ساد حزن شديد في الأوساط
السعودية والعربية، بعد التفجير الذي استهدف مبنى لقوات الطوارئ السعودية قرب الحرم المدني، الاثنين.
ويخشى ناشطون ألّا تتوقف ذروة التفجيرات عند هذا الحد، قائلين إن "الخوارج ومن يديرهم لا يجدون حرجا في استهداف بيوت الله، وعباده".
ورغم الاتهامات الأولية لتنظيم الدولة بالوقوف خلف التفجير، فإن "آلاف الناشطين أجمعوا على وجود دور
إيراني، سواء أكان مباشرا أم غير مباشر في التفجير".
واعتبر ناشطون أن "إيران هي الوحيدة التي لها مصلحة في زعزعة استقرار المسلمين في الحرمين الشريفين".
مراقبون قالوا إن "إيران وفي حال ثبت تورطها في التفجير، فإنها تريد إيصال رسالة أن موسم الحج لن يمر بسلام، حيث إنها لن تشارك فيه".
الداعية محمد العريفي، وصف التفجير بـ"الإرهابي، المجرم، الشنيع، الآثم"، قائلا: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينةُ حَرَم ... فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين)".
وتابع: "جرأة عليه وعلى قبر النبي ومنبره وعند روضة الجنة وعند الحجرات وعند الصُّفٌة والبقيع،
ألا لعنة الله على الظالمين".
الداعية سلمان العودة دعا الشباب إلى التفكير: "من المستفيد من هذه الأعمال العابثة التدميرية".
وأضاف متسائلا: "هل تبني وطنا؟ هل تعزّ دينا؟ هل تصلح دنيا؟ هل تصنع سمعة حسنة للإسلام؟ من يفرح بها؟".
وقال الداعية عائض القرني: "الخوارج قتلوا عُمر في المسجد، وقتلوا عثمان في المسجد، وقتلوا عليّا في المسجد، وفجّروا الليلة في المسجد".
وتابع: "اجتمع المد الإيراني الصفوي والداعشي الخارجي على حرب أهل الإسلام، (اللهم اكفناهم بما شئت)".
إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صالح البدير، كفّر منفذ تفجير
المدينة المنورة، قائلا إن "من قصد مسجد رسول شاهرا سيفه وحاملا سلاحه وواضعا بين جنبيه حزاما ناسفا عامدا إلى قتل المصلين في المسجد النبوي وقتل حراسه وترويع المصلين والصائمين مستبيحا للحرمات في شهر رمضان، كافر خارج من الملة ولا يفعل ذلك إلا مَن باع نفسه لأعداء المسلمين وخان دينه وأهله ووطنه".
وأكمل في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية "واس": "ما هو إلا أداة بيد خوارج هذا العصر المارقين من الإسلام وهم أداة بيد الصهاينة واليهود والمجوس والوثنيين أعداء الملة والسنة".
الشيخ صالح المغامسي، دعا الله أن يكون تفجير المدينة المنورة "آخر مكرهم وأول هلاكهم" وأن يحفظ الله "بلادنا وأهلها من كل سوء".
الدكتور ناصر العمر، عضو الهيئة العليا لرابطة العلماء المسلمين، قال: "لم يراعوا فضل المكان وشرف الزمان وعصمة الأنفس المعصومة، اللهم عليك بمن روع الآمنين واستهدف بلادنا وبلاد المسلمين".
الداعية عبد العزيز الفوزان، قال: "إيران وصنيعتها داعش التي تسفك دماءنا في العراق والشام واليمن لن تتردد في #تفجير_المدينة_المنورة، المجوس وأذنابهم أخطر من الصهاينة والصليبيين!".
وقال وزير التعليم السابق، عزّام الدخيل، إن "استهداف المدينة المنورة استهداف لمعقل من معاقل الإسلام.. لا يجرؤ عليه إلا من نزع الله منه العقل والإيمان".
أستاذ الحديث بجامعة القصيم، عمر المقبل، قال: "غالب التفجيرات تستهدف بلادنا التي شرفها الله بالحرمين الشريفين، ولم تمسّ موضعا واحدا من إيران! هل عرفتم من يحركهم؟".
