تساءل موقع
لبناني عن دوافع ومن وراء
التفجيرات، التي ضربت بلدة
القاع اللبنانية الحدودية، الاثنين الماضي، رغم أن الرواية التي تداولتها جميع وسائل الإعلام في حينه حملت تنظيم "داعش" المسؤولية، دون أن يعلن الأخير مسؤوليته.
وتساءل موقع جنوبية الشيعي المعارض لحزب الله عن سبب عدم تبني "داعش" لتلك التفجيرات الثمانية، التي أدت إلى خسائر محدودة، عكس العمليات التي يتبناها التنظيم. كما تساءل عن دور كل من
النظام السوري وحزب الله في تلك العمليات؟
وينقل الموقع عن النائب في تيار المستقبل، مصطفى علوش، قوله إنّه "بما أنّه لم تعلن أيّ جهة المسؤولية، فالأمور تترك للتساؤلات"، مضيفا: "ظهر اليوم تحليل، ومفاده أنّ الهدف من الهجوم ليس بلدة القاع، وإنّما الوصول لمواقع، من ضمنها كازينو لبنان، وبعض المواقع السياحية الأساسية، وهذا الكلام قد يكون منطقيا على أساس أنّ الضرر الذي أحدثه 8 انتحاريين هو محدود، مقارنة مع تفجير إسطنبول".
وعمّا إن كان وراء التفجير عناصر جديدة، منها عناصر أجهزة استخباراتية، أوضح أنّه "من المستغرب أن تملك المخابرات السورية والإيرانية القدرة على إقناع الناس أن ينتحروا لأجلها، إلا إن كانوا من المقتنعين والمعتقدين بمعتقداتهم، وهذا إن حدث سوف يكشف من وجوه القتلى وتحليل الـDNA".
مستدركا بأنّ "هذا لا يمنع أن داعش أساسها مخابراتي غير واضح المعالم، وبالتأكيد دخلت مخابرات بشار الأسد في جزء منها منذ إنشائها، وقد تكون ما زالت متداخلة بإدارتها بشكل من الأشكال".
ويرى علوش أن "الأمن الذاتي الذي ظهر بعد العملية يساهم بتسويغ سلاح
حزب الله وتبريره، وردّات الفعل التي توّجهت ضدّ الثورة السورية، والمنطق الذي يقول إنّه من الأفضل لكل طائفة أن تعيش وحدها؛ لذا بغض النظر عمّن قام بالعملية، هذه النتائج التي وصلنا إليها".
كما نقلت "جنوبية" عن الصحفي مصطفى فحص قوله إن "داعش -كما الشركة المساهمة- كل فرد بالمنطقة له حصة بها، والنظام السوري له حصّة أساسية بتنظيم داعش".
وأضاف: "المستهجن أنّ هذا التنظيم -الذي يفاخر بكل أعماله- لم يقم حتى اللحظة بتبني موضوع التفجير في القاع، إضافة إلى الشريط المصور الذي ظهر أمس عن سرايا الأسير، والذي هو مجرد مسرحية لا تأخذ بالحسبان، ولا يعوّل عليها".
وأضاف فحص أنّ "الظروف الإقليمية المحيطة بالوضع قبل التفجير توحي أنّ هناك طرفا ما أو جهازا ما قرر أن يستفيد من داعش، كما أراد سابقا طرف ما أن يضرب التعاطف الأوروبي الرسمي مع اللاجئين السوريين، فكانت عمليتا بروكسل وباريس، ومن النتائج تحوّل الموقع الأوروبي عموما والفرنسي خصوصا تجاه النظام، فداعش أراد النظام الاستفادة منه؛ لتقريب وجهة نظره مع الإرهابيين، وفي تلك اللحظة كان الموقف الفرنسي بين الانتقام والعقاب، واعتبروا أنّ داعش والنظام وجهان للإرهاب، وأنّنا نعاقب داعش وليس الشعب السوري".
وأشار إلى أنّ "وزير الداخلية قد أوضح بالسياسة أنّ التفجير جاء من خارج لبنان، أيّ بقرار سياسي، وهنا لا بدّ أن نتساءل عن الذين يقولون إنّهم ينفذون عمليات ضد داعش، وإنّهم وصلوا لحلب لمحاربة هذا التنظيم، فيما داعش وصل للحدود، هنا لا بد من وضع علامات استفهام".