كشف
المرشد الإيراني،
علي خامنئي، عن وجود نموذجان للقوات المسلحة بهويتين متميزتين في أكثر بلدان العالم، معتبرا
الجيش الإيراني النموذج الثالث لهذه الجيوش، واصفا إياه بـ"القوات الوحيدة بالعالم الملتزمة بالدين، وتحدوها دوافع معنوية، وتتميز بالكفاءة".
وقال خامنئي خلال استقباله، الأحد، لقادة
القوات المسلحة، إن أهم مؤشر للهوية الجماعية للقوات المسلحة الإيرانية هو "امتلاك القدرات العملانية والعسكرية والدوافع والتوجهات المعنوية والدينية في آن واحد".
وأكد أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة "هي الذود عن حياض الأمن القومي، ومن هنا يتعين العمل على تعزيز القدرات العملانية والحوافز المعنوية لهذه القوات يوما بعد يوم".
ولفت، بحسب ما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية، إلى وجود فريقين من القوات المسلحة بهويتين متميزتين في أكثر بلدان العالم، وأوضح أن القوات المسلحة في بعض الدول تتميز بطابعها الرمزي والصوري وافتقارها للقدرات العملانية وتختزل مهماتها في حماية الحكومة وضمان أمن الحكام.
وأشار إلى أن النموذج الأول للجيوش (الذي يختزل مهمته في حماية الحكومة وضمان أمن الحكام) "موجود في منطقتنا أيضا حيث قام بعضها منذ أكثر من عام بمهاجمة اليمن بكل ما أوتي من قوة، وشن عدوانا على شعب هذا البلد ولكنه عجز عن تحقيق شيئا"، على حد تعبيره.
في حين، وصف خامنئي الفريق الثاني من الجيوش بالعالم بأنه يتميز في الظاهر بامتلاك قدرات عملانية وعسكرية عالية "ولكننا نجدها على الأرض بأنها ذات طابع عسكري محض وتفتقر للمنطق والرحمة".
واعتبر المرشد الإيراني أداء الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان بأنه "نموذج صارخ للجيوش العسكرية المحضة"، مشيرا إلى أن مثل هذه القوات المسلحة لن تتردد في اللجوء إلى عصابات المرتزقة والمجرمين مثل "بلاك ووتر" في حال فشلها على الأرض.
ونوه بالقوات المسلحة الإيرانية، واصفا إياها بالقوات المسلحة الوحيدة بالعالم "الملتزمة بالدين، ولديها دوافع معنوية، وتتميز بالكفاءة، وتعمل على الدفاع عن بلد يتمتع بالاستقلال السياسي".
وشدد خامنئي على أن الجيش الإيراني ليس ذو طابع رمزي وللزينة، ولا ذا طابع عملاني متهور يفتقر للمنطق والتوجهات والأهداف، مؤكدا على ضرورة "تعزيز الهوية الفريدة للقوات المسلحة الإيرانية على الدوام".
وأكد على أن "القوات المسلحة لا تعمل من أجل شخص معين، ولا من أجل حزب، أو جناح خاص، بل إنها ملك لجميع الشعب والبلاد"، داعيا إلى أن تكون (القوات المسلحة) "حصنا آمنا للشعب، ومدافعا عن الأمن القومي والعام للبلاد"، مشيرا إلى ضرورة رفع القدرات العملانية والمعنوية التي اعتبرها من الواجبات والمستحبات "التي ينبغي أن تزرع في أعماق قلب القوات المسلحة لتشعر عندها بالقدرة الحقيقية".
ولاحظ مراقبون غياب الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني عن الاجتماع، ما رأوا فيه تأكيدا للمسافة التي باتت تفصل الدولة العميقة في إيران وعلى رأسها المرشد والحرس والجيش، وبين الرئاسة والحكومة وعموم المعسكر الإصلاحي.