تكون حاسمة للجهود القائمة، كونها جزءا مركزيا من هذه الاستراتيجية"، بحسب الصحيفة.
ويشير التقرير إلى أنه في حديث وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر للمراسلين يوم الاثنين، قال إن قوة الكوماندوز تتقدم بقوة، "وهي أداة أدخلناها لتكون جزءا من تسريع العمليات، وللقيام بمداهمات بأشكال مختلفة؛ للسيطرة على أماكن وأشخاص، ولتحرير رهائن وأسرى لدى تنظيم الدولة، والقيام بذلك بطريقة تجعل تنظيم الدولة في حالة خوف من أنه سيضرب في أي مكان، وفي أي وقت".
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع، قولهم إن نموذج التعامل مع المعتقلين من وحدة الكوماندوز الجديدة هو ذاته الذي استخدم من قوات دلتا في شهر أيار/ مايو الماضي، عندما أرسلت مجموعة كوماندوز على طائرات هليوكبتر بلاك هوك، وفي 22- أوسبريز، ودخلت سوريا، وقتلت أبا سياف، الذي يصفه المسؤولون الأمريكيون بأمير النفط والغاز في تنظيم الدولة، وتم اعتقال زوجته أم سياف، حيث اقتيدت إلى مركز تحقيق في العراق، وتم احتجازها والتحقيق معها، كما تم الاستيلاء على عدد من الحواسيب والهواتف المحمولة من الموقع.
وبحسب التقرير، فقد بقيت أم سياف معتقلة لدى الأمريكيين لمدة ثلاثة أشهر، قدمت فيها المعلومات، وتم تحويلها إلى سجن كردي في شهر آب/ أغسطس الماضي، وقدمت وزارة العدل الأمريكية طلبا لإذن اعتقال لها؛ بتهمة التآمر لتقديم مساعدة مادية لتنظيم الدولة، في جريمة تسببت بمقتل عاملة الإغاثة الأمريكية كايلا مولر في شباط/ فبراير 2014.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولي الدفاع لم يقولوا سوى أن عملية الكوماندوز، التي أدت إلى اعتقال عنصر تنظيم الدولة، تمت خلال الأسابيع الأخيرة في العراق.