نشرت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، تقريرا في شكل حوار مع عائلة الطالب الإيطالي جوليو
ريجيني، الذي قتل في
مصر بعد اختطافه في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، تحدثت فيه عن آخر التطورات في قضيته التي شكلت صدمة لكل العالم، واستمر الحديث عنها دون التوصل إلى حقائق تشفي الغليل.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن والدا ريجيني لا زالا يبحثان عن حقيقة من قتل وعذّب ابنهما، الذي جاء ليدرس في القاهرة فرجع منها جثة هامدة، مشيرة إلى أن ريجيني كان قد عُثر عليه مقتولا بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، في 3 شباط/ فبراير، وعلى جثته آثار تعذيب.
وأفادت بأن رئيس الانقلاب في مصر عبدالفتاح
السيسي كان قد أعرب لبعض أعضاء البرلمان الأوروبي، بما في ذلك النائب الإيطالي أندريا كوتسولينو، عن استعداده لاستقبال أهل الضحية لتوضيح الأمور، وقبلت العائلة الدعوة، على أمل معرفة ما يسعون لفهمه منذ تسعة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية استغرقت الكثير من الوقت دون إيجاد تفسيرات واضحة، خاصة وأن الاجتماع الأخير بين عناصر من النيابة العامة المصرية، والإيطالية؛ لم يضف ولم يغير أي شيء.
وأكدت أن لدى
عائلة ريجيني رغبة ملحة في إيجاد خبر يشفي صدرها، ونقلت عن والديه قولهما: "نحن هنا ننتظر الحقيقة، ونأمل أن لا يتم إعداد خدعة كبيرة في مقابلة السيسي، فقد اعتدنا على التضليل وسياسة التمويه، خاصة وأن الشائعات كان في البداية تقول بأن ابننا مات في حادث سير".
وأضاف الوالدان أن "المؤسسات الإيطالية، بما في ذلك المدعي العام في روما، والجهات المتعاونة معه، كانوا قد قدموا لنا العديد من التعازي، وبعض الحقائق الملموسة التي لا تجدي نفعا"، مشيرَين إلى أنهما التقيا وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني؛ على أمل أن يكون لديه أخبار جديدة بعد لقائه مع المصريين.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن التقصير يأتي من الطرفين، أي السلطات الإيطالية، والسلطات المصرية، على حد سواء، "ذلك إلى جانب الافتقار إلى التنسيق والتواصل، وعدم الضغط على مصر حتى تكشف الحقيقة الكاملة، وتأثير العوامل الدبلوماسية، معتبرة أن "سحب الحكومة الإيطالية لسفيرها من القاهرة؛ من شأنه أن يعقد الأمور أكثر، وأن يجهض التعاون".
وذكرت أن والدي القتيل أقرا بأن "احترام حقوق الإنسان يجب أن يكون نقطة الانطلاق في أي عمل سياسي، وجوليو ريجيني مواطن من العالم، وكان قريبا جدا من أهله في تريست؛ المنطقة التي ترعرع فيها"، مؤكدَين أن ابنهما "كان يتعايش مع المصريين بطرق سلمية، فهو يحبهم ويقدرهم" على حد تعبيرهما.
وأوضحت الصحيفة أن والدا ريجيني التقيا سابقا بلجنة حقوق الإنسان، وتواصلا معها، منتظرَين تحركات أعضائها "لأنه إلى حد الآن؛ لم يحدث اتصال آخر من قبلهم"، وقالوا: "يجب أن يكون واضحا أن قصة ابننا تهمهم؛ لأن جوليو كان فردا منتميا إلى العالم، وإلى أوروبا بالخصوص، وما عليهم إلا أن يساهموا في كشف الحقيقة، وذلك أمر طبيعي، وحق لا نقاش فيه".
وأكدت الصحيفة أن الظلام دخل إلى حياة والدي ريجيني منذ أن وصلهما خبر موته في القاهرة من طرف السفير الإيطالي بمصر ماوريتسيو مساري، ووزيرة التنمية الاقتصادية السابقة، فريديريكا غيدي، اللذين أعلنا "هذا النبأ السيئ" وحمّلا مسؤولية مقتله لما أسمياه بـ"عصابة الخمسة التي تقتل الأبرياء دون سبب"!
وبينت أن هذه الحادثة أصبحت "رمزا للمآسي الإنسانية، ولعدم تطبيق القانون، وغياب احترام حقوق الإنسان في مصر، بل في العالم أجمع، وكأن الروح البشرية لا تساوي شيئا.
وفي الختام؛ نقلت الصحيفة تعبير عائلة جوليو ريجيني عن آلامها الشديدة، وانتظارها معرفة الحقيقة، وتأكيدها على أنها تتمسك بكل بصيص أمل من مقابلة عبد الفتاح السيسي، التي لم يحدد بعد متى وأين ستكون، مشيرة إلى أن العائلة أكدت أنه لا يمكنها القيام بالبحث عن الحقيقة وحدها، "لذلك؛ فهي تأمل في أن تخرج بتوضيح للأمور من هذه الزيارة".