الداعية البحريني حسن الحسيني، وجه سؤالا لمنفذي التفجير، قائلا: "عن أي جهاد تتحدثون؟؟ ووراء أي عدو تلهثون؟؟ وعن أي جنة تبحثون؟؟ لعنكم الله!!".
المفكر الإسلامي الكويتي حاكم المطيري، قال عن منفذ التفجير إنه انتهك "حرمة الإنسان والإيمان والمكان والزمان وقد حرّم النبي المدينة كما حُرمت مكة".
ورفض المطيري الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب الأمن، "استغلال حادث تفجير المدينة المنورة لتأجيج الفتنة بين فئات المجتمع وتبادل الاتهامات وتصفية الخصومات"، قائلا إنها "أشد خطرا على أمن المجتمع من الحادث نفسه!".
الكاتب المصري جمال سلطان، قال إن "الدولة الطائفية التي تتحرش بالحرمين الشريفين وبالمملكة طوال 30 عاما معروفة، وداعش تؤكد من جديد أنها مجرد أداة حمقاء".
وتابع: "بشع جدا أن يوظف مثقفون في السعودية تفجير المدينة المنورة لتصفية خلافات مع العلماء، أن تتاجر بدم أهلك بتلك الطريقة تجعلك وجها آخر لداعش".
رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية، عبد الله العذبة، قال: "التفجير بقرب الحرم النبوي يذكرنا بحسن الصباح الإسماعيلي مؤسس "الحشاشون" الذي يعد الانتحاري بالجنة بعد تنفيذ مهمته، وبمفاتيح الخميني للجنة".
الشيخ عبد الله بن بيّة رئيس منتدى "تعزيز السلم" في المجتمعات المدنية، قال: "الإرهابيون انتهكوا الحرمات الثلاث، حرمة الزمان، وحرمة المكان، وحرمة الإنسان".
ودعا ابن بية، العلماء إلى إصدار "بيانات مشتركة، واضحة ومحددة، تتطرق لكل القضايا التي يتكئ عليها المجرمون"، مضيفا أنه "لا عذر بعد تفجير المدينة المنورة".
الداعية السعودي المقيم في سوريا، عبد الله المحيسني، تبرأ من تفجير المدينة المنورة، قائلا: "اعلموا يا مسلمون أننا كمجاهدين مهاجرين في أرض الشام نبرأ إلى الله من الخوارج وسعارهم ونبرأ من قتل المسلمين وتكفيرهم".
وتابع: "أكثر مايحزنني أن تصرفات كلاب النار تحسب علينا كمجاهدين رغم تبرؤنا مرارا، لكن الإعلام يخلط الأوراق، اللهم انتقم ممن فجر".
المفكر الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، قال: "تُذبح الأمة بدم بارد، ولا يجد المجرم سوى الصائمين بالمسجد النبوي ليفجر فيهم نفسه!! لعنة الله على الجهالة وسوء التسديد".
وتابع: "سؤال: لماذا لا نجد اليوم إيرانيا يفجّر نفسه في تجمُّعات بريئة؟ جواب: لأن إيران تفجّر نفسها كل يوم في مجتمعات بريئة".
وخلص الشنقيطي إلى أن "داعش مصرة على تبغيض الجهاد إلى الناس وإيران مصرة على تبغيض آل البيت إلى الناس، وسيخيبان ويخسران ويبقى الجهاد وآل البيت".
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، قال: "يفجّر نفسه على أبواب الحرم النبوي الشريف وبالقرب من قبر رسول الله وصحابته الكرام، ويقتل حراس المدينة، ثم يأمل بدخول الجنة! أي جهل هذا؟!".
وتابع: "ومن الجدير بالذكر أن الدول التي تعلن داعش أنها تعاديها كالكيان الصهيوني وإيران تنعمان بالأمن والأمان وبدون أي تفجير!".
الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، قال: "طيبة الطيوبة عاصمة الإسلام الأولى التي كانت ملاذ رسول الله وصحابته في ضعفهم وخوفهم، القلب الذي تجرأ عليها قاس جدا".
وقال الداعية الكويتي حجاج العجمي: "الإثم يعظم حسب الزمان والمكان، فكيف بأعظم ذنب بعد الكفر (القتل) وفي طيبة الطيبة؟ احترموا جوار النبي!".
وتابع: "حتى في البقعة الطاهرة يعشقون الدم، يا رب سلِّم البلاد والعباد".