تزامن إعلان الأردن عن انطلاق
مناورات "الأسد المتأهب" بمشاركة أمريكية أردنية ثنائية، مع وصول وحدات برية وبحرية من القوات المسلحة السعودية إلى
تركيا للمشاركة في مناورات "efes 2106"، الأمر الذي دفع البعض للربط بين الحدثين وتطورات الأحداث في المنطقة، وعلى رأسها ما تشهده الساحة السورية.
ويصف القائمون على "efes 2106" في تركيا؛ بأنّها إحدى أكبر التمرينات العسكرية على مستوى العالم، من حيث عدد القوات المشاركة ومن حيث المساحة التي تغطيها، حيث تجري بين مدينتي أنقرة وإزمير، بمشاركة دول أخرى مثل أمريكا وألمانيا، فيما يصف القائمون على "الأسد المتأهب" أنها أكبر تمرين بين الأردن وأمريكا منذ العام 2011، حيث يشارك فيه ستة آلاف عسكري أردني وثلاثة آلاف عسكري أمريكي.
وكما يبدو للعيان، فليس ثمة عامل مشترك بين التمرينين سوى ما تم إعلانه بأن هذه التمارين تأتي في "إطار التنسيق المشترك بين الدول لمواجهة أي تحديات قادمة".
وفي سياق التعليق على انطلاق هذه المناورات في المنطقة، أكد الخبير العسكري الأردني، فايز الدويري، أن المناورات العسكرية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة تفتقد لأي أجندة سياسية، بعكس مناورات "رعد الشمال" التي حشدت لها السعودية بشكل كبير لتحقيق أهداف سياسية محددة.
وقال فايز الدويري في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ إن هذه التمرينات والمناورات تهدف إلى إيجاد قاعدة تعاون مشتركة بين الدول المشاركة للعمل في بيئات عسكرية محددة.
وأشار إلى أن هذه المناورات تعقد وفق أجندات زمنية مرتبطة بقائمة حضور الدول المشاركة، في إطار نفيه لأي رابط بين تزامن المناورات السعودية التركية والدول المشاركة فيها، ومناورات الأسد المتأهب الثنائية بين أمريكا والأردن.
وحول ربط هذه المناورات بالحرب العالمية المعلنة على الإرهاب وتنظيم الدولة، نوه الدويري إلى أن سيناريوهات المناورات والقصة التي تقف وراءها تختلف؛ بحسب الحدث الدولي والتوجهات الدولية في هذا السياق، والتي تتبنّى اليوم الحرب على تنظيم الدولة تحت شعارات محاربة الإرهاب.
أما عن علاقة المناورات بالأوضاع في
سوريا، فيرى الدويري أن سوريا هي "الأزمة المنسية"، واصفا السوريين بأنهم "أيتام على موائد اللئام"، وأن سوريا وقعت ضحية لموقعها الاستراتيجي و"تقاطع المصالح الاستراتيجية الدولية"، بحسب وصفه.
مناورات (EFES 2016)
ووصلت وحدات من القوات المسلحة السعودية (برية وبحرية) إلى مدينتي أنقرة وإزمير التركية، للمشاركة في تمرين (efes 2106) الذي يـستمر شهرا، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأوضح قائد التمرين العقيد البحري الركن علي بن محمد الشهري، أن تمرين (EFES 2016) تمرين ميداني متعدد الجنسيات يقام على أراضي جمهورية تركيا، وبقيادتها ويعـد أحـد أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث عدد القوات المشاركة واتساع مسرح الحرب للتمرين بين مدينتي أنقره وإزمير، مشيرا إلى أنه يشارك في التمرين عدد من الدول من ضمنها المملكة العربية السعودية ممثلة في القوات المسلحة بقواتها البرية والبحرية.
"الأسد المتأهب"
من جهته، أكد مدير التدريب في القيادة المركزية الأمريكية اللواء رالف غروفر، خلال مؤتمر صحفي حول انطلاق مناورات الأسد المتأهب، أن هذا التمرين "يهدف إلى تعزيز جاهزية القوات المسلحة الأردنية، وليس له أي علاقة بما يجري من أحداث في المنطقة"، مبينا أن التمرين سينفذ في معسكرات الجيش الأردني.
وبحسب تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، نفى غروفر أن يكون هناك أي علاقة بين الأسد المتأهب والمناورات التي تجري في تركيا، مؤكدا أنها تقع جغرافيا خارج سيطرة القيادة المركزية الأمريكية، وبالتالي فإن المناورات التركية تجري بالتنسيق مع الجانب الأوروبي وليس مع "الأسد المتأهب".
ووصف غروفر التمرين بأنه الأكبر للقيادة المركزية الأمريكية مع الجانب الأردني منذ بدء العام 2011، ويتيح للجانبين الفرصة لتطوير علاقاتهما وقدراتهما في مجال الاستجابة للأزمات ومواجهة التهديدات، على حد تعبيره.
وحول ترك قوات أو معدات أو أفراد بعد الانتهاء من التمرين من قبل الجانب الأمريكي، قال غروفر إنه لا يوجد مخطط لذلك، وكل شيء موجود حاليا هو مخصص لإنجاح التمرين.
وأوضح أن تمرينات "الأسد المتأهب" منفصلة عما يجري في سوريا لمكافحة تنظيم الدولة، وقال إن من ضمن المناورات عدة تدريبات تعالج ما يحتمل مواجهته.