أطلق لواء "جند الحرمين"، المنضوي ضمن صفوف "قوات
سوريا الديمقراطية" التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، منذ أيام، حملة اعتقالات واسعة في محيط مدينة منبج، بريف
حلب الشرقي، استهدفت الشباب والشابات بهدف إجبارهم على الالتحاق بجبهات القتال ضد تنظيم الدولة، مستغلا الأوضاع الصعبة للأهالي.
ويأتي ذلك بعد إيعاز القيادات الكردية؛ لقائد لواء "جند الحرمين" إبراهيم البناوي بفرض
التجنيد الإجباري في المناطق العربية التي يسيطر عليها اللواء.
وقال الناشط الإعلامي في ريف منبج، وائل الخلف، في حديث لـ"عربي21"، إن "عناصر لواء جند الحرمين شنوا حملة اعتقالات في عدة قرى بريف منبج الجنوبي من بينها قرية غرة الصغير، التي يقطنها أكثرية عربية شملت الشوارع الرئيسية والفرعية، حيث تمت مداهمة المنازل والمحال التجارية، وقامت باعتقال الشباب والشابات واقتيادهم إلى مقرات اللواء".
وأضاف أن القوات الكردية أوكلت مهام فرض التجنيد الإجباري في المناطق العربية بريف منبج إلى لواء جند الحرمين "كونه لواء عربيا منضويا ضمن
قوات سوريا الديمقراطية، وينحدر معظم عناصره من أبناء تلك المناطق".
وأشار الخلف إلى أن اللواء المذكور سبق أن طالب من سكان تلك القرى قبل أيام؛ بأن تقدم كل أسرة فرداً منها للتجنيد، سواء كان شاباً أو فتاة، تحت تهديد الطرد من المنطقة لكل من يرفض الالتحاق بالقتال، بينما فرض على كل أسرة دفع مبلغ قدره 300 ألف ليرة سورية على أي شاب يريد إعفاءه من التجنيد الإجباري، يتم دفعها بأقساط شهرية.
ويقول سكان إن عمليات التجنيد الإجباري التي بدأ بفرضها لواء "جند الحرمين"؛ تشكل جزءا من انتهاكات الوحدات الكردية، حيث تعتبر الوحدات الكردية بمثابة الفصيل المهيمن على القرار العسكري لمعظم الفصائل العسكرية العربية التي تقاتل بجانبها ضمن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية.
وقال خلدون، وهو من سكان ريف منبج ومعارض لوجود قوات سوريا الديمقراطية في منطقته، إن التجنيد الإجباري سيدفعه للانضمام إلى مقاتلي المعارضة في مدينة جرابلس.
وأضاف خلدون (30 عاما)، في حديث لـ"عربي21": "إذا كانت القوات الكردية تريد إعطائي سلاحا فسأقاتل ضدها من أول يوم". وقال: "لا يمكنني أن أحصي لكم عدد الرجال الأصغر سنا مني بكثير؛ الذين ينتظرون أدنى مبرر لحمل السلاح والانضمام إلى الثوار، ولا يمكن أن يكون الأكراد أغبياء لدرجة أن يسلحوا رجالا يريدون خروجهم من مناطقهم"، وفق تعبيره.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قد شنت عملية عسكرية في مطلع شهر حزيران/ يونيو الماضي في مدينة منبج وريفها لطرد تنظيم الدولة، بدعم جوي ولوجستي أمريكي. وبعد مرور شهرين على انطلاق العملية، فرضت التجنيد الإجباري على السكان العرب في المناطق التي سيطرت عليها.