دعت قوى ثورية وسياسية إلى التظاهر ضد نظام السيسي في 25 نيسان/ أبريل الجاري- أرشيفية
لم تكد تنتهي مظاهرات جمعة "الأرض هي العرض" في مصر، التي ردد فيها المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام"، حتى دعت القوى الثورية والسياسية إلى العودة مجددا للتظاهر يوم 25 نيسان/ أبريل الجاري، الذي يوافق الاحتفال بعيد تحرير سيناء؛ احتجاجا على "تنازل" نظام الانقلاب للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير التابعتين لشبه جزيرة سيناء.
وتوقع مراقبون ونشطاء في حديثهم لـ"عربي21" أن يظل النظام بمصر على صفيح ساخن حتى هذا التاريخ، مؤكدين أن "التنازل عن الأرض كان الشرارة في اندلاع تلك الاحتجاجات، التي ضاعفتها تراكمات سياسات خاطئة طوال السنوات الثلاث الماضية".
صفيح ساخن
وقال المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة السابق، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، زياد العليمي، إن البلاد كلها ستبقى على "صفيح ساخن"، وليس النظام وحده، حتى الخامس والعشرين من أبريل، مضيفا أنه "عندما يتم التنازل عن الأرض والسيادة، ويكون القرار السياسي خارجيا؛ فهذا معناه أن هناك أزمة كبرى".
وأضاف لـ"عربي21" أن أكثر ما يميز الحراك الشعبي "هو التنوع من مختلف القطاعات، في مؤشر واضح على أن الشعب غير راض عن النظام وأدائه، ورسالة قوية مفادها أن من يقف أمام التغيير سيتم دهسه"، مشددا على أن "التغيير قادم، سواء شاء النظام الحالي أم أبى، ولكن يظل وقت حدوثه غير معلوم، ولكن إرهاصاته غدت واضحة".
وأكد العليمي أن "الشعب لا يمكن إسقاطه من الحسابات، فهو من حسم مصيره خلال السنوات الخمس الماضية، وهو من يقرر ما سيحدث في مصر، وخروجه في يناير كان طلبا للتغيير، ومن وقفوا في وجه التغيير اثنان منهم في السجن، ومن الممكن أن يصبحوا ثلاثة وأكثر"، في إشارة منه إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك، والمنتخب محمد مرسي، والانقلابي عبدالفتاح السيسي.
حراك ممتد
بدوره، رأى عضو حزب الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت، أن احتجاجات جمعة الأرض ممتدة، وقال لـ"عربي21": "المشهد ممتد منذ ذلك الوقت، ونراه في الحراك الطلابي بالجامعات، وفي المسيرات والوقفات الاحتجاجية، والتضامن مع معتقلي جمعة الأرض، فالمزاج الشعبي يتغير وبقوة".
ولفت إلى أنه "للمرة الأولى منذ الانقلاب، يحدث حراك جماهيري عفوي بهذه القوة، ويتطور إلى المطالبة بإسقاط النظام"، معتبرا أن كلمة السر في نجاح أي تحرك شعبي هو "وجود قضية جامعة وعدم تسييسه".
وتوقع عزت أن "تتبلور مطالب هذا الحراك الشعبي بمرور الوقت، وأن نرى مطالب شعبية موحدة"، مضيفا أنه "كما أنه لا ينبغي توجيه أو تسييس هذا الحراك، لا بد في الوقت ذاته ألا نتركه يتمدد في الفراغ، ولا أن يسطو عليه أحد"، داعيا "كل القوى السياسية إلى التفاعل مع الشعب، وتشكيل نسيج واحد؛ لبلورة مطالب مشتركة".
اهتزاز النظام
أما عضو حركة 6 إبريل-الجبهة الديمقراطية، حمدي قشطة، فذهب إلى القول بأن "هناك تخبطا أمنيا لدى السلطة الحاكم في مصر، واهتزازا في شعبيتها، مشيرا إلى أن "هناك محاولة من قبل النظام لإقناع الشعب بتغيير مفهوم الوطنية والخيانة".
وقال لـ"عربي21" إن "النظام ليس لديه أي شعور بالاستقرار، فهناك زخم غير مسبوق في الشارع، وجزء كبير من الشباب الذي نزل إلى الشارع غير مسيس، حتى الأهالي باركوا نزول أولادهم، على خلاف الحسابات الماضية المبنية على الخوف على استقرار البلاد والأرض".
وتابع: "هناك حالة غليان في الشارع المصري، زاده الحادث الإرهابي بقتل أمين شرطة لمواطن بالقاهرة مؤخرا، وحالة التأييد الجماهيري لـ25 متظاهرا ما زالوا محتجزين على خلفية مظاهرات جمعة الأرض"، معتبرا أن "التقاء القوى الثورية مع الشعب، والتفافهم حول قضايا مشتركة، هو بداية النجاح".
النظام يسقط نفسه
من جهته، حذر عضو الهيئة العليا للتيار المصري، محمد القصاص، من عدم الالتفات إلى مطالب الجماهير الغاضبة.
وقال لـ"عربي21" إن "المشهد لم يكن عشوائيا، والمظاهرات المقبلة لن تتوقف عند حاجز أو حد"، مؤكدا أن "ما يحدث الآن شبيه بإرهاصات ما قبل ثورة يناير".
وأضاف أن "النظام يقع في أخطاء كبيرة، ويفقد الكثير من شرعيته في كل يوم، وما يفقده يصب في ساحة المعارضة"، معتبرا أن "عدم وجود بوصلة حتى الآن للمعارضة في الشارع لن يؤثر على الحراك الموجود؛ لأنه غضب شعبي، وأكبر من القوى الحزبية والسياسية، بالرغم من دورها في توجيه هذا الحراك وتطويره".