نددت منظمة "هيومن
رايتس ووتش"، الثلاثاء، باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر، أسلحة حارقة ضد
المدنيين في محافظتي حلب وإدلب في شمال وشمال غرب
سوريا، واصفة هذه الهجمات بـ"المشينة".
وتحدثت المنظمة في تقريرها عن "أدلة دامغة على أن طائرات الحكومة الروسية تُستخدم لإطلاق أسلحة حارقة أو على الأقل تشارك مع طائرات الحكومة السورية في هجمات بالأسلحة الحارقة"، مشيرة إلى ازدياد هذه الهجمات "بشكل كبير" منذ بدء
روسيا حملة جوية في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر.
ووثقت المنظمة "استخدام أسلحة حارقة لـ18 مرة على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية"، بينها هجمات على مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينتي حلب وإدلب في السابع من الشهر الحالي.
ورأت أن "على الحكومة السورية وروسيا أن توقفا بشكل فوري الهجمات بالأسلحة الحارقة ضد المناطق المأهولة بالمدنيين".
ووصفت استخدامها بأنه "مشين" و"يظهر الفشل الذريع في الالتزام بالقانون الدولي الذي يقيد (استخدام) الأسلحة الحارقة".
وتتسبب الأسلحة الحارقة بعد إلقائها من الطائرات بإشعال حرائق، وبحروق مؤلمة لمن يتعرض لها، يمكن أن تصيب العظام والجهاز التنفسي.
وتم استخدام هذه الأسلحة بشكل واسع في حرب فيتنام، من ثم جرى تقييد استخدامها بموجب اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة.
ونقلت المنظمة في تقريرها عن محمد تاج الدين عثمان، الذي زودها بصور عن الهجوم من مدينة إدلب، قوله: "رأيت بوضوح ألسنة النيران تستعر. خلال عشر دقائق كان هناك المزيد من الضربات. النيران لا تصدق، حولت الليل إلى نهار".
وقال احد متطوعي الدفاع المدني للمنظمة "أتت النيران على كل شيء، المنازل والسيارات وخزانات النفط وحتى العشب".
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته رصد إلقاء الطائرات الروسية قنابل تحتوي على مادة "الثرميت" خلال الأسابيع الأخيرة، على مناطق عدة في محافظات حلب وإدلب ودير الزور (شرقا) والرقة (شمالا).
واتهم ناشطون معارضون الأسبوع الماضي، قوات النظام بإلقاء مادة "النابالم" الحارقة على مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.
وتتبادل أطراف النزاع السوري الاتهامات باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين، وبينها الكلور وغاز الخردل.
وروسيا من الدول الموقعة على بروتوكول الأسلحة الحارقة، وأقرت في رسالة وجهتها إلى منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 بـ"أضرار إنسانية بالغة" سببتها الأسلحة الحارقة في سوريا، والتي قالت إنها ناجمة عن "استخدام غير سليم"، وفق المنظمة.
ووثقت المنظمة الحقوقية منذ العام 2012 استخدام أربعة أنواع من الأسلحة الحارقة في سوريا، مصنعة كلها في الاتحاد السوفييتي سابقا.
وتشهد سوريا نزاعا داميا متشعب الأطراف تسبب منذ منتصف آذار/ مارس 2011، بمقتل أكثر من 290 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.