تناولت صحيفة "الصانداي تايمز"، الأحد، في تقرير لها أطفال
حلب "النجوم"، الذين يسعون لإضحاك سكانها رغم الحصار والقصف الكثيف على المدينة.
وابتدأت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "ليس هناك الكثير المضحك في حلب، لكن مجموعة من الأطفال الممثلين جلبوا البسمة للمدينة التي مزقها الحرب".
وأشارت الصحيفة إلى مسلسل "
أم عبدو الحلبية"، الذي أنتجه تلفاز تابع للمعارضة، ويظهر أطفالا بأدوار كبيرة، في المدينة التي مزقها الحرب، في الوقت الذي يضيق فيه الحصار على أحياء المعارضة.
وقتل الطفل قصي أبتيني (14 عاما) الذي لعب دور "أبو عبدو" في قصف صاروخي عندما حاول مغادرة المدينة الشهر الماضي.
وبقيت رشا (11 عاما)، التي تلعب دور "أم عبدو"، بطلة المسلسل في حلب، بينما استطاع صبحي، الذي يلعب دور "أبو عبدو" بعد مقتل أبتيني، الخروج مع عائلته من حلب، رغم أنه لا يريد شيئا سوى العودة.
"لست أفضل منهم"
وقال صبحي (11 عاما) لـ"التايمز": "أنا وقصي ورشا وكل فريق أم عبدو أصدقاء من المدرسة"، مضيفا من بلدة في جنوب تركيا أن "كل ما أريده هو العودة إلى
سوريا، لأنني لست أفضل منهم، وليس من العدل أن أكون هنا وهم هناك".
وتعاني حلب بعد أن قطع النظام طريق الكاستيلو من ارتفاع الأسعار خمسة أضعافها، كما كان يخشى انتهاء المواد الأساسية على 300 ألف حلبي في الحصار، قبل منتصف الشهر، قبل أن تتمكن المعارضة من فك الحصار، السبت.
وقال صبحي إن "رشا ما زالت في حلب، لا تأكل ولا تشرب ولا تلعب، ومثلها مثل العديد من أصدقائي"، مضيفا أنه "عندما كنا في سوريا، رأينا الحالة في مضايا، وقلنا: قد نصبح مثلها، وهذا هو الحال".
وادعت
روسيا والنظام السوري أنها فتحت "ممرات آمنة" للمدنيين والمقاتلين الذين يستسلمون، لكن قليلا منهم استخدمها، خشية استهدافهم عند الخروج من المدينة.
وقال بشار السقا، الناشط ومخرج المسلسل، إن "أي عائلة تحاول الخروج ترى الموت في عينيها".
وقالت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان"، الأربعاء، إن الأسبوع الماضي شهد أسوأ الهجمات على عيادات حلب منذ بدء النزاع السوري، حيث استهدفت قوات النظام ست مستشفيات خلال أسبوع.
وقالت الدكتورة فريدة إن "الحالة الطبية سيئة جدا في المدينة، ونخشى أن تنتهي الأدوية، التي قد تستمر عشرين يوما مقبلا"، بعدما شهدت سقوط قذيفة أمام عيادتها الثلاثاء الماضي.
وأضافت أن "النساء يغادرن مباشرة بعد الولادة، لأن المستشفيات مستهدفة"، مشيرة إلى أن "النساء اللواتي يلدن قد يمتن في منازلهن لأنه لا توجد سيارات تقلهن إلى العيادات في حالات الطوارئ".
وقال صبحي إنه "حزين جدا لأنه ليس هناك من كان يتحدث عن قصي قبل أن يموت"، متسائلا: "لماذا ينتظر الناس موت أحد ليتحدثوا عنه؟".