قال القائم بأعمال المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين المصرية، الدكتور
محمود عزت، إنه أصبح من أوجب واجباتهم في هذه المرحلة -التي وصفها بـ"الدقيقة"- أن يحافظوا على وحدة الصف وتماسك الجماعة، التي قال إنها تمثل "حائط الصد المنيع أمام هذه الحرب الضروس على الإسلام عقيدة وشريعة ومنهجا وحضارة وتاريخا ورموزا".
وذكر-في بيان له الاثنين- أن "الإخوان تمثل النواة الصلبة للمشروع الإسلامي الحضاري العالمي في
مواجهة نظام عالمي مادي لا إنساني مازالت الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية تنفرد بقيادته، وتحالفت معهما القوى الاستعمارية الشرقية والغربية، مستغلين الطائفية المهلكة والعرقية المنتنة؛ لتمزيق الأمة ونهب ثرواتها".
وأكد أن "المعركة الحالية تمثل حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل، وهي معركة مستمرة متصلة الحلقات -وإن كانت الحلقة الراهنة من أشدها ضراوة- فالإسلام الحضاري المقاوم للظلم والاحتلال مستهدف بالمحو، وأوطانه كذلك مستهدفة بالتفتيت والإفشال والاحتلال".
وأضاف "عزت" أن "ما يحدث هذه الأيام في سوريا والعراق وفلسطين هو ما يسعون لتحقيقه في اليمن والخليج وليبيا ومصر، انتهاء بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن استطاعوا، ولن يستطيعوا بحول الله وقوته، ثم بوعي الأمة ومقوماتها".
وحذر من "اختزال المعركة في مقاومة الانقلاب؛ لأن ذلك لا يمثل إلا جزءا منها، أو فصلا من فصولها، ومقاومة الاستبداد والفساد والتبعية للمشروع الصهيو أمريكي هي الأساس، واحذروا كذلك من اختزال المعركة بتصورها صراعا بين الإخوان والعسكر، أو بينهم وبين قائد الانقلاب".
وتابع: "ولكنها معركة الأمة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان وكل القوى الوطنية والثورية من ناحية، ومن الناحية الأخرى جميع وكلاء مشروع الهيمنة الصهيوني الأمريكي في مصر والعالم العربي والإسلامي وقادة العسكر في مصر في القلب منهم".
كما حذر من "اختزال مفهوم النصر في كسر الانقلاب؛ فالنصر في مرحلة المقاومة هو الصمود والثبات والتضحية، والالتزام بالمنهج، وعدم الاستدراج للعنف، والحفاظ على وحدة الجماعة وعلى الثورة والاصطفاف الثوري والحاضنة المجتمعية لها، والنصر في مرحلة إزاحة الانقلاب هو تفكيك أركانه، وخلع أنياب الفساد، وقصم ظهر الاستبداد، مع الحفاظ على وحدة الوطن ومقدراته والشعب ومؤسساته".
وتابع: "النصر في مرحلة البناء هو نشر الدعوة وترسيخها وتجذيرها، ومشاركة كل القوى الشعبية في إقامة العدل وبناء مؤسسات الدولة، وتعميق قيم الإسلام في كل مناحي الحياة التي تسعي لوحدة الأمة الإسلامية، وكل ذلك يمهد للكرامة التي يريدها الله تعالى للإنسانية"، مضيفا: "أخوتنا هي سر قوتنا، وسبب تنزل رحمات الله علينا".
واستطرد قائلا: "أول القوة ليست قوة الساعد والسلاح، لكنها قوة العقيدة والإيمان، ثم قوة الوحدة والأخوة، ثم قوة الساعد والسلاح حينما لا يجدي غيرها، وأعلموا أن العدو لا يستطيع القضاء على المتحابين في الله، وأن أدنى درجات الأخوة هي سلامة الصدر، وأعلى درجاتها هو الإيثار".
ووجه رسالة إلى الإخوان قائلا: "اعتصموا بحبل الله المتين، وتمسكوا بأخوتكم، ووحدوا صفكم، وثقوا بمنهجكم وقيادتكم، وامضوا في طريق ثورتكم، وتعبدوا لله تعالى بممارسة الشورى قولا وعملا، والرضى بنتائجها، والالتزام بثوابت الجماعة وقرارات مجالسها الشورية وخياراتها الفقهية في إطار السياسة الشرعية الموجودة في وثائق الجماعة وبياناتها الرسمية، وقوموا بواجب النصيحة بضوابطها الشرعية في ظل الحب والأخوة والتجرد، ولا تعتدّوا إلا بالتصريحات الرسمية التي تخرج من قيادة الجماعة ومؤسساتها الرسمية".
وأردف: "أبشروا بفرحة في كل يوم من أيام رمضان عند ابتلال العروق وذهاب الظمأ وثبوت الأجر إن شاء الله، وابشروا بفرحة يوم الفطر حين تكملوا العدة وتكبروا الله على ما هداكم، وانتظروا الفرحة الكبرى حين تلقون من قال في حديثه القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
وقال: "أيها الإخوان، ويا أيها المسلمون أجمعون: إلى المساجد، تجمعوا في الدروس، واحتشدوا في الفرائض والتراويح والتهجد، وقاطعوا الزور وأهله ومؤسساته وأجهزة إعلامه، فإن من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، وفي كل ما ذكرت طاعة لله، ثم تشجيع للناس على الاصطفاف حول الثورة، وفي كل ذلك عبادة لله وتكافل وتعاون ين الثوار والتفاف الشعب حولهم".
وطالب "عزت" بالمشاركة في الحراك الثوري السلمي لمواجهة الانقلاب العسكري، وببذل الجميع ما يستطيعون رفضا للظلم والاستبداد، وطلبا للحرية والكرامة، مضيفا: "ثقوا في أن الله ناصركم ومعينكم، فلم تخرجوا إلا لله وحده".