نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للكاتب جوسيه إنزور، يتحدث فيه عن تقييم الأمريكيين لقدرة
الأكراد على دخول مدينة
الرقة السورية، معقل
تنظيم الدولة، حيث واجهت القوات السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، موجة من المقاومة الشديدة في اليوم الأول من الحملة لاستعادة الرقة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مسؤولين أمريكيين، اعترافهم بعدم وجود القوة البشرية الكافية للسيطرة على مدينة الرقة، عاصمة ما يطلق عليها الخلافة الإسلامية.
ويقول الكاتب إن القوات السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، واجهت موجة من المقاومة الشديدة والسيارات المتفجرة في اليوم الأول من الحملة لاستعادة الرقة، حيث اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن هذه القوات لن تكون قادرة على استعادة المدينة قبل حلول عيد الميلاد.
وتذكر الصحيفة أن واشنطن اعترفت بعد ساعات من إعلان بدء عملية "غضب الفرات"، بنقص القوة البشرية المطلوبة لاقتحام عاصمة الدولة الإسلامية في العراق والشام في أي وقت قريب، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على قوات
سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من القوات الكردية والعربية، تم تشكيلها بدعم أمريكي عام 2015؛ بهدف مواجهة الجهاديين.
ويستدرك التقرير بأن القوات الأمريكية الخاصة، العاملة في شمال سوريا، تحتاج إلى تجنيد قوات كافية من أجل استعادة المدينة ذات الغالبية العربية، بحسب مسؤول أمريكي، الذي يقول: "لا توجد قوات كافية من أجل استعادة الرقة في المستقبل القريب"، مشيرا إلى أن العملية ربما تم الإعلان عنها بشكل متعجل، حيث إن القوات التي شنت الحملة تواجه هجوما.
ويلفت إنزور إلى أنه يعتقد أن هناك ما يقرب من خمسة آلاف مقاتل جهادي في الرقة والمناطق المحيطة بها، الذين قام بعضهم بتفجير خمس سيارات انتحارية في بلدة عين عيسى، التي تبعد 30 ميلا عن الرقة، مشيرا إلى أنه مع أنه لم يجرح أحد في العملية، إلا أنها أعطت فكرة عن صورة القتال الشرس الذي يمكن أن تواجهه القوات المدعومة من الأمريكيين.
وتنوه الصحيفة إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، قلل من أهمية الحديث عن استعادة المدينة بشكل سريع، وقال إن الهدف هو محاصرتها، وربما اقتضى الأمر شهرين، وأضاف: "دائما ما أعلنا أن عملية الحصار قد تحتاج إلى شهرين أو أكثر".
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة يواجه عملية عسكرية واسعة على الجانب الآخر من الحدود في العراق، التي مضى عليها ثلاثة أسابيع، حيث أملت الولايات المتحدة من خلال فتح جبهة ثانية ضد الجماعة الإسلامية المتشددة بتوجيه ضربة قوية للتنظيم، الذي أعلن الخلافة عام 2014، لافتا إلى أن الهجوم على الرقة سيغلق الباب أمام عناصر التنظيم في الموصل من الفرار إليها.
ويبين الكاتب أن نشر المقاتلين الأكراد، الذين تقول الولايات المتحدة إنهم من أكثر الجماعات قدرة على مواجهة الجهاديين، كان مثار جدل واعتراض من تركيا، مشيرا إلى أن أنقرة تتعامل مع المقاتلين الأكراد باعتبارهم جماعات إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وتخشى من توسيع تأثيرها في شمال سوريا، وتخشى أيضا من قيام الأكراد بالسيطرة على مدينة الرقة، وتغيير المكون السكاني فيها.
وبحسب الصحيفة، فإن الأكراد اتهموا بطرد العرب من المناطق التي خرج منها تنظيم الدولة، مستدركة بأنه رغم تأكيد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية جيهان أحمد، على أن المدينة بعد تحريرها سيديرها مجلس عسكري ومدني من أهل الرقة، إلا أن أهالي المدينة لا يصدقون هذا الكلام.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول تيم رمضان، وهو ناشط باسم مستعار: "أتمنى أن يحرر العرب الرقة وليس الأكراد"، وقال عن دور الأتراك في العملية: "لو حررنا السنّة، وبمساعدة من الشيطان، فلا مشكلة".