نشرت صحيفة "التمبو" الإيطالية تقريرا يتضمن ما تحدثت به مجموعة من
النساء السوريات في البرلمان الإيطالي، حيث تحدثن عن أشكال التعذيب التي تمارس على المعتقلين، خصوصا من النساء والأطفال، وظروف الاعتقال في سجون النظام السوري، وعن تصوراتهن للحل في
سوريا.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21"، عن المجموعة النسائية قولها إن النظام السوري يضع النساء في ظروف اعتقال صعبة للغاية، لعل أبرزها يتمثل في إجبارهن على النوم في غرفة مليئة بجثث الرجال والنساء الذين لقوا حتفهم من جراء التعذيب، وذلك كنوع من التأثير النفسي، والضغط عليهن لإجبارهن على الاعتراف بانتمائهن إلى جماعات إرهابية.
وذكرت الصحيفة أن هذه المجموعة جاءت إلى البرلمان الإيطالي بهدف إيصال رسالة إلى البلد المحتضن لعدد كبير من اللاجئين السوريين، للتعريف بالظروف المأساوية التي يعاني منها الشعب السوري في ظل نظام بشار الأسد، إلى جانب تقديم مجموعة من الحلول للخروج من أزمة اللجوء.
وفحوى الرسالة أن النساء السوريات قادرات على الوقوف مع بلدهن، رغم كل الحواجز الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يفرضها الوضع الراهن في سوريا.
وتمثل هذه المجموعة الفريق الاستشاري النسائي الذي أسسته المعارضة السورية، والذي يتكون من ست نساء من مجموعات سياسية وطائفية مختلفة، سنية ودروز ومسيحية.
وقالت المجموعة أيضا أمام البرلمان الإيطالي إن "تنظيم الدولة يشكل خطرا كبيرا، ومن واجب الأطراف السياسية في العالم التصدي له والإطاحة به قبل فوات الأوان".
وأضافت الصحيفة أن هذه المجموعة الاستشارية أكدت على تفعيل التعاون مع دول الغرب؛ بهدف إنشاء مسار يقود بلدهن نحو حل للأزمة ووقف الحرب، والذي سيساهم في حل مسألة اللجوء إلى الدول الأوروبية.
ونقلت عن المحامية والناشطة السياسية، هند قبوات، أنها ولدت وسط عائلة مسيحية خارج مدينة دمشق، وترعرعت وسط المسلمين، ولم تنشأ بينهم أي عداوة؛ لهذا، فهي تؤكد على ضرورة تحقيق التعايش السلمي بين الأديان.
كما تحدثت بسمة قضماني وسهير الأتاسي بأن الحل الأمثل للمسائل العالقة يتمثل في الرجوع إلى طاولة مفاوضات؛ لطرح الحلول التي تضمن استقرار البلاد وبناء دولة القانون والمؤسسات.
وتسعى المجموعة النسائية المعارضة إلى إيصال اقتراح لوضع دستور جديد وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة، تتأسس على الاتفاق بين ممثلي النظام والمعارضة السورية، ولكن هذا الهدف يحتاج إلى مشاركة من المجتمع الدولي، وهو سبب قدومهن إلى
إيطاليا ووقوفهن أمام البرلمان.
كما أكدن على ضرورة إيجاد حل لانتهاك وقف إطلاق النار، والتحرك نحو تحرير المعتقلين في السجون، الذي يعيشون ظروفا صعبة، لا سيما النساء المعتقلات اللواتي يتجاوزن عددهن 4800، لقيت 60 منهن على الأقل حتفهن، إلى جانب المطالبة بتكثيف المساعدات الإنسانية للمواطنين في سوريا.
وأضفن، وفقا لبيانات في حوزتهن، أن النظام السوري اعتقل قرابة 1800 طفل، مات منهم 169 بسبب التعذيب.
كما ذكر أحد الأطفال، الذي كان برفقتهن في البرلمان الإيطالي، أنه قضى يومين وراء القضبان، وسط الأطفال الموتى، لإجباره على الاعتراف بانتمائه لجماعة إرهابية. وهو ما دفع هذه المجموعة إلى إرسالهن دعوة ملحة لمنظمة الهلال الأحمر لزيارة السجون للاطلاع على أوضاع المعتقلين.
كما تحدثت المجموعة الجماعات الإسلامية التي قلن إنها تلزم الشعب على تطبيق الشريعة، وما يترتب على ذلك من عمليات القتل والاضطهاد، وهو ما يُعد، بحسب قولهن، من أهم الأسباب التي دفعت مئات الآلاف من الشعب السوري إلى الهروب وطلب اللجوء.
وفي الختام، أكدت هذه المجموعة من النسوة على أهمية التعاون الأوروبي مع المعارضة للإطاحة بنظام بشار الأسد وإعادة الاستقرار للبلد، وبهذا سيتمكنون من التصدي لتنظيم الدولة ومعالجة مسألة اللاجئين.