"
رابعة تجاوزت المكان والزمان والأشخاص، وباتت رمزا ودرسا لكل معانى الحقوق والحريات والصمود والكفاح"، بهذه الكلمات عبّر مؤسسو "
جائزة رابعة العالمية" عن فكرتهم في جعل شعار ميدان رابعة أيقونة عالمية.
وفيما أُعلن السبت عن الجائزة، رشح نشطاء ومعارضون
مصريون وعرب عدة أسماء لنيل النسخة الأولى من الجائزة، المقرر الإعلان عن أسماء الفائزين بها في 14 آب/ أغسطس المقبل، والموافق للذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، عام 2013.
مرسي أو أردوغان أو المرزوقي
وحول وجود توجه لمنح أولى "جوائز رابعة" للرئيس محمد مرسي أو شخصيات عامة في معتقلات وسجون العسكر في مصر، أكد الكاتب الصحفي المصري قطب العربي، عضو مجلس أمناء "جائزة رابعة"، أن مرسي، إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي"، هم على قوائم المرشحين للجائزة هذا العام.
وفي المقابل، نفى العربي، في حديثه لـ"
عربي21"، احتمال أن يكون أردوغان بين أعضاء مجلس الأمناء لـ"جائزة رابعة"، مشيرا إلى أنهم يسعون لضم شخصيات عامة قادرة على اللقاء والتواصل بسهولة، وهو أمر صعب بالنسبة لأردوغان.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي المصري أحمد حسن الشرقاوي، إن الرؤساء الثلاثة، مرسي وأردوغان والمرزوقي، يستحقون "جائزة رابعة" عن جدارة، على حد وصفه.
ناصر الدويلة وأمير قطر
لكن الشرقاوي رشّح، في حديث لـ"
عربي21"، البرلماني الكويتي ناصر الدويلة لنيل الجائزة، كما رشح أمير قطر الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكذلك رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
وأضاف الشرقاوي، عضو المجلس الثوري المصري: "هؤلاء الرجال في تقديري يستحقون هذه الجائزة التي أتصور أنها ستكون رمزا لتشجيع وإظهار الامتنان والتقدير لمن يقفون ضد الظلم، ويساعدون المظلومين والمضطهدين في العالم".
"شهداء رابعة" والبلتاجي
من جهتها، اعتبرت الإعلامية المصرية، صفية سري، أن "أقل واجب أن تمنح النسخة الأولى من "جائزة رابعة" للشهداء الذين ضحوا بحياتهم في ميدان رابعة العدوية وكل الميادين الثورية في مصر، وكان من بينهم المصور والكاتب والطبيب والسياسي والمدرس والمهندس والطالب والعامل"، كما قالت.
أما المذيعة بقناة وطن، التي تبث من تركيا، فقد قالت لـ"
عربي21"، إن "العالم ما زال بحاجة أن يعرف ما حدث في رابعة، وهناك الكثير من الحقائق ما زالت غائبة عن الرأي العام العالمي، لذلك أرى أن توثيق ما حدث هو الأهم، خاصة وأن نظام السيسي يبذل كل ما لديه ليخفي حقيقة
المجزرة".
وأضافت: "مع تقديري لكل من ضحوا من أجل ثورة المصريين، ولكل من ظلموا خلف قضبان السجون، ومن بينهم الرئيس مرسي، ورفاقه وآلاف الشباب، إلا أن الدكتور محمد البلتاجي يبقى المرشح الأقوى، لما له من رصيد عند الثوار وبما قدم من تضحيات هو وأسرته"، وفق قولها.
من أين تنطلق الجائزة
من جهة أخرى، أوضح قطب العربي أن الجائزة تصدر عن "مؤسسة رابعة للحقوق والحرية"، التي تتخذ من المملكة المتحدة، مقرا رئيسيا لها، ومن تركيا وكندا مقرين فرعيين. وأضاف أن الجائزة تُمنح في مجالات "العلوم والفنون والثقافة والإعلام".
ولفت العربي إلى أن تفاصيل المشروع لم تكتمل بعد، ويجري حاليا التواصل مع بعض الشخصيات لتكوين مجلس أمناء للمؤسسة، من ثلاثين شخصية من الرموز والشخصيات العامة والسياسية والإعلامية والحقوقية، رجالا ونساء، من عدد من دول العالم وبتنوع أيديولجي واسع.
وذكر أن مجلس الأمناء ينقسم إلى قسمين، أحدهما مصري يشمل رموز وقيادات "ربعاوية"، والقسم الآخر عربي إسلامي من الذين ناصروا ضحايا رابعة، دون الكشف عن هوية أحد منهم.
درع رابعة الذهبي
وحسب العربي، فإن الجائزة رمزية وسيسلم بها درع أو شعار مجسم من المعدن المذهب على شكل شعار رابعة العدوية، موضوع على قاعدة خشبية محفور عليها اسم الجائزة واسم الحاصل عليها، وتسلم معها وثيقة تاريخية وإسطوانة مدمجة حول ذكرى مجزرة رابعة التي يعتبرها مناهضو رمز الصمود.
وتُمنح الجائزة للشخصيات والرموز الذين يتم ترشيحها، أو من الفائزين في مسابقات المؤسسة، والذين قدموا أعمالا كبيرة تتجاوز الجغرافيا، وتحفر أثرها في التاريخ بغير تفريق بين جنس أو عرق أو دين، بحسب القائمين على الجائزة.
مجزرة فض رابعة والنهضة
وقامت قوات من الجيش والشرطة المصريين بفض اعتصامي المعارضين لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 في ميداني "رابعة العدوية" شرق القاهرة، و"النهضة" غرب العاصمة، بعملية عسكرية أودت بحياة أكثر من ألفين من أنصار الرئيس محمد مرسي في 14 آب/ أغسطس 2013، وهو ما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بالجريمة ضد الإنسانية، وأخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث.