روى منشق عن
تنظيم الدولة يدعى معتز أحمد سراج البيروتي عن تجربته المريرة في
الرقة (شرق مدينة حلب السورية)، مؤكدا ندمه لاتخاذه خطوة الالتحاق بالتنظيم.
وقال في روايته أمام محكمة
لبنانية: "شاهدت رؤوسا مقطعة وجثثا خلال الثمانية أشهر التي عشتها مع تنظيم الدولة".
وأضاف سراج البيروتي: "أكرر كل إفادتي الأولية، أنا أخطأتُ ونادم، اعتقدت أنهم أناسٌ معتدلون عندما ذهبت إليهم، لكنني وجدتُ العكس. وجدت أناسا آخرين. حبسوني في المرة الأولى ثلاثة أيام، وشهرا في المرة الثانية لأنني خالفت أوامرهم. وفي المرة الثالثة، أنزلوا بي عقوبة الإعدام بعدما اتهموني بالخيانة. يكفّرون كلّ مَن لا يؤيدهم. ولم أتفق معهم ومع تفكيرهم. همّهم القتل والذبح والإعدام، بينما أؤيد الخط المعتدل.
وتابع: خضعت لدورة عسكرية حول كيفية استعمال بندقية الكلاشينكوف والـ"بي كا سي"، على يد أبو عبد الله التميمي، الذي يأتمر بوالي حمص سيف الله الشيشاني الذي درّبني على القتال".
وعن كيفية وصوله إلى تنظيم الدولة، قال البيروتي: إنّ المدعو عمر عيتاني اتصل بالملاحق في هذا الملف المدّعى عليه نبيل سكاف الملقب بـ"أبو مصعب"، وقرّرت الهيئة محاكمته غيابيا مع الشيخ فضل الشهال الملاحق غيابيا هو الآخر بتهمة إقدامهما على إعطاء سراج الإرشادات ومساعدته في ارتكاب الجرائم، وزكّاه الأخير للالتحاق بتنظيم الدولة.
وأضاف "عند وصولي إلى الرقة، طلبوا مني ومن سواي القيام بعملية انتحارية. رفضت، وتعرّفت هناك إلى أبو قتادة من مجدل عنجر، ويحمل الجنسية الكندية، وأيضا إلى أبو خالد. لا أعرف سوى لقبهما".
ووصف المنشق مشاهداته "رأيت رؤوسا مقطعة وجثثا، كان الشيشاني يأمر بقطع رأس كل من يختلف معهم، قررت الفرار إلى أن تمكّنت من ذلك مع مهرّب سوري تقاضى مني 5 آلاف ليرة (حوالي ألفين دولار) نقلني إلى تركيا ومنها عدت إلى لبنان، وأرسل لي أهلي مبلغ 300 دولار لتأمين مال العودة".
وطلب سراج البيروتي من المحكمة عند إعطائه الكلام الأخير "الشفقة والرحمة"، مستطردا: "أريد أن أعيش حياتي".