جددت جماعة
الإخوان المسلمين في
مصر إعلان موقفها بأنها لن تتنازل عن شرعية الرئيس محمد مرسي، الذي وصفته بأنه "رئيس كل المصريين، ولا عن حقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين وكل المظلومين والمضطهدين، ولا مساومة على حق الشعب في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".
وقالت "الإخوان"- في بيان لها الأحد بمناسبة الذكرى الثالثة لمذبحة فض
رابعة" - إنها لن تتخلى عن مبادئها وثوابتها في أن الثورة سلمية، وأنها لن تحيد عن هدفها في أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، مضيفة: "ألف ومائة يوم مرت على أكبر جريمة شهدتها مصر في العصر الحديث، يوم المجزرة الكبرى في مصر المستباحة".
وتابعت: "إن مذبحتي رابعة والنهضة التي تحل ذكراهما اليوم لتذكّران العالم بخزيه وصمته عن ارتقاء آلاف الشهداء والمصابين والمعاقين، وما خلَّفته تلك المجزرتان من آلاف الأيتام والمطاردين، وعشرات الآلاف من المعتقلين، يوم كشف العسكر عن وجههم القبيح وسقطت أقنعتهم التي طالما تستَّروا خلفها".
واستطردت جماعة الإخوان، قائلة: "حينما حانت لحظة الحقيقة ودنا الشعب من قطف ثمار ثورة يناير 2011، انقضت تلك العصابة على الحلم؛ فسفكت دماء أبناء الشعب الذي يطالب بالحرية والشرعية الدستورية، وما زالت تسفك الدماء وتنتهك حرية الإنسان؛ ما يمثل جريمةً دولية ضد الإنسانية".
وتابعت: "إننا نتذكر اليوم رابعة والنهضة؛ لا لنبكي أو نتباكى، بل لنؤكد للعالم أجمع أن دماء شهداء الحرية لن تضيع هباء، ونطالب المجتمع الدولي بمحاكمة مرتكبي هذه المجزرة وكشف حقيقتهم للعالم، وأننا نضيء من تلك الذكرى شعلة على طريق تحرير البلاد والعباد من أيدي الخونة المنقلبين، المتآمرين مع أعداء الوطن على أبناء الوطن، فهم الذين نهبوا أمواله وضيقوا عليه حياته وباعوا أرضه وظهر فسادهم وفشلهم في كل مجال".
وأكدت أن "الثوار الأحرار في ميادين مصر وشوارعها ليشدون على أيدي الأبطال الصامدين في سجون الانقلاب المدافعين عن حرية الوطن واستقلاله، فمن ثباتكم وتضحياتكم- أيها الأحرار- نستمد العزيمة والإصرار على استكمال الدرب والانتصار للحق؛ حتى نلقى الله سبحانه وتعالى غير مفرّطين ولا مبدّلين".
واختتمت جماعة الإخوان بقولها: "ستظل دماء رابعة والنهضة مداد النصر وصرخة الحق في وجه الظلم والاستبداد، مهما طال الزمن".
من جهته، دعا
المجلس الثوري المصري جموع الشعب إلى "استكمال ثورتهم طبقا للرؤية التي طرحها المجلس مؤخرا كل فرد في مكانه، وعليه تحديد دوره بنفسه وبسرية كاملة انتظارا للحظة اشتعال الأرض من تحت أقدام الانقلاب بالفعل الثوري القادم في الشوارع والميادين، حتى تحقيق كامل الانتصار للشعب المصري".
وكان المجلس الثوري قد دعا في 31 تموز/ يوليو الماضي، "الشعب المصري الحر للانضمام له، والقيام بنشر روح المقاومة بين كل الأحرار والثوار، وتثوير القطاعات الشعبية من العمال والفلاحين والطلبة، ونشر الحقائق عن طبيعة عسكر مصر، والتحلي بالصبر مع المجتمع الذي يتعرض لإحدى أكبر عمليات تشويه للعقول في التاريخ".
وطالب بالإعداد للعصيان المدني الشامل لإسقاط الحكم العسكري، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة من لجان شعبية وغيرها لاستعادة السلطة وإسقاط الحكم العسكري، مؤكدا على أهمية الإيمان المطلق بالحق في الثروات العامة وإعادة توزيعها العادل على المجتمع.
وقال المجلس الثوري – في بيان له الأحد - إن "الحقيقة التي أصبح يدركها كل متابع للشارع المصري أن الثورة كامنة في نفوس المصريين، وأنها تنتظر شرارة الانطلاق، وأنها إذا انطلقت لن تهدأ حتى تحقق كامل أهدافها".
وشدّد المجلس على أن "كل دعوات إخماد لهيب الثورة المشتعلة الآن تحت الرماد من خلال تفاهمات أو وثائق لم تعد لن تجدي نفعا أمام تفاقم الأزمات التي خلفها الانقلاب للشعب المصري، وأن الانقلاب قد قاد البلاد إلى معادلة صفرية تدور بين استمرار الانقلاب ووضاعته أو انتصار الشعب وشرعيته".
