وثّقت العدسات في ختام المؤتمر العام العاشر لحركة
النهضة التونسية؛ لحظات مؤثرة فوق منصّة المؤتمر، جمعت بين أبرز ثلاثة قياديين للحركة أسالوا الكثير من الحبر خلال الأشهر الماضية، وخاصة خلال فترة المؤتمر، وهم زعيم الحركة راشد
الغنوشي والقياديان عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكّي، حيث اعتبر مراقبون هذه اللحظات إعلان مصالحة بين هؤلاء.
وأظهرت اللقطات المصوّرة من داخل قاعة المؤتمر، بعد الإعلان عن إعادة انتخاب الغنّوشي رئيسا للحركة بأغلبية كبيرة؛ لحظات عناق، بداية بين الغنوشي، الذي بدا متأثرا حينا ومبتسما حينا آخر، وبين نائبه عبد الحميد الجلاصي المنسحب من سباق رئاسة الحركة والمحسوب على "صقور النهضة"، ثم بين الأوّل وبين القيادي عبد اللطيف المكّي المترشّح لمنصب رئيس الحركة.
وكانت التسريبات التي بلغت "
عربي21" من داخل مؤتمر النهضة، أفادت بأنّ مداخلات ساخنة شهدتها فترة مناقشة النظام الأساسي للحركة، وخاصة طريقة اختيار المكتب التنفيذي، حيث كان الجو العام غير عادي، وهو ما ذكرته أيضا صحيفة "الشروق" اليومية، الاثنين.
وأعيد، فجر الاثنين، انتخاب زعيم "النهضة" على رأس الحركة بـ800 صوت من أصل 1058، فيما حصل الرئيس السابق لمجلس الشورى فتحي العيّادي على 229 صوتا، وحصل القيادي محمد العكروت على 29 صوتا.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة أسامة الصغير في تصريح إذاعي، إن الغنوشي لم يكن يتوقع التصويت له بهذه النسبة.
زعيم له حركة
وكان الجلاصي والمكّي قد قدّما مداخلتين، خلال نقاش النظام الأساسي، حظيتا بتصفيق حار من قبل عدد من الحاضرين، قبل أن تُرشّح عملية التصويت خيار انتخاب المكتب التنفيذي من قبل مجلس الشورى، التي تزعم فكرتها القياديان الجلاصي والمكي، وتسقط بذلك الفكرة التي دافع عنها الغنوشي باختيار أعضاء المكتب التنفيذي من قبل رئيس الحركة، بحسب "الشروق".
وتقول الصحيفة إنّه رغم تأكيد المؤتمرين، بعد خروجهم من المداولات، على أنه "لا خلاف يذكر بينهم وأن التوافق كان خيارا أساسيا"، فإنها أضافت أنّ "الغنوشي أجاب عن هذا التصويت بالقول إنه إذا تمّ التصويت لصالح انتخاب المكتب التنفيذي من قبل الشورى مباشرة، فإنّه لن يترشح لرئاسة الحركة".
وتابعت بأن تصريح زعيم النهضة "دفع إلى إجراء تصويت ثان وجولة ثانية رشّحت مقاربة الغنوشي التي حظيت بـ648 صوتا أي ما يعادل 58 في المئة من الأصوات، في مقابل 300 صوت لصالح فرضية الانتخاب".
وكان القيادي المكّي صرّح لإذاعة "شمس أف أم" في ختام مؤتمر "النهضة"، بأنّ "الحركة سيكون فيها زعيم وليس زعيم له حركة".
خوف شديد
وتابع بقوله: "أنا قابل بنتيجة التصويت والرسالة السياسية للإصلاح الداخلي مرّت، يبقى أن تتجّسد في فصول لم تكن الفرصة سانحة؛ لأن المؤتمرين أو الناخبين وقعوا تحت خوف شديد على وحدة الحركة نتيجة تصرفات حدثت خلال المؤتمر أشار لها رئيس الحركة بأنها المراحل الصعبة في المؤتمر".
وكان القيادي الجلاصي قال في تصريح إعلامي سابق، إنه لا يعترض على رئاسة الشيخ راشد الغنوشي للحركة، لكنه يرى في المقابل أن النهضة "تحتاج إلى جرعة من الديمقراطية والشفافية والتنافس".
فوز رغم الغياب
يُشار إلى أنّ عملية التصويت لاختيار ثلثي مجلس شورى الحركة أفرزت فوز القيادي البارز سمير ديلو، بحصوله على 727 صوتا، رغم غيابه عن كلّ أشغال المؤتمر إلى جانب القيادي عامر العريّض.