أثارت تصريحات الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة
الإخوان المسلمين،
إبراهيم منير، حول علاقته بأمن الدولة
المصرية قبل خمسة عقود، جدلا بين الإعلاميين؛
أحمد منصور، وعزّام التميمي.
تصريحات منير التي أدلى بها لبرنامج "مراجعات"، الذي يقدمه عزّام التميمي على قناة "الحوار"، أثارت أحمد منصور؛ حيث خصص الأخير مقالا تناول فيه جانبا من تصريحات منير.
ودوّن أحمد منصور مقالا بعنوان "هل الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين عميل لأمن الدولة؟"، موضحا أن "صدمة أصابته" بعد سماع تصريحات إبراهيم منير.
وقال منصور إنه "وحسب اعترافات إبراهيم منير، فإن علاقته توطدت بأمن الدولة عبر الضابط الذي جنده، حتى أنهم من كثرة استفادتهم منه كمصدر رئيسي من داخل الإخوان طلبوا منه التفرغ لهم، على أن يمنحوه المال، وألا يهتم بدراسته، وسوف يرتبون نجاحه، وأنه كان يقول لهم في الآراء والتقارير التي كان يكتبها إنها تعبر عن رأي الإخوان".
وأضاف: "لثقتهم الشديدة به أخبروه عن حملة الاعتقالات والمداهمات التي ستجري لبيوت بعض الإخوان في العام 1965، دون غيره، وأكرموه بأن اعتقلوه نهارا، وليس من خلال المداهمات الليلية مثل باقي الإخوان، وحينما قبضوا عليه أخذوه معززا مكرما إلى سجن القلعة، ووضعوه آمنا في زنزانة خاصة، دون أن يتعرض لأي تعذيب أو أذى، بينما كانت أصوات إخوانه تأتيه من الزنازين المجاورة طوال الليل وهم يتعرضون للتعذيب، ولا أدري لماذا لم يسأله عزام عن استمرار صلته برجل أمن الدولة الذي كان يوظفه في السجن، وماهي طبيعة التقارير التي كان يعدها عن الإخوان من داخل السجن".
وأوضح منصور أن من الأمور التي صدمته في تصريحات منير، دفاعه عن جهاز أمن الدولة في الستينات، وتحميله مسؤولية ما جرى للإخوان.
وأضاف: "إبراهيم منير رجل بلغ الثمانين، وهو مستور، لا يعلم الإخوان عنه شيئا من هذه الترهات، وإن عرفها بعضهم وصمت عنها، فلماذا يقولها الآن على الملأ؟ لاسيما أن الإخوان ينزلونه منزلة رفيعة؛ حيث يتصدر في جماعة الإخوان المسلمين منصبين كل منهما أخطر من الآخر، الأول هو أنه الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل أكثر من ثلاثين عاما، والثاني أنه أعلن مؤخرا أن المرشد المختفي الدكتور محمود عزت كلفه بمهام المرشد، ثم خرجت جماعة عزت ببيان تؤكد فيه أنه نائب المرشد".
بدوره، ردّ
عزام التميمي على مقال أحمد منصور، قائلا إن استنتاج الأخير بعمالة إبراهيم منير لأمن الدولة استنتاج خاطئ.
وأضاف: "كم تمنيت على الأخ أحمد منصور لو لم يقحم موقفه الشخصي من الأستاذ إبراهيم ومن الخلاف القائم بين الإخوان في قضية أقل ما يقال فيها إنها تشويه للتاريخ وقدح وافتراء".
وفسّر التميمي علاقة إبراهيم منير بأمن الدولة قبل أكثر من خمسين عاما بأنها "محاولة من قبل الإخوان والنظام للإبقاء على قناة خلفية للتواصل بين الإخوان وأمن الدولة، وبمعرفة بعض المسؤولين في الإخوان، في ظروف غير مسبوقة، وفي غاية الصعوبة".
ونوّه عزام التميمي إلى أن "هذا الأمر يحصل في كثير من التنظيمات".
وأشار التميمي إلى أنه سيرد بالتفصيل على ما أسماها "الافتراءات"، بعد أن يتعافى من عملية جراحية أجراها قبل أيام.
وفي وقت لاحق، نشر عزّام التميمي نص رسالة أرسلها له أحمد منصور، قال فيها: "أرجو أن تبقى بعيدا عما يدور بيننا وبين القيادة المهترئة، التي تقود الإخوان للهلاك، ولديها ملفات فساد هائلة سنكشفها تباعا".
وأضاف منصور: "نحن لسنا في خلاف شخصي كما ذكرت في بيانك، الذي أجبروك على كتابته أمس، نحن في إشكالية تتعلق بمصير أمة، وأنت لست طرفا فيها، فأرجو أن تبقى بعيدا ولا تكون طرفا، ويكفى ما ذكرت، ولك خالص التقدير".
وردّ عزام التميمي على أحمد منصور بنفيه أن تكون جماعة الإخوان أجبرته على كتابة البيان، الذي برّأ فيه إبراهيم منير من تهمة العمالة لجهاز أمن الدولة.
وتابع: "كتبت شعورا بالمسؤولية، وإحقاقا للحق، رغم ما بي من آلام وجراحات".
وأضاف: "أشفق عليك بما بيننا من مودة وتاريخ أن يتملكك الفجور في الخصومة، فرق كبير بين أن نطالب بالإصلاح والتغيير، وأن نفتري ظلما وبهتانا، لا يمكن لمن ينتهج أساليب غير صالحة أن يأتي بإصلاح".