لم ينتبه أحد إلى قيام جيش الاحتلال
الإسرائيلي بمهاجمة قاعدة للصواريخ بالقرب من مدينة
درعا بعد سيطرة الثوار عليها، ويبدو أن الثوار أنفسهم لم ينتبهوا لمصدر الهجوم أيضا.
في هذا السياق، وتعليقا على الحادثة، قالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل عازمة على منع قوى المعارضة السورية، التي تعمل في محيط الحدود، من امتلاك أي سلاح "كاسر للتوازن".
ونوهت إذاعة "راديو تل أبيب" صباح اليوم إلى أن الهجوم الأول من نوعه الذي استهدف مؤخرا قاعدة للصواريخ تمكنت قوى المعارضة السورية من السيطرة عليها بالقرب من مدينة "درعا"؛ "يأتي ضمن "استراتيجية إسرائيلية واضحة تقوم على منع أية تشكيلات مسلحة باستثناء الجيش السوري من امتلاك قدرات هجومية جدية".
ونقلت الإذاعة حسبما تابع مراسل "
عربي21" عن مصادر عسكرية قولها: "بغض النظر عن الهجوم الأخير، فإن إسرائيل لن تسمح لأي طرف بتهديد عمقها المدني"، مشيرة إلى أن عشرات المستوطنات اليهودية تقع في مدى
صواريخ وأسلحة قوى
المعارضة المسلحة السورية في جنوب
سوريا.
وشددت المصادر على أنه بغض النظر عن "الهوية السياسية والخلفية الأيديولوجية" للجماعات السورية العاملة في جنوب سوريا قرب الجولان، فإن إسرائيل "لن تسمح بحصول أي طرف في هذه المنطقة على سلاح قادر على تهديد العمق المدني الإسرائيلي".
يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي إيزنكوت، قد طلب من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تكثيف الجهود الاستخبارية للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن قوى المعارضة السورية المسلحة في جميع أرجاء سوريا.
وقال روني دانئيل، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إن قيادة الجيش تنطلق من افتراض مفاده أن قوى المعارضة السورية المسلحة، وعلى وجه الخصوص ذات التوجهات الجهادية، "ستعمد إلى استهداف إسرائيل بمجرد أن تسمح ظروف المواجهة مع نظام الأسد بذلك".
وخلال تعليق أدلى به حول القتال الدائر في محيط مدينة حلب في برنامج "استوديو الجمعة"، الذي بُث الجمعة الماضية وتابعته "
عربي21"، أضاف دانئيل: "حسم الصراع الدائر في سوريا لا يصب في مصلحة إسرائيل. ففي حال هزمت المعارضة السورية، فإن هذا يعني أن حزب الله سيكون على حدودنا الشرقية، وفي حال هُزم النظام فإن هذا يعني أن سوريا ستتحول إلى ساحة عمل لصالح حركات جهادية تسعى لإبادة إسرائيل".
يذكر أن وحدة "504"، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، تتولى جمع المعلومات الاستخبارية من مصادر بشرية، هي المسؤولة عن جمع المعلومات في كل المناطق الحدودية، وضمنها الحدود السورية، عبر تجنيد المخبرين.