عبّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم تجاه سوء تعامل إدارة المطافئ والأجهزة المصرية مع حريق منطقة العتبة في القاهرة، الذي اشتعل يوم الأحد وامتد حتى يوم الاثنين، فيما اعتبر أحدهم أن وزارة الداخلية منشغلة بملاحقة فرقة "أطفال شوارع" الساخرة بدلا من التعامل مع مثل هذه الحرائق.
وخلف الحريق خسائر فادحة في المحلات التجارية في المنطقة، رغم وجود رغم وجود المركز الرئيس للإطفاء في العتبة، وسط صراخ أصحاب المحلات والمخازن المنتشرة بكثافة هناك مع عجزهم الكامل عن إنقاذ "شقى" عمرهم.
وعلى مدار الاثنين والثلاثاء، طرح آلاف المشاركين عبر وسوم متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ العديد من التساؤلات حول الحريق، منها ما هو مرتبط بمركز الإطفاء الرئيس في العتبة.
فتساءل أحدهم: "ماذا يفعل المركز الرئيس للإطفاء في منطقة شديدة الحيوية مثل العتبة إن لم يستطع إخماد الحريق الأول بالسرعة اللازمة؟ وإن كان الحريق الأول جاء على حين غرة وفوجئ المركز الرئيس للإطفاء بعدم جاهزيته لمواجهة الحرائق!! فلماذا لم يتدارك ذلك النقص بعد الحريق الأول؟ وكيف لم يستطع المركز مواجهة الحريق الثاني الهائل الذي امتد في بعض المحلات إلى خمس ساعات وفي بعضها امتد إلى 15 ساعة؟".
وقال الصحفي محمد أبو الغيط: "كل الشهادات تجمع على سوء أداء مزر للمطافئ في حريق العتبة.. بنتكلم عن كل أسباب الفشل مجتمعة زي الوصول متأخر، نقص تدريب الأفراد، نقص الأدوات.. الخ. طيب محدش ليه اتكلم إن الإطفاء تبع إدارة الحماية المدنية بوزارة الداخلية، وإن الوزير النيجاتيف ده هو المسؤول؟".
وأردف: "يعني بعيد عن السياسة إطلاقا، ده وزير ووزارة عاجزين عن أبسط مهامهم العادية جدا جدا.. فشل في إطفاء حريق أو تأمين طريق أو استرجاع عربية مسروقة".
وقال أحد شهود العيان ويدعى هشام الطويل: "أمام عيني لم يأت سلم المطافئ إلا بعد ساعات طويلة وكان تعامل رجال الإطفاء - البسطاء جدا - ساذجا جدا وبعيدا عن مصدر النيران وبلا عدة اقتحام ذلك المصدر، ورفض ضابط برتبة نقيب استخدام حنفية المطافئ الملاصقة للحريق أمامنا وأصر على استخدام مياه سيارة المطافي التي لم تأت إلا بعد ساعات طويلة وفي المساء استخدم ذات الحنفية!!".
وأردف: "الحريق في العمارة المقابلة لي تماما بدأ من السطوح لا من أسفل كما يتوقع لو كان سبب حريقها انتشار نيران فرش الباعة!!".
وطبقا للروايات الرسمية، فقد تم الدفع بـ25 سيارة إطفاء إلا أنها فشلت في السيطرة على الحريق طوال تلك الفترة، ما اعتبره النشطاء مذمة أخرى في حق المركز الرئيس للإطفاء.
وتداول النشطاء صورا لإطفاء حريق مجلس الشعب في 2008 بالطائرات العسكرية، متسائلين: لماذا لم يدفع النظام بهذه الطائرات لإخماد حريق العتبة؟
وقالت سارة محمود: "يا سلام يا فايزة لما تبقي عايزة قصدي يا دوله فاكرين دة إيه دة حريق مجلس الشعب بيطفي بالطيارة بس العتبة لا طيارة خسارة فيك".
وعلق ياسر مراد: "أنت هاتجيب العتبة لمجلس الشعب يا مواطن مايصحش كده".
وأضافت نسمة عاطف: "إيش جاب العتبة لمجلس الشعب دي أملاك نظام ودي أملاك شعب".
تساؤلات أخرى حول الحكومة والمحافظة
وطرح العديد من النشطاء والمواطنين ممن لهم علاقات وتعاملات مباشرة مع أصحاب المحلات في العتبة؛ تساؤلات حول الحرائق التي اندلعت في المنطقة، والتي جاءت بعدما تحدث المسؤولون في محافظة القاهرة عن ترحيل جميع محلات العتبة إلى مدينة الحرفيين، بعيدا عن العتبة التي تعد مركزا حيويا للتسوق في قلب القاهرة، كما ربط العديد من النشطاء هذه الحرائق بقرار المحافظة رفع أسعار الإيجارات إلى 24 ضعفا.
وتداول النشطاء شهادات عدد من أصحاب المحلات بأنهم رأوا أشخاصا يقذفون مواد داخل عدد من المحلات، سرعان ما اشتعلت، كما تحدث عدد من التجار عن أن حريق فندق الرويعي الذي استمر 15 ساعة متعمد وبفعل فاعل.
