ناقشت صحيفة "
فايننشال تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، آثار الإعلام الاجتماعي في
إيران، واستخدامه للضغط على السلطات القضائية، ضمن حملات منظمة.
وقالت "فايننشال تايمز" إن الإعلام الاجتماعي سمح للمجتمع الإيراني بمحاسبة المتشددين الإيرانيين، وجلبهم للقضاء، بدون تحدي النظام بشكل مباشر.
سيتايش جوريشي
وأشارت الصحيفة إلى قضية الطفلة الأفغانية سيتايش جوريشي، التي قتلت بعمر الست سنوات، بعدما اغتصبت ثم قتلت بالأسيد على يد شاب عمره 17 عاما.
وكانت هذه القضية ستختفي، إذ إن المهاجرين الأفغان الذين يصل عددهم إلى مليوني لاجئ، يواجهون التهميش من القضاء والمؤسسات الأخرى.
وبدلا من ذلك، فقد أدت وفاة الطفلة لعاصفة إلكترونية من التعاطف والحزن مع اللاجئين الأفغان، إذ إنه تم تنظيم هذه الحملة عبر تطبيق "تلغرام"، البرنامج واسع الانتشار في إيران، لتصل القضية في النهاية للقضاء، وتتم معالجتها سريعا.
"تحت جلد المدينة"
وقال عالم الاجتماع الإيراني، القريب من الإصلاحيين، حميد رضا جلايبور، إن "أولئك المقموعين لم يموتوا، وما زالوا يعيشون تحت جلد المدينة"، موضحا أنهم "خلقوا مجتمعا مهتزا من المعلومات".
وأضاف جلايبور أن "هؤلاء الناشطين مشاركون في كل شيء يعنيهم، لكنهم لا يلقون تغطية من الإعلام الرسمي"، مشيرا إلى أن قضية الفتاة الأفغانية كان يمكن أن تحصل على 10 آلاف شخص على الأقل لولا تدخل الشرطة.
وأشارت "الفايننشال تايمز" إلى أن استخدام الإعلام الاجتماعي لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية يسمع للناشطين بتجنب النشاطات السياسية المباشرة التي يمكن أن تسبب خطرا مباشرا، دون أثر ملحوظ خلال الأعوام الماضية.
وأوضح جاليبور أن "لهذه النشاطات الإلكترونية قوة مؤثرة، وعلى المسؤولين معالجة هذه المطالب العامة بشكل مباشر أو غيره".
سجن إيفن
ونجحت حملة إعلامية أخرى بمساعدة أحد معتقلي سجن إيفن سيئ السمعة، حيث اعتقل الطبيب الإيراني أوميد كوكابيي، المرتبط بجامعة تكساس، بتهم التجسس في 2011.
ويعاني كوكابيي من سرطان الكلى، كما يلوم الإيرانيون النظام لتأخير علاجه قبل عامين، إذ أنه كان يمكن أن يخفف انتشاره.
ونشر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على موقع "#freeomid"، حتى وصلت إلى الناطق الرسمي المتشدد باسم القضاء، غلام حسين محسني إيجي، الذي نفى أي فشل من جانب السلطات، لكنه قال إن حكم السجين يمكن أن يراجع بسبب حالته الصحية.
حملات أخرى
ونجحت حملات أخرى بكفالة متهم بتعذيب زوجته وبناته في مدينة مشهد، وحملة أخرى لاعتقال مدربة كلاب في
طهران، قيل إنها كانت قاسية مع الحيوانات.
وانتقدت حملة أخرى قرار المتشددين بنشر 7000 شرطي متخف لضمان إبقاء ملابس النساء بشكل مناسب، إذ دعى المشاركون السلطات للتحقيق بالفساد ضمن الأشخاص المرتبطين بالسياسة.