تقول صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها، إن التعاطف الدولي مع
هجوم إسطنبول لا يعكس الرعب الذي تسبب به الهجوم، لكنه يذكرنا بالحقيقة غير المريحة بأن الإرهاب يمكنه أن يضرب في أي مكان في العالم.
وتشير الافتتاحية إلى تصريحات
أردوغان، التي قال فيها إن قنابل الإرهاب يمكن أن تصيب أي مدينة، حيث إنه "لا فرق بين أسطنبول ولندن، أو أنقرة وبرلين، ولا إزمير وشيكاغو، أو الأناضول وروما".
وتبين الصحيفة أنه "بعد باريس وبروكسل، لم يعد أحد يعتقد أن البلدان الأخرى محصنة من مشكلات كهذه، حتى لو كانت بعض الهجمات تثير غضبا دوليا أكثر من أخرى، فكما لوحظ لم يكن هناك تدفق في العواطف أو هاشتاخ #جوسويإسطنبول (أنا إسطنبول)".
وتجد الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أنه "مهما كانت طبيعة التهديد الدولية، فإن لا أحد ينكر وضع البلد المهم، ومن السذاجة بمكان تجاهل القوى الضخمة التي تتصارع في البلد، خاصة النزاع مع الأكراد، والحرب الدائرة في الجارة سوريا، بالإضافة إلى الخلافات الإقليمية الأخرى".
وتلفت الصحيفة إلى أن
تركيا شهدت في أقل من عام 17 هجوما، أدت إلى مقتل 300 شخص، مستدركة بأنه رغم أن بعض هذه الهجمات تحملت مسؤوليتها منظمة "تاك"، أو "صقور الحرية الكردية"، إلا أن الكثير منها نسب إلى
تنظيم الدولة، بما في ذلك الهجوم على أنقرة، الذي راح ضحيته 103 أشخاص.
وتنقل الافتتاحية عن مسؤولين أتراك، قولهم إن تنظيم الدولة يقف وراء هجوم الثلاثاء، رغم عدم وجود طرف تبنى مسؤوليته، مشيرة إلى أنه "لو صدق كلامهم، فإن هذا يعني تصعيدا من التنظيم، وقد تكون عملية انتقامية من أنقرة، التي قررت زيادة مشاركتها في الحرب ضده، حيث استهدف الهجوم واحدا من أكثر المطارات نشاطا في العالم، ويقع في قلب الاقتصاد التركي، وغالبية القتلى هم من الأتراك، بالإضافة إلى أنه قد يضر بالاقتصاد، الذي تضرر بسبب القلق الأمني".
وتفيد الصحيفة بأن "السلطات لديها سجل متواضع في التحقيق ومحاسبة المسؤولين، وفي هذه المرة يستحق الناجون، ومن يندبون موتاهم، تحقيقا أفضل".
وتورد الافتتاحية أن البعض قد يرى أن الهجوم لا علاقة له بمظاهر قصور أمني، لكنه مرتبط بقرار تركيا المتأخر بالتصدي لتنظيم الدولة، حيث تعرضت للانتقاد الواسع؛ لأنها سمحت للمقاتلين والإمدادات بالمرور عبر حدودها إلى سوريا، لافتة إلى أن هناك من يرى أن تركيا، ورغم التحديات، لا ترى أن هزيمة تنظيم الدولة أولوية.
وتنوه الصحيفة إلى أن "أردوغان يفضل النظر إلى الخارج، والتركيز على مسؤولية الآخرين، حيث حث الحكومات الغربية بجعل هجوم إسطنبول نقطة تحول في القتال ضد تنظيم الدولة والإرهاب، ولا يعرف ماذا يدور في ذهن الرئيس، إلا أن التهديدات الأمنية عادة ما شجعت السياسيين على تقديم خيارات خاطئة بين الأمن والحرية، وسجل أردوغان لا يدعو إلى الارتياح".
وتذكر الافتتاحية أن "حكومة أردوغان تشعر أن نفوذها محدود أكثر من أي وقت مضى، حيث تحاول إصلاح العلاقات مع روسيا، وفي ضوء الأزمة التي تواجه أوروبا، فإن الاتفاق معها يترنح".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "مساعدة الشعب التركي لا تعني بالضرورة الموافقة على سياسة حكومته الاستبدادية، التي عقدت من حل المشكلات التي تواجهها البلاد".