نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا للصحفي جوشوا متنك من
الضفة الغربية، عن
نور سلمان، أرملة المسلح الذي هاجم نادي المثليين في
أورلاندو في أمريكا، قال فيه إنها عندما تزوجت للمرة الأولى، أقيم عرسها في بيت لعائلتها في رام الله، لا يبعد كثيرا عن مبنى الرئاسة الفلسطينية.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن العروس، التي أتت من روديو في كاليفورنيا، لبست ثوبا فلسطينيا مطرزا ليلة الحناء، في إشارة لجذورها الفلسطينية، مشيرا إلى أنه في هذا الأسبوع، كانت عمة نور، منى سلمان تستضيف ضيوفا دعتهم للإفطار في رمضان، في البيت ذاته، عندما جاءها جار ليقول لها إن زوج نور الثاني،
عمر متين، هاجم ناديا ليليا في أورلاندو في فلوريدا، وقتل 49 سخصا قبل أن تقتله الشرطة.
وتنقل الصحيفة عن العمة البالغة من العمر 72 عاما، وهي الأخت الكبرى لوالد نور المتوفى زاهي، قولها إنها صدمت لدى سماع الخبر، وتضيف: "بدأت بالبكاء والعويل، إنها من لحمنا ودمنا".
ويقول الكاتب إنه مع شكوك مكتب التحقيقات الفيدرالي الآن، بأن نور كانت تعلم بخطة متين، واحتفظت بذلك لنفسها، قالت العمة، وهي تمنع نفسها من البكاء، إنه لا يمكنها تصديق أن ابنة أخيها كانت تعلم بخطته.
وتضيف سليمان للصحيفة: "نور ساذجة، وتحدث الأشياء حولها وهي ليست واعية لها"، وتتابع بأن "الناس في مدينة البيرة محافظون، حيث كانت أمها تبقيها دائما في البيت، وهذا ما يقلقني؛ لأن نور لا تعرف الكثير، ربما لم تعرف شيئا عما كان يخطط له زوجها أو يفكر به، لأنها امرأة بسيطة جدا".
ويشير التقرير إلى أن الصورة التي رسمتها العمة لنور، تتوافق مع وصف جيران عائلة سلمان في كاليفورنيا، حيث قال جاسبندر تشاهال لـ"أسوشييتد برس" إن نور سلمان كانت محمية "من ظروف الحياة"، ولم تكن الأذكى، لافتا إلى أن والد نور زاهي سلمان، الذي هاجر من الضفة الغربية وعمره 16 عاما، يدير مع أخويه بسام وعبد الله محل بقالة في ريتشموند في كاليفورنيا، أما أم نور إقبال، فتنحدر من عائلة كبيرة، هي عائلة القرعان في منطقة البيرة والأطراف الشمالية لرام الله.
وبحسب الصحيفة، فإن شقيق إقبال، محمد تيم القرعان، رفض الحديث عن نور سلمان أو متين، الذي أتت عائلته إلى أمريكا من أفغانستان، وقال: "هو أفغاني، وأنا أعيش في البيرة، وأشجب مثل تلك الأعمال، ولا علاقة لنا بها".
وتقول العمة للصحيفة إن العائلة كانت تذهب دائما لأداء الصلاة في المسجد في روديو، وإن نور درست الدين في مدرسة يوم الأحد، وعندما كانت نور في الثانية عشرة من عمرها جاءت أمها بها وبأختها إلى رام الله، وسجلتهما في المدرسة؛ لتتعلما اللغة العربية والعادات الفلسطينية، وتضيف سلمان: "أحبت نور العادات والتقاليد العربية، وأحبت المأكولات العربية".
وتتابع سلمان قائلة، إن نور لم تسجل في الكلية بعد المدرسة الثانوية، مفضلة رعاية أطفالها، ورتب أهلها زواجها الأول من رجل محلي، ذهب معها إلى أمريكا، مشيرة إلى أنها لا تعرف لماذا افترقا.
ويلفت متنك إلى أن سجلات المحاكم في أمريكا تظهر أن نور سلمان تزوجت أحمد أبو رحمة في 8 حزيران/ يونيو 2005، وتقدمت بطلب الطلاق في 2009؛ بحجة وجود خلافات لا يمكن حلها، حيث تم إنهاء إجراءات الطلاق في 26 شباط/ فبراير 2010، في محكمة كونترا كوستا كاونتي في ماتينز.
ويورد التقرير نقلا عن منى سلمان قولها إنها تتحدث مع ابنة أخيها أحيانا، مشيرة إلى أنها لم تلتق بزوجها الثاني، لكنها كانت تعتقد أنهما كانا يعيشان حياة جيدة في فورت بيرس في فلوريدا، حيث تقول: "كلما سألناها: (كيف زوجك؟)، كانت تجيب: (نحن مرتاحون، نحن سعداء)، كانت سعيدة مع زوجها، وكانا يظهران على "فيسبوك" بأنهما يحبان بعضهما، ويحضنان بعضهما دائما".
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول العمة إن أخاها وصف "متين" بأنه رجل جيد، وأنه "من عائلة جيدة، وما دام رجلا جيدا ويرعى ابنتنا، فإن هذا هو المهم بالنسبة لنا".