نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا، أعده كل من رمين مستقيم وشانشك بنغالي، تقول فيه إن المرشد الروحي للثورة
الإيرانية آية الله علي
خامنئي طلب من الرئيس السابق محمود أحمدي
نجاد عدم الترشح مرة أخرى لانتخابات الرئاسة، المقرر عقدها في العام المقبل.
ويقول الكاتبان في التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إنه "مع زيادة الضغوط السياسية على الرئيس حسن
روحاني قبل عقد
الانتخابات الرئاسية المقبلة، تنتشر في طهران الكثير من الشائعات، ومنها أن الرئيس الصدامي السابق محمود أحمدي نجاد يخطط لترشيح نفسه لولاية جديدة، لكن الرد على هذه الشائعات جاء سريعا، حيث أخبر آية الله خامنئي حشدا من الحضور أن نجاد طلب منه النصيحة حول المشاركة في الانتخابات في أيار/ مايو المقبل، أم لا، ورد عليه قائلا: (لا؛ من أجل المصلحة العليا للبلد)".
ويشير التقرير إلى ما أوردته وكالة أنباء "فارس" أن المرشد الروحي قال "إن المجتمع منقسم"، وأضاف: "يجب أن تسود الوحدة بين المسؤولين والشعب".
وتعلق الصحيفة قائلة إن تعليقات آية الله خامنئي تعد المسمار الأخير في نعش محاولات نجاد العودة من جديد للأضواء السياسية والشخصية الشعبوية، مشيرة إلى أن نجاد كان من المستفزين للغرب.
ويلفت الكاتبان إلى أن نجاد انتخب عام 2005، وأدى فوزه في انتخابات شككت في نزاهتها المعارضة عام 2009، إلى سلسلة من التظاهرات، التي عرفت بالثورة الخضراء، وقتل في عمليات القمع التي مارستها قوى الأمن العشرات، واعتقل حوالي أربعة آلاف شخص، مشيرين إلى أن نجاد كان عادة ما يعتمد في خطاباته السياسية على نظريات المؤامرة، ويهدد إسرائيل بالدمار.
وبحسب التقرير، فإن القانون الإيراني يمنع الرئيس من تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لكنه يسمح بترشحه مرة أخرى بعد نهاية ولاية الرئيس الذي جاء بعده ، وفي حالة نجاد يسمح له بالترشح بعد نهاية ولاية روحاني الأولى.
وتقول الصحيفة إن "سجل أحمدي نجاد في السياسات الداخلية تجعل من عودته أمرا مستبعدا، فقد أسهمت سياسته بتوزيع الأموال النقدية على الفقراء في زيادة مستويات التضخم، ما أضعف الاقتصاد الذي كان يعاني من الحصار الدولي؛ بسبب النشاطات النووية، كما حصلت مواجهة بينه وبين خامنئي عندما كان رئيسا، وهو ما يعد إثما عظيما في السياسة الإيرانية".
ويستدرك الكاتبان بأنه رغم ذلك، فإن عددا من المتشددين بدأوا بالنظر إليه على أنه شخص مناسب لينافس الرئيس روحاني، الذي ينظر إليه على أنه معتدل، ورجل يرغب بفتح إيران على العالم الخارجي، لافتين إلى أن روحاني توصل إلى الاتفاق مع الدول الغربية، بشأن وقف النشاطات النووية مقابل تخفيف العقوبات عن بلاده.
ويفيد التقرير بأنه رغم الشعبية التي حظي بها الاتفاق النووي، إلا أنه لم يترك أثرا واضحا في الاقتصاد، وهو ما زاد من نقد المحافظين لروحاني.
وتكشف الصحيفة عن أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، قال إنه لن يستمع لدعوات ترشحه للرئاسة، مؤكدا أنه سيظل "جنديا".
وينوه الكاتبان إلى بدء انتشار التقارير التي تشير إلى إمكانية إعادة انتخاب روحاني للرئاسة، خاصة أن الجمهورية الإسلامية تفضل استقرار الرئاسة من ولايتين؛ من أجل تحقيق الاستقرار، بالإضافة إلى أن بقاء روحاني سيفتح الباب أمام وصول الاستثمارات الأجنبية التي يحتاجها الاقتصاد بشكل ملح.
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الإصلاحيين ومؤيديهم يأملون بمشاركة واسعة في الانتخابات، ويرى الصحافي نادر كريمي جوني أن "مشاركة واسعة في الانتخابات قد تغير مسار الثورة".