حذرت
الأمم المتحدة، الثلاثاء، من تداعيات الوضع المأساوي والمثير لما يقرب من 50 ألف من المدنيين المحاصرين في مدينة
الفلوجة العراقية.
وجددت ليز غراندي، نائب ممثل الأمم المتحدة في العراق، نداءات المنظمة الدولية إلى "جميع أطراف النزاع؛ للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين وضمان حمايتهم، وفقا للقانون الإنساني الدولي".
وقالت غراندي في مؤتمر صحفي عقدته عبر الفيديو كونفراس مع الصحفيين المعتمدين بالأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، إن "الوضع في الفلوجة حاليا بات شديد الإثارة والمأساوية، خاصة مع وجود نقص هائل ومتزايد في المواد الغذائية، ونحن ندعو جميع أطراف النزاع إلى ضرورة السماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين المحاصرين، وضمان حمياتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".
وأردفت قائلة: "هناك ما يقرب من 50 ألف من المدنيين العالقين في الفلوجة، حيث تسعي القوات العراقية لاستعادتها من قبضة تنظيم داعش، وقد تمكن نحو خمسة آلاف شخص منهم ممن يقيمون بضواحي المدينة وليس قلبها من الفرار".
وتابعت: "روى العديد من هؤلاء الفارين قصصا مروعة حول هروبهم من المدينة، واضطرارهم إلى السير لساعات طويلة دون أحذية؛ خشية افتضاح أمرهم، في حين قتل العديد منهم على يد أفراد من تنظيم داعش، خلال رحلة الهروب".
واستدركت قائلة: "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتأكد من صحة تلك الروايات".
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن إمكانية أن تشهد مدينة الفلوجة مذابح متوقعة ضد سكانها حال دخول القوات العراقية إليها، قالت ليزا غرانيد: "نحن نتفهم تلك المخاوف؛ ولذلك ندعو جميع أطراف الصراع في العراق إلى ضرورة التقيد بالقانون الإنساني الدولي، وضمان حماية السكان المدنيين في الفلوجة".
وأوضحت أن الأمم المتحدة لم تتمكن من الوصول إلى الفلوجة منذ سقوطها في أيدي تنظيم داعش في كانون الأول/ ديسمبر 2014.
وكان رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي قال، الثلاثاء، إن كل المعارك التي تمت ضد "داعش" لم تسمح حتى اليوم لأهل المدن فيها بالعودة إلى مدنهم، وهذا ما سيحصل مع أهالي الفلوجة.
وأضاف علاوي في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية: "إننا أمام تطهير مذهبي، ولسنا أمام عمليات تطهير من الإرهاب. الخوف هو من أن يُعاقب نصف مليون إنسان بسبب خطأ عشرات أو بضعة آلاف منهم".
وحذر رئيس ائتلاف "العراقية" من التدخل الإيراني في الفلوجة والموصل؛ لأنه يثير حساسية؛ بسبب عدم انضباطية بعض الفرق في "الحشد"، التي أقدمت على تهديم المناطق التي حرروها، وتهجير أهلها، وهذه الأخطاء التي ارتكبت يجب ألّا تكرر، خاصة في المناطق ذات الغالبية السنية. فأي عملية تحرير يجب أن تؤمن سلامة المواطنين أولا، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية.
وحمل علاوي مسؤولية الأجواء الطائفية التي يعيشها العراق، لمن استحوذ على السلطة في البلاد وللقوى الإقليمية والدولية، و"على رأسها إيران الداعمة لمن استحوذ على السلطة وهو لا يؤمن إلا بالسياسة الطائفية، فهمّش وأقصى وسيّس الدين والمذهب، وحتى القوانين"، بحسب تعبيره.
وبدأت القوات المشتركة العراقية، الاثنين، باقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور، بإسناد من سلاحها الجوي وطيران التحالف الدولي.
وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلو مترا غرب العاصمة بغداد، وتسكنها غالبية سنية، وتعد أحد أبرز معاقل "داعش" في العراق، منذ أوائل عام 2014.
وتسعى الحكومة العراقية ومليشيات من الحشد الشعبي ومليشيات إيرانية، بقيادة قاسم سليماني، لاستعادة الفلوجة، ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل؛ لشن الحملة العسكرية الأوسع ضد "داعش" منها، قبل نهاية العام الجاري.