حذر مسؤول ملف
القدس بالمجلس التشريعي
الفلسطيني، ورئيس دائرة القدس في حركة "حماس"، النائب أحمد أبو حلبية، من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تقسيم
الأقصى المباركة "مكانيا"، بعدما تمكن عمليا من التقسيم "الزماني" للمسجد الأقصى المبارك.
صمود المرابطين
وقال أبو حلبية في تصريح خاص لـ"
عربي21": "فرض العدو الصهيوني عمليا التقسيم الزماني على المسجد الأقصى أمرا واقعا منذ أكثر من سنتين، وذلك عبر السماح للمستوطنين الصهاينة، وبحماية القوات الخاصة الإسرائيلية، باقتحام الأقصى بشكل يومي خلال فترين: صباحا قبل صلاة الظهر، ومساء بعد صلاة الظهر أحيانا".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل الآن على "ترسيخ التقسيم الزماني من خلال الاقتحامات الجماعية التي دعت إليها العديد من المنظمات الصهيونية في ذكرى خراب
الهيكل المزعوم".
ولفت مسؤول ملف القدس، إلى أن "الاحتلال يحاول أن يفرض أمرا واقعا بالنسبة للتقسيم المكاني للأقصى؛ من خلال إيجاد أماكن معينة تكون مخصصة لليهود"، مؤكدا أن "صمود المرابطين وأهل القدس، ودفاع فلسطينيي الدخل المحتل؛ أفشل حتى الآن فرص الاحتلال للتقسيم المكاني للأقصى كما فعل في التقسيم الزماني".
وكشف رئيس دائرة القدس في حركة "حماس"، أن قضية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، "عُرضت أكثر من مرة للتصديق عليها داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر؛ للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)"، مؤكدا أن "ضغوطا قوية مورست من الأردن بحكم وصايتها الدينية على المسجد الأقصى، والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948؛ حالت دون التصديق على مخطط الاحتلال".
السيطرة الكاملة
وعبّر أبو حلبية عن خشيته أن "يستغل العدو الصهيوني حالة التآمر العالمي، وحالة الصراع التي تجتاح الوطن العربي والتي فرضها الحكام الظالمون، وانشغال الشعوب العربية عن التفكير بقضايا الأمة وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى، لفرض مخططه بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة".
من جانبه، نبه رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، من خطورة "عدم تناول وسائل الإعلام المختلفة قضية التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، الذي يعتبره الاحتلال بأكمله هو جبل الهيكل"، مرجعا ذلك لأن "التقسيم الزماني أصبح أمرا واقعا يتم تنفيذه بشكل يومي".
وأكد لـ"
عربي21" أن "الاحتلال يتقدم خطوات للأمام في مخططه للسيطرة الكاملة على الأقصى، مستفيدا من المناسبات اليهودية الدينية المختلفة".
وأوضح أن "جميع الأمور تسير نحو إحكام الاحتلال من قبضته على الأقصى؛ والانتقال من مرحلة الهيمنة عبر واقع التقسيم الزماني إلى مرحلة السيطرة الكاملة عليه".
وفي سياق متصل، كشفت تقارير تلفزيونية بثت مؤخرا على القناتين الأولى والثانية الإسرائيليتين، بالتزامن مع منع فعاليات ذكرى "خراب الهيكل"، أن المنظمات الصهيونية المهتمة بإعادة بناء الهيكل، "تجهز نفسها عمليا وميدانيا لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى"، وأكدت هذه التقارير أن الأمر بانتظار "قرار سياسي رسمي بذلك".
الزواج التلمودي
ونقل تقرير بثته القناة الثانية الإسرائيلية السبت الماضي؛ تأكيد بعض المشاركين في التحضيرات لبناء الهيكل أن "نقل المعدات اللازمة ووضعها في الأماكن المناسبة، وتحديدا مكان قبة الصخرة، يحتاج لساعات فقط".
وذكرت منظمة "نساء من أجل الهيكل"، وهي التي تم تأسيسها على يد أربع مستوطنات شقيقات متطرفات، أنها "تهتم بتفعيل برامج وحلقات بيتية لتشجيع تكثيف اقتحامات الأقصى، وإقامة مراسيم الزواج التلمودي بداخله".
كما عرضت القناة الأولى الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، "التحضيرات المكثفة لبناء الهيكل؛ والتي شملت حظائر خاصة لتربية المواشي وفق المواصفات التلمودية، لتكون جاهزة لذبحها ضمن قرابين الهيكل"، منوهة إلى أن هناك نحو 40 كاهنا يهوديا؛ "جاهزون لمباشرة عملهم في الهيكل في حال صدرت تعليمات بذلك".
ويشهد الأقصى توترا نتيجة تواصل اقتحامات الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى المبارك. وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المداخل الرئيسية المؤدية إلى البلدة القديمة في القدس، كما عززت من تواجدها ونشرت حواجز عسكرية استعدادا لإحياء ذكرى خراب "الهيكل" المزعوم، الأحد.