قالت مصادر ميدانية بريف دمشق الغربي إن مجموعات تابعة لحزب الله اللبناني؛ أقدمت يوم الأحد على إحراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المثمرة في سهول مدينة
الزبداني ومضايا بريف دمشق، بعد إنذارات وجهها الحزب لعشرات العائلات السورية بضرورة إخلاء منازلها فورا.
وتحدث الناشط الإعلامي عمر محمد؛ عن اتباع
حزب الله سياسة الأرض المحروقة في سهول الزبداني ومضايا منذ أشهر، إلا أن يوم الأحد شهد إحراق عشرات الدونمات، فيما يعمل حزب الله منذ أشهر على بناء معسكرات تدريبية وقتالية ضمن السهول عقب إفراغها من القسم الأكبر من أصحابها وتهجيرهم بشكل قسري.
وقال لـ"
عربي21": "16 عائلة من أبناء مدينة مضايا أنذرهم حزب الله اللبناني يوم أمس بضرورة إخلاء منازلهم في سهول مضايا بشكل فوري، حاثا إياهم على ضرورة المغادرة دون اصطحاب أي من ممتلكاتهم خارج منطقة القعبة التي طالب العائلات بالرحيل عنها بشكل قسري، بحجة قربها من مواقعه العسكرية في المنطقة".
وأضاف: "باتت عشرات الدونمات الزراعية في سهلي زبداني ومضايا تحت السيطرة الكاملة لحزب الله اللبناني، كما وصل نفوذ الحزب إلى الآبار العربية والأرتوازية ومضخات المياه في المنطقة المعروفة بثروتها الغذائية، فيما باتت الأشجار المثمرة سلعا لعناصر الحزب الذين يقتطعونها في الصيف تمهيدا لبيعها للأهالي (أصحاب الأرض) بعشرات أضعاف سعرها في الشتاء".
ويسيطر حزب الله اللبناني على ما يزيد عن 90 في المئة من مساحة مدينة الزبداني عقب مواجهات استمرت لأشهر مع الثوار السوريين أواخر العام الماضي، فيما اتبع الحزب، بحسب الناشط السوري، سياسة التهجير القسري مع عشرات العائلات من المدينة؛ نحو بلدة مضايا، بُعيد إحراقه عشرات المنازل بشكل متعمد لزيادة الرعب والخوف في قلوب السوريين من أبناء المدينة.
وذكر الناشط عمر محمد أن حالات تهجير تمت في الفترة الماضية، حيث تم تهجير أهالي بلدة بلودان وحيي الإنشاءات والمعمورة، ومن بعض البلدات الأخرى المجاورة للزبداني. وسبق أن قامت قوات النظام السوري أيضا، منتصف العام الماضي، بتهجير أكثر من 2500 عائلة من أطراف مدينة الزبداني إلى بلدة مضايا المحاصرة.
ونوه محمد إلى أن الزراعة التي تشتهر بها المنطقة وأهلها لم تعد كذلك اليوم، فهي متوقفة بشكل كامل منذ ما يزيد عن العام، عقب تقدم حزب الله في المنطقة (السهل والمدينة)، فيما ازدادت مخاوف التوجه نحو ما بقي من المزارع عقب قيام الحزب بزرع العشرات من حقول الألغام على امتداد المساحات الزراعية والسكنية، ليصبح التوجه إلى الحقول خطراً يحيق بالمزارعين وآلياتهم.