أثارت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تساؤلات حول طبيعة أهمية بقاء سيف الإسلام
القذافي على قيد الحياة الآن، رغم صدور قرار بإعدامه ووجود مخاوف من عودته إلى السلطة في
ليبيا بدعم قبلي وبسلاح مليشيات
الزنتان.
وتحدثت الصحيفة في تقرير عن الوضع الليبي منذ بدايات الثورة عام 2011، ونظرة الليبيين إلى عائلة معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام الذي كان مرشحا لخلافة والده، وما جرى من تفكيك للدولة وهدم كل ما يتعلق بالنظام القديم.
وأوضحت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن القضاء على سيف الإسلام يمثل بالنسبة للناشطين السياسيين نهاية نظام القذافي بالكامل، على الرغم من "الأفكار الإصلاحية التي يتبناها والفكر الدبلوماسي الذي يملكه"، بحسب الصحيفة.
وعزت الصحيفة الفضل في هروب سيف الإسلام من حكم الإعدام، بل وجعله مواطنا حرا، إلى مليشيات الزنتان التي احتجزته منذ اليوم الأول للقبض عليه، والتي رفضت تسليمه للمحاكمة في طرابلس كرد فعل على رفض الحكومة الليبية الجديدة الاعتراف فيها.
وأضافت: "هذه الخطوة (رفض التسليم) منحت سيف الإسلام مكانة سياسية كبيرة على عكس ما تريده الأغلبية في ليبيا بالتخلص منه".
ولفتت الصحيفة إلى أن المليشيات التي تدعم سيف الإسلام وتسمح له بالعيش بحرية، هي نفسها التي تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي انشق سابقا عن نظام القذافي والذي عاد ليتصدّر المشهد العسكري والسياسي مع انطلاق ثورة 17 شباط/ فبراير سنة 2011، فضلا عن رئيس الوزراء فايز السراج.
ولفتت الصحيفة إلى تزامن تحرير سيف الإسلام في مدينة سرت مع بدء الولايات المتحدة تنفيذ غاراتها في المدينة نفسها، وبالتزامن مع زيارة القائد حفتر إلى كلّ من موسكو والكرملين.
ونقلت عن عدد من المحللين، قولهم إن التزامن في القصف والإفراج عن سيف الإسلام لم يكن بمحض الصدفة، وإن الولايات المتحدة أدركت فشل السراج في السيطرة على البلاد واستفادت من تحرك القبائل الليبية وعملية الإفراج وما سبقها من تحالف بين هذه القبائل.
وأفادت الصحيفة بأن تحالف القبائل الليبية، من بينها قبيلة الورفلة وبني وليد ومليشيات الزنتان، لن يؤدّي فقط إلى عرقلة حكومة السراج وإنما أيضا إلى إنشاء رؤية جديدة للنظام في ليبيا؛ نظام جديد تسيّره هذه القبائل ويقوده
سيف الإسلام القذافي، الذي أصبح مرجعية سياسية كبرى بالنسبة للبعض.
وتطرقت الصحيفة إلى الحديث عن مليشيات الزنتان؛ فعلى الرغم من أنها تمتلك نفوذا واسعا في عهد الرئيس السابق إلا أنها سعت في ثورة 2011 إلى الاستيلاء على السلطة وتعمدت احتجاز سيف الإسلام للتأثير في المقاتلين المحليين قبل تعيين السراج رئيسا للوزراء.
وقالت الصحيفة إن عودة سيف الإسلام إلى الحكم لن تعيد فقط اسم "القذافي" إلى الساحة السياسية الليبية والعالمية، ولكنها ستخلق كذلك أحداثا جديدة ستضاف إلى هذا الوضع المعقد، وستؤثر على مستوى العلاقات التي تربط كلا من ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وإيطاليا من جهة أخرى.
وشددت على أن رجوع سيف الإسلام لم يمثّل خبرا مفرحا لإيطاليا، بل إنه قام بدفعها إلى دعم المليشيات في مصراته المتهمة الأولى بمقتل الرئيس معمر القذافي.
وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها إلى الدور الذي سيلعبه سيف الإسلام في ليبيا، مهما كانت أهميته، والذي سيكون له وقع كبير على كل من الولايات المتحدة وإيطاليا، وحفتر، فضلا عن الأطراف الأخرى الدولية الفاعلة.