وأضاف:" تحل علينا اليوم الذكرى الثالثة لاغتيال خيرة شباب الوطن في رابعة والنهضة وميدان مصطفى محمود، لكن هذه الذكرى قد اختلفت في رسالتها عن أية ذكرى سابقة فقد انكشف خلال العام المنصرم الوجه القبيح للانقلاب العسكري حتى بين أنصاره".
وأكمل: "من أراضي تبور بسبب جفاف النيل إلى رواتب متدنية إلى أسعار كهرباء تستنزف قوت الشعب إلى قوانين مجحفة بالعمال والموظفين إلى قمع في الحريات إلى إسقاط طائرات مصرية وأجنبية داخل الحدود المصرية في ظروف غامضة، وانهيار منظومة التعليم، وتفشي الفساد، وانتهاك الحرمات والأعراض .. إلخ".
وذكر المجلس الثوري أنه يعلم أن "أرواح الشهداء التي ارتقت في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات قد ألقت على عاتقنا عبئا ثقيلا وأمانة غالية تتمثل في تحقيق أماني وآمال الشهداء التي قدموا من أجلها أرواحهم رخيصة من أجل هذا الوطن ومن أجل أن ينال حريته ومكانته بين الأمم" .
وأردف: "من أجل هذه الغايات السامية والمعاني النبيلة والأرواح الطاهرة يجدد المجلس الثوري المصري العهد للشهداء، ويدعوا جميع المصريين أيضا إلى الوفاء لدماء الشهداء حتى يتم القصاص الكامل والعادل وتزول الغمة التي أظلت الوطن ويتحرر ترابه من السلطة الغاصبة له، وتعود أراضيه التي قام الخونة بالتفريط فيها، وتعود للشعب شرعيته الغائبة خلف أسوار الانقلاب".
بدوره، أكد حزب الحرية والعدالة أن "دماء الشهداء والجرحى في مذبحة رابعة والنهضة، وفي كل المجازر التي ارتكبتها قوات الجيش والشرطة بحق أبناء مصر، نبهت كل الأحرار في مصر والعالم إلى ضرورة مواجهة الإرهاب الذي يمارسه العسكر بقوة سلاح الدولة، وأوضح أنه لن يجدي نفعا محاولات إخفاء معالم الجريمة، التي سوف تتذكرها الأجيال القادمة باللعنة على كل من شارك ودعم وأيد المذبحة، ولن ينجو من صمت أيضا من تلك اللعنات".
وشدد الحزب، في البيان الذي أصدره، اليوم الأحد في الذكرى الثالثة للمذبحة، إلى أن "ما حدث في رابعة والنهضة من قتل ودهس وحرق لجثث الشهداء والمصابين، هي جرائم حرب ضد الإنسانية، لن تسقط بالتقادم، وسيحاكم من اقترفوها مهما طال الوقت، ولن يفلت أحد من القصاص".
وشدد "الحرية والعدالة" على "حق القصاص للشهداء مهما طال الوقت، وأنه لن يهادن ولن يساوم على حقوق الشهداء والمفقودين والمصابين والمعتقلين والمطاردين"، موضحا أن "رابعة لم تعد مجرد إشارة ولا ذكرى لأبشع مذبحة في تاريخ مصر، بل أصبحت وستبقى أيقونة عالمية تفضح همجية ودموية الانقلابات العسكرية، وصلابة إرادة الشعوب في كفاحها ضد الظلم والاستبداد والإرهاب، وأن مذبحة رابعة والنهضة وما سبقهما وما تلاهما من جرائم معلما يهز عروش الطغيان".
ووجه التحية إلى "الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية المختطف من الانقلاب، والدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المختطف كذلك، وأرواح الشهداء الأبرار في رابعة والنهضة وكل شهداء جرائم العسكر، كما وجه التحية إلى الجرحى والمعتقلين منذ جريمة الفض الذين يعانون قسوة الظلم والقمع، والأحرار الصامدين والثابتين في سجون الانقلاب العسكري الغادر".
وحيا الحزب "صمود الثائرين الأحرار من أبناء مصر في الداخل والخارج، في ميادين العزة والكرامة والإباء، الذين لا يدخرون جهدا في العمل على إسقاط الانقلاب العسكري الغادر بكل السبل والوسائل السلمية الممكنة، واستعادة إرادة الشعب المصري وحريته المسلوبة، بالإضافة إلى الصمود الأسطوري للأحرار المعتقلين في سجون الانقلاب"، داعيا الله أن يتم شفاء الجرحى والمصابين الذين لا يزالون يعانون من إصاباتهم في المذبحة حتى يومنا هذا.
ودعا الحزب جماهير الشعب المصري الذي وصفه بالحر الأبي إلى مواصلة النضال والكفاح حتى إسقاط الانقلاب العسكري، والقصاص الناجز من كل من اقترف جرما في حق هذا الوطن.