حذرت صحيفة "الصندي تايمز"، في تقرير لها، الأحد، من إفراز "نسخة رقم 2" من
تنظيم الدولة، بعد معركة
الفلوجة، التي تسعى بها القوات الأمنية
العراقية لإخراج التنظيم من المدينة، ما لم تتم إدارة المعركة والمرحلة التي تعقبها بشكل مناسب.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات المسلحة العراقية، مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي وبعض العشائر وضربات التحالف، تواجه 900 مقاتل في مدينة الفلوجة، ذات الـ500 ألف نسمة، وسط تحصينات وضعها تنظيم الدولة من العربات المفخخة، بحسب مسؤولين في الجيش الأمريكي.
وقال كريستوفر كارفر، الناطق باسم التحالف المضاد لتنظيم الدولة، إن "التنظيم بنى بيوتا كاملة من القنابل الكافية لتدمير البيت ونصف الحي معه حال التقدم"، مضيفا أن مسلحي التنظيم هناك يملكون "أسلحة ثقيلة ومدفعية وألغاما وتحصينات دفاعية وأنفاقا".
مذابح طائفية
مقابل ذلك، تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بالإضافة لانتصاره بالمعركة "خلال الأيام المقبلة"، بتجنب الحرب والمذابح الطائفية التي قسمت العراق منذ احتلال أمريكا للبلاد في 2003، وسط قلق من أمريكا والحلفاء من مجازر شاملة حال هزيمة مسلحي التنظيم، وتشكيل موجة جديدة من التهميش السني في البلاد.
إلى ذلك، قال كارفر إنه "إذا كانت الحكومة العراقية تريد التقدم والوصول لحالة لا تغذي نسخة ثانية من داعش بعد هزيمتها كما حصل في المرة الأولى، فإن أمامها الكثير من العمل"، مؤكدا عدم رغبة الحلفاء برؤية دوامات العنف التي حصلت منتصف العقد الأول من الألفية، بحسب تعبيره.
وحذر ضباط أمريكيون قدماء شاركوا في هجمات على "مدينة المساجد" العراقية من أن الحكومة ستجد صعوبة بالسيطرة على المليشيات الطائفية.
وقال الكولونيل الأمريكي المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، إن "أولئك المتنكرين باسم الجيش العراقي هم عبارة عن مجموعة من قليلي التدريب الذين يرتدون زيا عسكريا، ويعتمدون بشكل كامل على الطيران الأمريكي والمستشارين الأمريكيين".
وأوضح أن "المليشيات الشيعية أكثر فاعلية".
انتصار للتنظيم
وأشارت الصحيفة إلى أن التقدم الناجح في الفلوجة قد يدفع سنة العراق إلى دعم هجوم الموصل، عاصمة التنظيم في العراق، إلا أن هذا يعتمد على حجم ما سيتبقى "متماسكا" من الفلوجة.
وأوضحت "الصندي تايمز" أن الضربات الجوية والمدفعية والسيارات المفخخة تدمر المدينة، ما يمثل انتصارا إعلاميا للتنظيم.
ونقلت الصحيفة عن "أم عفنان"، التي هربت من الفلوجة الجمعة مع زوجها وبناتها، قولها إن "القصف كان مخيفا"، مضيفة أن "الحياة صعبة في الحرب، حيث تستخدم الأسلحة الخفيفة والثقيلة من كل الأطراف".
ويقول مسؤولون عراقيون إن هناك فترة انتقالية لمدة شهر في الفلوجة، بعد خروج مسلحي تنظيم الدولة، حيث ستسلم المدينة لـ5000 شرطي من الفلوجة.
وتأمل الحكومة في أن تكون مدة ثلاثة أشهر كافية لاستعادة سلطة الشرطة وهيبتهم، الذين هربوا عندما اجتاح تنظيم الدولة المدينة في 2013.