الخسائر 40 مليون والتعويض 5 آلاف فقط
وفي تصريح أثار غضب التجار وسخطهم، قال اللواء محمد أيمن، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إن خسائر المتضررين في حريق منطقة الرويعي في العتبة (دون باقي المحلات والمناطق المتضررة) تصل إلى 40 مليون جنيه، منوها إلى أن الحد الأقصى لتعويض المتضررين 5 آلاف جنيه.
وحمل نائب المحافظ؛ الباعة مسؤولية الحريق، وقال في مداخلة له لبرنمج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة" مساء الاثنين: "هناك مخالفون كثيرون من الباعة في منطقة العتبة، وهم تسببوا في ازدياد اشتعال الحريق نتيجة للتوصيلات الكهربائية المخالفة"، فيما أشار عدد من التجار إلى أن الخسائر قد تصل إلى ملياري جنيه.
#مصر_بتولع و#القاهرة_تحترق
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وبتغريدات ومنشورات تجاوزت الـ20 ألف تغريدة ومنشور، عبّر النشطاء عن غضبهم مما عدّوه إهمال الحكومة وتراخيها في إخماد الحريق، كما وجه عدد منهم أصابع الاتهام إلى النظام بافتعال الحريق.
فتساءلت النائبة البرلمانية السابقة عزة الجرف: "ليست حلب، لكنها حريق العتبة بقلب القاهرة بجوار مطافي العاصمة لمصلحة من حرق مصدر رزق الآلاف من العمال".
وسخر الاعلامي أسامة جاويش من تجاهل الحكومة للحريق وانشغالها باعتقال النشطاء، فقال: "ايوه يا بني، عملتوا ايه في #حريق_العتبة؟ قبضنا على فرقة #اطفال_شوارع كلهم يا فندم ابتسم انها حقا دولة مهزأة".
وتساءل جاويش: "أين المؤسسة العسكرية، أين صاحب الخلفية العسكرية التي لا تقهر، أين الدولة المهزأة مما يحدث؟ زادكم الله فشلا على فشل".
وقال أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح، تعليقا على الحريق: "لا تسأل عن الدولة.. كبيرهم قال مفيش دولة.. في أشباه دولة!!".
كذلك سخر الصحفي أحمد خطاب، قائلا: "أنا بطالب بزيادة مرتبات رجال #المطافي مع مرتبات الجيش والشرطه والقضاء على المجهود اللي عملوه النهارده".
وعلق الصحفي أحمد عبد الوهاب على تصريح نائب محافظ القاهرة، فقال: "نائب محافظ القاهرة ندرس إخلاء المنطقة من المحلات التجارية. دا لو قاصد يقول إن الحريق مقصود مش هيقول كده".
وأضاف أحمد خليل: "صاحب محل في الرويعي بيكلم إيمان الحصري على المحور بيقولها إنه شاف 6 بيرموا بودرة سريعة الاشتعال في المنطقه جنب المحلات!!!!".
وتساءلت المصورة سهير خميس في منشور لها على "فيسبوك"، قائلة: "مش فاهمة حريق في منطقة تجارية زي العتبة بقاله أكتر من 5 ساعات والحريق عمال يمتد في البيوت المجاورة لشارع الرويعي وتلاته من رجال المطافي ماتوا! فين طيارتك يا هباب البرك تطفي الحريق؟ فين الطيارات اللي مش فالحه بس غير في قتلنا وخلاص؟ فين طيارتك تطفي الحريق؟ ولا أنت عايزها والعة كده؟ ربنا على الظالم اللهم رفقا بأهل العتبة والتجار الغلابة يارب، مخازن ومحلات وبيوت وفندق اتفحموا".
وأضاف الصحفي مصطفى النوبي: "وحريق في قلب عاصمة دولة وجنب المقر الرئيسي لقوات الدفاع المدني قعد ما يزيد عن 5 ساعات مش عارفين يطفوه!! قالك هنعمل مفاعل نووي!! يارب هون على أهالي العتبة مصيبتهم وهون علينا مصيبتنا وبلوتنا احنا كمان واحفظ الغلابة بتوع المطافي اللي مرميين في النار من غير لا تدريب ولا أي وسيلة أمان! يارب متخليش نهاية الكوكب ده على إيدنا يارب مش ناقصة ذنوب".
وأردف النوبي قائلا: "يوما ما ليس بالبعيد كنت أرى أصحابي يسقطون بجواري "منفجري الرأس" برصاص قناصة الطائرات التي لا تتحرك فقط إلا لقتل المدنيين!! اللهم لطفك بأهلنا في العتبة هون عليهم يا رب مصيبتهم".
جدير بالذكر أن العديد من الحرائق اشتعلت يوم الثلاثاء في عدة أماكن بالقاهرة، منها محلات تجارية في الدقي بالقاهرة، وفي منطقة الطوابق بفيصل بالجيزة، وفي مصنع "النساجون الشرقيون" في العاشر من رمضان، وفي أحد مخازن مستشفى القصر العيني القديم بوسط البلد في القاهرة.