أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، بدء تطبيق "تهدئة مؤقتة" في ضاحية داريا على مشارف دمشق اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو، ولمدة 48 ساعة، لإدخال المساعدات، في حين انسحب تنظيم الدولة من 15 قرية في محيط مدينة منبج، أحد معاقله في ريف حلب الشمالي، لصالح "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال مصدر من داخل مدينة داريا لـ"عربي21"، إن التهدئة بدأت من الجانب الروسي والسوري لإدخال مساعدات طبية فقط، في الوقت الذي سمحت به قوات النظام بدخول مساعدات طبية وإغاثية لمدينة معضمية الشام، بجانب داريا التي تنتظر دخول المساعدات.
وقال ناشطون إن قافلة المساعدات تبعد عن مدينة داريا، التي يحاصرها النظام منذ أكثر من عام وتشهد قصفا واشتباكات يومية منذ ذلك الحين، مسافة خمس دقائق، مشيرين إلى أن جنود النظام يقومون بتفتيش محتويات القافلة.
وصرح مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين سيرغي كورالينكو، في بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية، "بدات هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتبارا من الاول من حزيران/يونيو، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بامان".
وأوضح كورالينكو أن الهدنة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة أعلنت "بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والجانب الأمريكي".
وكانت روسيا دعت الأسبوع الماضي إلى هدنة مؤقتة في داريا وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث تتواصل المعارك رغم وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن في
سوريا في 27 شباط/ فبراير بمبادرة روسية وأمريكية.
تنظيم الدولة يسلم منبج
وفي سياق آخر، انسحب تنظيم الدولة خلال الـ48 ساعة الماضية من 15 قرية وبلدة على أطراف مدينة منبج من جهة الشرق، لصالح قوات سوريا الديمقراطية، مع استمرار التنظيم في فرض حصار خانق على الثوار والمدنيين في مدينة مارع، التي حشد لأجلها مزيدا من المقاتلين من مدينة منبج.
وأكد موقع "الدرر الشامية"، المقرب من المعارضة المسلحة، نقلا عن مصادر عسكرية، أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أكبر فصائلها، سيطرت على 15 قرية بريف منبج الشرقي، وهي: "شاش حمدان، جب الشيخ عبيد، قرية البلاشة، العلوش، جنف الأحمر، خشخاشة، رميلات، حجي علي، أبو صفا، رميلا، بير العمال، الحالولة، منيهال، خربة الروس" الواقعة على أطراف نهر الفرات.
وأشار الموقع إلى أن تنظيم الدولة بدأ بحشد قوات في قرية "اسنبل" شرقي مدينة مارع المحاصرة بالريف الشمالي بهدف اقتحامها من جديد، بالتزامن مع انسحابه من "منبج".
إلى ذلك، قتلت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا، عائلة كاملة من ستة أشخاص بينهم أطفال، في مدينة منبج، جراء غارة جوية استهدفت حي الحواتمة.
حلب محاصرة
وفي مدينة حلب، قتلت قوات النظام السوري سبعة مدنيين وأصابت أربعة آخرين، في قصف مدفعي استهدف حافلة لنقل الركاب على طريق الكاستيلو، الشريان الوحيد والأخير الذي يربط المدينة وريفها، بحسب موقع "الدرر الشامية".
وباستهداف "الكاستيلو"، أصبحت حلب باتت محاصرة ناريّا بشكل كامل، حيث يستهدف الطيران الحربي ومدفعية قوات الأسد وقناصته الطريق بشكل يومي.
يذكر أن عشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والألغام البحرية تستهدف أحياء مدينة حلب وريفها بشكل يومي.